نتائج الإنحراف عن الحق وقلَّة وعي المسلمين
إب نيوز ١٩ رمضان
أم المختار المهدي
على مرِّ العصور أهل البيت عليهم السلام هم الضحية لجهل المسلمين وانحرافه، بدايةً من الإمام علي (عليه السلام).
بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) كان من المفترض أن يكون الإمام علي (عليه السلام) هو خليفة الرسول وفقاً لقول الله (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وامتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 🙁 يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) فهارون(عليه السلام) أخو موسى(عليه السلام) ووزيره وخليفته في أهله.
ولكن الأمة انحرفت عن الحق ولم تعمل وفق توجيهات الله سبحانه وتعالى وتوصيات رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وتنصِّب الإمام علي (عليه السلام ) والياً عليها، فتحوَّلت الخلافة عن آل البيت وآلت لغيرهم وهذا كان بداية انحراف الأمة.
ولو أنَّ علياً (عليه السلام ) خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لساد الحق والأمان ولانتشر الهدى والعدل إلى كل أرجاء الأرض، وما فقدت الأمة من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) إلَّا شخصه أمَّا هداه وعدله وأخلاقه وقيمه هي متجسده في علي (عليه السلام).
لو كان علياً (عليه السلام ) هو من تولى أمر الأمة من بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) لما تمكَّن الباطل ولما تقوَّى الظالمون والمستكبرون في الأرض، أُقصي علي(عليه السلام) فأُوقصي القرآن معه(لأن علياً مع القرآن والقرآن مع علي )، يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه ) “فعندما يُقْصَى علي على جنب فبالتأكيد أن القرآن أُقصِيَ معه أيضاً؛ لأنه قرين القرآن لا يمكن أن تتصور أن أحداً من الناس بإمكانه أن يُقصيَ علياً جانباً ويبقى القرآن يعمل, ويبقى القرآن حياً، ويبقى هو مطبقاً للقرآن، ويبقى هو على منهجية القرآن, لا يمكن ذلك”.
ذلك الإنحراف الذي عانت منه الأمة والذي عانى منه علي (عليه السلام ) لسنوات ما زال ممتدَّاً إلى اليوم، وذلك الإنحراف الذي نتج عن اجتماعٍ سرِّيٍّ في السقيفة حتى قبل تغسيل الرسول ودفنه بسبب الحب للسلطة هو سبب فيما تعانيه الأمة من الظالمين ومن الضلال وهو السبب في كل ما حلَّ بآل البيت (عليهم السلام ) من ظلم كما قال الشاعر الهبل :
وكل مصآب نآل آل محمد
فليس سوى يوم السقيفة جالبه
يقول الشهيد القائد (رضوان الله عليه)” كان طبيعياً بعد ذلك الانحراف أن نرى العظماء، أعلام الدين، الصادقين, يسقطون واحداً تلو الآخر داخل هذه الأمة، ونرى الكاذبين المنحرفين هم من يَلُوا أمر هذه الأمة، هم من يتحكمون في شؤون هذه الأمة، هم مَنْ بعد تحكموا في هذا الدين فقدموه بشكل آخر”
الإمام علي (عليه السلام) عانى معاناة كبيرة جداً بسبب الإنحرافات المتتالية للأمة من بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن أُستشهد هو (عليه السلام ) عندما كان يرى الأمة تنساق تحت ظل الباطل وتترك القرآن والعترة عمل كل جهده وتحرَّك في توعية المسلمين وإرشادهم وإعادتهم الى الحق الذي كاد أن يُزهق على أيديهم ولكن المسلمين لم يستجيبوا له ابداً بل تلقَّى الضربات منهم بسبب جهلهم وقلَّة وعيهم وبصيرتهم التي أستغلَّها معاوية لعنة الله لصالحه؛ فاستطاع بحيلة رفع المصاحف على الرماح أن ينفر المسلمين عن الإمام علي (عليه السلام) بعدما كان معاوية قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة ولكن المعادلة تحوَّلت لصالح معاوية ولم يبقَ مع الإمام علي (عليه السلام) إلَّا ثلَّة قليلة من أصحابه الصادقين.
وصل الأمر إلا أن أُستشهد بسبب سيف محسوب على الإسلام، قاتل مع علي في صفِّين وعلى يد رجل يتقمَّص الدِّين ويتقرَّب بقتل إمام المتقين الى الله ولكن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وصفه بأشقى الأشقياء.
عندما أخبر الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم ) الإمام علي (عليه السلام ) باستشهاده قائلاً ( تخضَّب هذه _وأشار الى لحيته _ من هذه _وأشار الى رأسه ) كان موقفه موقف ولي الله الخائف على سلامة الدين فقال (أفي سلامة من ديني يارسول الله؟ ) قال (نعم) قال (فوالله لا أبالي) فسال دمه الشريف فدآءً للدِّين في ٢١ رمضان.
لا يكفينا البكاء والحزن على إمامنا بل يجب علينا أخذ الدروس والعبر من هذه الحادثة الموجعة والحذر من الوقوع فيما وقع فيه أسلاف المسلمين.
#لبيك_يا_علي
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة