ملف الأسرى مرهون بعودة العلاقات الإيرانية السعودية .
إب نيوز ٣٠ شعبان
. . فهمي اليوسفي نائب وزير الإعلام
ثمة مؤشرات تكشف أن الغرب وادواته الاقليمية لايرغب بالتصعيد في اليمن لعدة إعتبارات ومنها
اولا . الناتو ضمن اولوياته الدولية التركيز على المعركة بين كييف و موسكو ومن يعود لارشيف بداية الحرب الاوكرانية الروسية وجهت صنعاء انذاك صفعة بين العيون للسعودية من خلال استهداف شركة ارامكوا جدة مما جعل الغرب يعطي الضوء الاخضر لادواته الاقليمية على راسها السعودية بإن تطلق مبادرة بالهدنة تحت ذرائع واهية ووهمية لان الناتو يعتبر التصعيد في اليمن سوف يترتب عليه ضرب مصالحه في المنطقة .
ثانيا . يعتبر الناتو ان التصعيد في اليمن سوف يوفر الفرصة لروسيا استغلاله وقد تقدم الدعم لصنعاء وهذا سيجعله يخسر ما قد ضمن انه تحت يده وهو لازال يخشى اقتراب الدب الروسي وتكرار صراع الحرب الباردة خصوصا بعد فشل تحالف العدوان في تحقيق بنك الاهداف في اليمن ويعتبر ان الفشل في اليمن يترتب عليه فشل وخسارة ما قد تم بنائه من قواعد عسكرية على مستوى حوض البحر الاحمر .
ثالثا . نتيجة فشل تحالف العدوان باليمن فإن الفشل هو فشل للمطامع الغربية في اليمن مما جعله يسعى لاقحام سلطنة عمان بالوساطة لكن السعودية وضعت عمان في احراج نتيجة عدم التزامها بما تم الاتفاق عليه .
رابعا. السعودية اليوم اصبحت في موقع الدفاع وليست الهجوم وتخشى تصعيد صنعاء وهي في وضع ضعيف من الناحية العسكرية وبحكم رسائل الانذار التي وجهتها صنعاء بخطابها وقالت بكل وضوح نفذ صبرها وبدأت توجه الانذار الاول للشركات الغربية التي تنهب النفط باستهداف ميناء الضبة وهنا السعودية تنظر انه ليس من مصلحتها اي تصعيد من صنعاء وطرحت الامر للامريكان ثم وافقت واشنطن ان تتوجه الرياض للصين كي توقف اي تصعيد من صنعاء بعد ان بدأت تؤسس مؤسسة عسكرية جديدة اسمها درع الوطن . ثم بادرت الصين ان تعيد العلاقة بين إيران والسعودية فكان موقف طهران في الاشارة بملف اليمن وعلى ضوئه بدأت المفاوضات الندية والجدية بين صنعاء كطرف والسعودية كطرف اخر . وهذا بحد ذاته انتصار لصنعاء في الجبهة التفاوضية .
رابعا . الرياض تحاول اليوم ان تثبت ان لديها حسن نية كي تتجنب تصعيد صنعاء وهاهي وافقت على الملف الاول المتعلق في الاسرى .
خامسا . ترحيب الاتحاد الاوربي والمبعوث الاممي بهذا الاتفاق المتعلق في الاسرى دليل ان الناتو لايريد بالتصعيد وتحديدا كي لايستثمر ذلك الروس في الوقت الراهن .
سادسا . تنظر السعودية ان اي تصعيد من صنعاء سوف يولد لديها ارباك من إعادة ترتيب وضعها العسكري ومزيدا من الانهيار الاقتصادي وكل ذلك مؤشر على عجز السعودية الصمود في وجه التصعيد .
سابعا . تخشى السعودية من اي تصعيد تقدم عليه صنعاء لان ذلك سوف يؤدي الى استغلاله من بعض اجنحة الحكم اضافة لاستغلاله من شرائح المجتمع السعودي المغبونة من نفس النظام .
ثامنا . تظل الرياض قلقة من ملف الحدود في حال فشلت في تحقيق اهدافها على كل الاصعدة الامر الذي جعلها تعيد علاقتها مع إيران لتكون وسيلة ضغط على صنعاء .
تاسعا . تدرك الرياض ان اي مفاوضات مع صنعاء لن يعفيها من تحمل تبعات عدوانها الامر الذي جعلها تقرر عودة العلاقة بينها مع إيران لتكون طهران وسيلة ضغط على صنعاء .
عاشرا . القلق الغربي يتزايد في حال خرجت شركاته من اليمن جراء ما قامت به من جرائم بحق الثروة النفطية وما ترتب عليها من اثار على مستقبل اجيال اليمن ومنها اقدام تلك الشركات تلويث اكبر حقل مائي في الجزيرة العربية توضحه الدراسات انه سيغطي احتياجات اليمن بالماء ل ٤٠٠ عام وشركات الغرب متو رطة بتلويث هذا الحقل . وتخشى تحمل تبعات هذه الجريمة وقد تكون سببا لطردها الامر الذي جعل الغرب يسارع بدفع السعودية ان تستعيد علاقتها مع إيران لتكون وسيلة ضغط على صنعاء .
وفي الاخير لاشك ان زيادة قلق الرياض لعدة اسباب منها تشتت وضعف اجنداتها بسبب اطالة امد الحرب خصوصا في ظل فشلها العسكري .