الأسر المنتجة…ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية.
إب نيوز ١١ رمضان
محمد صالح حاتم.
هناك الكثير من الاسر اليمنية التي تضررت بسبب الحرب والعدوان والحصار، وفقدت اعمالها ومصدر دخلها، ومنها اسر المواظفين الذين حرموا مرتباتهم،وأسر الشهداء، بالإضافة للأسر التي كانت فقيرة ومحرومة وكانت تنتظر المساعدات وحالات الضمان الاجتماعي تأتيها من المنظمات.
وامام هذه التحديات الكبيرة التي باتت تواجها الاسرة اليمنية بشكل عام، جأت دعوات القيادة في ايجاد فرص عمل للأسر الفقيرة، وتحويلها من أسر فقيرة محتاجة إلى اسر مكتفية منتجة ، ومصنعة.
وتجسيدا للمثل الصيني ( لاتعطيني سمكة وعلمني كيف اصطادها)
كان مشروع الاسر المنتجة الذي تبنته الدولة، وقامت به عدة جهات ومؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني ومنها اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان وغيرها الكثير
تلعب الأسر المنتجة دورا كبيرا في المساهمة في عملية التنمية، وتخفيف حدة الفقرة،
وايجاد فرص عمل ومصدر دخل وتحسين المستوى المعيشي، وتقليص مؤشر البطالة، و تخفيض فاتورة الاستيراد،من خلال زيادة المنتجات المحلية،و الحد من ظاهرة الهجرة الداخلية، وظاهرة التسول، فتكون الاسرة مكتفيه ذاتياً، تتحول من الاحتياج إلى الإنتاج.
تتنوع مشاريع الاسر المنتجة مابين الصناعات الغذائية(العصائر، الصلصلة، الشطة، المخللات)، المعجنات والبسكويتات والكيك، ومشتقات الالبان (جبن، زبدة، زبادي، سمن ) وصناعة البخور، والعطور، وصناعة الهداياء، والاكسسورات، وادوات التجميل، والمنظفات، والشامبوهات،والخياطة والتطريز،والملبوسات، وتصاميم الديكورات، والاعمال الحرفية التراثية، وادوات الزينة، والاحزمة الرجالية، والصناعات الجلدية، وغيرها الكثير من الصناعات التي يتم صناعتها من قبل افراد الاسرة وخاصة النساء.
إن التفكير في مشروع يساعد الاسرة ويحسن من مستواها المعيشي يحتاج إلى اتخاذ قرار في نوع المشروع او المنتج الذي ستقوم به الاسرة، يعني دراسة جدوى، بمعنى ماهي قدرات الاسرة، وماتمتلكة من فرص لنجاح المشروع من حيث المكان الذي سيتم فيه تحضير وتجهيز المنتج، توفير مواد الخام، بعدذلك تكلفة المشروع، وقبلها تحتاج الأسر إلى دورات تدريبية و تأهيلية من قبل مؤسسات متخصصة في ذلك، بحيث تكتسب الاسر الخبرة والمهارة في إعداد وتحضير المنتج، ويجب التركيز على أن تكون المواد الخام محلية لدعم المنتج المحلي وتكون التكلفه قليلة، وكذا جودة المنتج، فلابد أن تكون مواد الخام ذات جودة عالية ليكون المنتج عالي الجودة، لينافس المنتجات المستوردة المتواجده في السوق.
لكن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه الاسر المنتجه ومنها
– شحة المواد الخام للصناعات الحرفية والخياطة والتطريز والعطور والمنظفات
-ضعف التسويق.
-غياب الوعي لدى المستهلك باهميتها
– عدم توفر اسواق دائمة للمنتجات الاسرية.
– صعوبات الحصول على تراخيص من قبل الجهات المختصة والمعنية..
وامام هذه العصوبات التي ذكرنا بعضا منها يتطلب من الدولة تجاه الاسر المنتجة إلى جانب تشجيعها القيام ب:
– تدريب وتأهيل الاسر المنتجة.
– توفير قروض بيضاء.
– توفير المواد الخام.
– ايجاد اسواق دائمة لبيع منتجات الاسر المنتجة.
– ايجاد آلية لتسويق المنتجات الاسرية في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية.
– الترويج الاعلامي المجاني للمنتجات الاسرية .
– إقامة المهرجانات والمعارض التجارية السنوية الخاصة بالمنتجات الاسرية.
– تسهيل الحصول على التراخيص.
– اعفائها من الضرائب وأي رسوم اخرى.
– ايجاد جهة حكومية مشرفة ومسؤوله عن الاسر المنتجة ومنتجاتها، وقد تم تأسيس الاتحاد التعاوني للمنسوجات والمبلوسات والاسر المنتجة
هذه بعض النقاط التي تطرقنا لها في هذه المقالة الخاصة بالاسر المنتجة،فلا نقلل من شأنها ومن منتجاتها، فبدايت الغيث قطرة، فهذه الصناعات التي تبداء من داخل المنزل، وتبداء بشخص واحد، او إمرأة واحدة، غدا ستكون معمل، و بعده ستتطور إلى مصنع وهكذا، والاسرة الواحدة ستولد عدة أسر في الحارة والحي، وستكون جمعية، ولاننسى أن مشروع الاسر المنتجة يعد نموذجا للاقتصاد المجتمعي الناجح، الذي يعد احد اعمدة الاقتصاد المقاوم..