ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية التاسعة للسيد القائد للعام 1444 هـ
إب نيوز ١٠ رمضان
تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ في قوله تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) يبين الله لنا في هذه الآيات وفي عدة آيات أن للنفس البشرية في فطرتها أوتكوينها القابلية للخير والشر والصلاح والفساد.
_ في قوله تعالى: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) يبين في خلقه للإنسان ومازوده من الوسائل وقوله تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) على مستوى الحالة الفطرية فما منح الله الإنسان من طاقات وقدرات وقابليات وما عمله وأرشده ميز له بين طريق الخير والشر (النجدين) حتى تكون الأمور واضحة لدى البشر.
_إذا اتجه الإنسان في طريق الخير نمت فيه عناصر الخير واتجهت ميوله ورغباته واتجه بتفاعله نحو الخير وزكت وطابت نفسه ويحظى بالمعونة من الله والرعاية في اتجاهه العظيم كما قال الله تعالى: (وَلَكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) وقال تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) انشراح الصدر مسألة مهمة لأنه سيجعل الانسان يسير برغبة وارتياح.
_ وفي قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) يكتسب الإنسان المنعة تجاه وساوس الشيطان التي تأتي كعامل آخر مع هوى النفس.
_ في قوله تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) يتحدث الله هنا عن الشيطان فالإنسان يكتسب المنعة أكثر ويحظى برعاية الله وتثبيت في المزالق الخطرة لأن اتجاه الإنسان أساساً بعزمٍ صادق وإقبالٍ جاد يعطيه توفيق من الله تعالى.
_ أما إذا اتجه الإنسان باتجاه هوى النفس والفجور والشر فإنها تتنامى فيه عناصر الشر ويتراكم الخبث في نفسه تدريجياً حتى تكبر الميولات السيئة في نفسه وإذا استمر أكثر يصل إلى الخبث لنفسه ويزيغ قلبه ويتبع هوى نفسه وقد أتى التحذير من اتباع الهوى.
_ حالة الزيغ حالة خطيرة لقوله تعالى: (فَلَـمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) يصل الإنسان إلى درجة أن يميل قلبه عن الحق والهدى والرشاد والصلاح ويخذل من الله تعالى ويسلبه التوفيق ويتركه في زيغه يتحول إلى زائغ في الحق مانع له ويحذر الله من هذه الحالة ويقارن بينها وبين من لا يمشي وفقاً لأهواء نفسه وتفاعلاتها واندفاعاتها وإنما وفق هدى الله تعالى لقوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ).
_ الذين يمشون في طريق الخير يصلون إلى الطيب للنفس والآخرين يصلون إلى الخبث للنفس لقوله تعالى: (مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
_ يلحظ الإنسان ماورد في القرآن عن الشيطان وخطواته وأساليب استهدافه للإنسان وعن الثغرات التي ينفذ من خلالها للتأثير على الإنسان لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ).
_ كيف بدأت المشكلة مع القرآن؟ جاء ذلك في قوله قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْـمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَـمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) منذ استخلاف الإنسان على الأرض أسجد الله الملائكة لآدم وسجدت الملائكة إلا ابليس بعد أن وصل إلى مرتبة من العبادة لآلاف السنين أتى ذلك الاختبار فعصى الله وكشف عن حقيقة كامنة في نفسه هي الكفر والكبر فامتنع عن السجود وطرده الله من السماء ولعنه وخذله لقوله تعالى: (فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ) كانت أول معصية يعصى الله بها.
_ طرد الشيطان من السماء وذهب وهو يحمل الحقد والعداء لآدم وذريته عبر الأجيال عن طريق الوسوسة والإفساد فهو يسعى لاستغلال هوى النفس لدى الإنسان والميولات السيئة وطريقة شياطين الجن وعلى رأسهم كبيرهم ابليس لعنهُ الله طريقة الوسوسة لقوله تعالى: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ).
_ الوسوسة هي الطريقة التي يستخدمها ابليس وشياطين الجن لإغواء الناس بطريقة خفية لإحداث الأثر النفسي والذهني.