ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة للسيد القائد حفظه الله للعام 1444 هـ
إب نيوز ١٧ رمضان
تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ في السابع عشر من شهر رمضان هي ذكرى لغزوة بدر الكبرى التي وكانت في السنة الثانية للهجرة النبوية وهي أول معركة خاضها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله ومعه المسلمون لمواجهة الكفر والتصدي لأعداء الإسلام والمسلمين وسمى الله ذلك بيوم الفرقان لأهميته الكبيرة لقوله تعالى: (وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) باعتبار ذلك اليوم وما وقع فيه من انتصار تاريخي مهم شكّل فارقاً حقيقياً في مسيرة الإسلام وواقع المسلمين واختلف مابعده عمّا قبله وكان ذات صلة بما تحقق من نتائج مهمة ليست في ذلك العصر فقط بل امتد ذلك الأثر بشكل عام إلى قيام الساعة.
_ يوم الفرقان يوم تحققت به للبشرية بشكل عام وللمسلمين على وجه أخص وهو جدير للاهتمام والدراسة والحديث عنه ومحطة مهمة للدروس والعبر وماتحتاج إليه الأمة وماتستفيد منه وهي تواجه الأخطار في هذا العصر وقد وثّق الله عن غزوة بدر الكبرى في سورة الأنفال التي تحكي عن الجهاد في سبيل الله وقدمها كمدرسة للأمة تاخذ الدروس والعبر منها.
_ في قوله تعالى: (كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ) وقوله: (يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْـمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) حقائق مهمة في هذه الأيات فيها الأمر بالجهاد للنبي والتحرك لتلك الغزوة التي كان بها توجيهاً إلهياً فقد فرض الله تعالى الجهاد ليكون من التزاماتهم الدينية فرض الجهاد وأول من تحرك ليمثل القدوة هو الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كما هو القدوة لأمور ديننا.
_ حينما شرع الله الجهاد شرعه وهو غني عن جهادنا لقوله تعالى: (وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَـمِينَ) ولكنه شرعه ليكون خير لنا ولدفع الأخطار وليحد من حجم المظالم كما يمثل عامل قوة وحماية للمستضعفين وردع أعدائهم.
_ المراحل التي عطلت عنها الأمة هذه الفريضة هي المراحل الأكبر مأساة والثمن الذي دفعته الأمة فيها هو ثمن باهض نتيجة تقاعسها عن الجهاد في سبيل الله.
_ رسول الله تحرك في ظروف صعبة من حيث العدد والعدّة والامكانات ولذلك كانت هناك مخاوف مؤثرة على البعض من المسلمين وكانوا يقتصرون بالنظر لتلك الظروف ينظرون إلى الأعداء بأن المعركة ستكون لصالحهم لقوله تعالى: (يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْـمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) حال فريق من المؤمنين الذين خرجوا مع رسول الله وهم في حالة التردد والبعض وصل إلى حالة اليأس.
_ عندما تحرك الرسول حدثت المفاجأة الكبيرة التي مثلت صدمة لكل الأعداء ولكل المتوجسين والمترددين وكانت للمسلمين مفاجأة سارة بذلك النصر العظيم التي قُتل الكثير من قريش وقاداتهم و أُسِر منهم وهزمت قريش وعاد النبي بالنصر الذي غير المرحلة تماماً.
_ كانت غزوة بدر الكبرى فاتحة مهمة تلتها الكثير من الأحداث وصولاً إلى السنة الثامنة للهجرة التي كانت في رمضان وتم فيها الفتح الإلهي الأكبر لمكة وكان انتصاراً كبيراً مهماً ودخل الناس في دين الله أفواجاً فنتج عن غزوة بدر وفتح مكة متغيرات مهمة لصالح الأمة والمسلمين والمستضعفين بشكل تام وواصل رسول الله مسيرته الجهادية حتى الرمق الأخير وقال وهو في فراشه: (انفذوا جيش اسامة).
_ المشكلة لدى المنافقين وغيرهم هي النظرة الخاطئة للجهاد أنه مبعث شر ومشاكل للأمة ويروا أنه لو لم يكن هناك جهاد سيكون واقع الناس من دون حروب وقتال وهي نظرة خاطئة لقوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَـمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَـمُونَ) الجهاد بحسب المزاج الشخصي مكروه لدى الكثير من الناس وقد يتجه بهم الاتجاه الخاطئ.
_ السكون والجمود والتنصل عن الجهاد هو شر على الأمة ولمصلحة أعدائها لقوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَـمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَـمُونَ).
_ ممارسات الأعداء التي يمارسوها تجاه الأمة ممارسات عدائية واضحة العداء واستهداف صريح وعلينا أن نلحظ احراقهم للمصاحف وأن ممارساتهم عدائية كبيرة فيما يتعلق بالإساءة لرسول الله والحرب والاستهداف للمقدسات ومن أبرزها مايحدث للمسجد الأقصى والقدس.
_ النماذج التي تحركت وكان لتحركها نتيجة فهي تعطي أملاً وتعالج حالة اليأس لدى الكثير فنحن نرى الثمرة الكبيرة لصمود شعبنا بما أن الحرب حرب دولية شاملة وثمرة النصر لجمهورية إيران وثمرة الجهاد للمجاهدين في فلسطين وحزب الله في لبنان وما حققته من انتصارات عظيمة جداً.
_ مايقع في سوريا للأسف الشديد نحن نأمل أن ينتقلوا إلى الاستراتيجية التي نتج عن للنماذج التي ذكرناها لردع العدو فهذا يمثل حجة كبيرة على الناس من جهة وللحد من حالة اليأس من جهة وهو كفيل بأن يغير واقع الأمة لتكون مقتدية بنبيها الكريم.