ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية الرابعة عشرة للسيد القائد حفظه الله للعام 1444 هـ
إب نيوز ١٥ رمضان
تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ الدافع الأساسي للشيطان في عصيانه لله وفي رفضه للسجود لآدم هو الكبر وهو من أخطر الذنوب وأكثرها تأثيراً على الإنسان ويتفرع منه الكثير من المفاسد الفظيعة.
_ في قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْـمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) عصيان الشيطان كان تكبراً والمفاسد الرهيبة بتلك المعصية هي خطيرة جداً في مقدمتها الكفر.
_من المفاسد الرهيبة جداً للكبر هي:
_ الصد عن سبيل الله سبحانه وتعالى.
_ كذلك الظلم ومن النماذج السيئة للظلم والاستكبار والتكبر فرعون وهامان وملأُه فكما جاء التعريف في الحديث النبوي: (الكبر بطر الحق وغمط الناس).
_ أهمية ماورد في القرآن فيما يبين خطورة التكبر هو موقف الإنسان من هدى الله عندما لا يقبل هدى الله لما جاء في قوله: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَـمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) عندما تذكر بآيات الله تجاه أي شيء وأنت غافل عنه أو مقصر فيه لتقلع عن شيء من المعاصي والذنوب فتتلى عليك آيات لتذكيرك من خلالها فلا تقبل هذه الحالة هي حالة تكبر.
_ من مظاهر التكبر:
_ التكبر الذي في سلوك الإنسان وطريقة تعامله مع الناس لقوله تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا) حتى مشيتك لايكون فيها غرور وفي قوله تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) أنت إنسان صغير فلو تقارن نفسك بجانب جبل فأنت صغير جداً.
_ ينبغي أن يحذر الإنسان من كل مظاهر التكبر في سلوكه وتعامله مع الناس لأنها حالة خطيرة جداً.
_ من عواقب التكبر:
_ الخذلان وسلب التوفيق لقوله تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الحالة التي يعيش فيها الإنسان في طريق الكبر هي عائق بينه وبين طريق الاهتداء بالله سبحانه وتعالى.
_ في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩) فيما يتعلق بالجانب الإيماني الحالات الثلاث المذكورات في الآية تجعل الإنسان بعيداً عن حالة التكبر.
_ الخضوع التام لله سبحانه وتعالى والتسبيح والتمجيد والتقديس يبعد الانسان عن حالة التكبر.
_ يجب الترفع عن مجالسة السيئين من أصحاب اللغو والمفاسد وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا).
_ التكبر يكون فرعاً من حالة الغرور والعجب لقوله تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) يكون معجب بنفسه وهو ممقوت عند الله تعالى فالحالة الصحيحة بالنسبة للإنسان المؤمن عندما يمن الله عليه بشيء من التوفيق هو يرى الحمد والمنة لله ويعظم الله في نفسه.
_ الله يقول لنبيه: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) في ذروة الانجاز الذي لايماثله انجاز وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور فالإنجاز الكبير هو التسبيح فلا تضيع وقتك في التسبيح والتمجيد لنفسك هذا رسول الله أمره الله تعالى بالتسبيح وهو الذي بلغ ذروة الإيمان البشري.