ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية العشرون للسيد القائد حفظه الله للعام 1444 هـ
إب نيوز ٢٢ رمضان
تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ شهر رمضان هو شهر التربية على التقوى وقد جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) جانب أساسي من التقوى يتعلق بمسؤولياتنا كمسلمين تجاه المخاطر التي تهددنا في ديننا ودنيانا من جانب أعدائنا.
_ شهر رمضان شهر نزول القرآن شهر الاهتداء ومن فوائد الاهتداء بالقرآن الكريم أن تنتقل من نظرتك القاصرة المزاجية إلى الاهتداء بالقرآن والنظرة لها من خلال القرآن بدل أن تكون قاصرة لقوله تعالى: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) نسعى لأن نبصر بالقرآن وننظر من خلاله للأمور فقد قال النبي صلوات الله عليه وعلى آله: (كتاب الله فيه نبأ ماقبلكم وخبر مابعدكم وفصل مابينكم) وقال الإمام علي: (كتاب الله تبصرون به).
_ ماضر بالمسلمين عموماً هو نظرتهم القاصرة وانعدام الوعي وعدم التركيز على القضايا الكبيرة والامور المهمة والاهتداء بالقرآن الكريم.
_ يحذر الله المسلمين بشدة من طاعة أعدائهم من أهل الكتاب ومايترتب على ذلك حتماً من الارتداد عن الدين وهديه ونوره.
_ المفارقة العجيبة في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِـمُونَ) أبلغ درجات التقوى أعلى درجات الاهتمام واليقضة ويبين عدم الاهتمام والالتفات إليه في أي حال من الأحوال وحددت الآية الخطر الرهيب على دين ودنيا هذه الأمة وآخرتها وحددت مصدر ذلك الخطر وهم أهل الكتاب.
_ يتعاون الأعداء فيما بينهم ضد المسلمين وهم بينهم خلافات لكنهم يتعاونوا ضد المسلمين لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِـمِينَ) ومن المهم معرفته للوقاية من خطرهم هي التقوى.
_ تحدث الله تعالى عن الشيطان كعدو وحذرنا منه وبين للناس سُبل الوقاية منه لقوله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) ويجب عليك ان تحترز منه وتتخذ منه الموقف العدائي.
_ الله تعالى رحيم بنا حذرنا من أعدائنا لأن مايأتي من جانب الأعداء ليس شيئاً بسيطاً ففي سياق حديثه عن أعدائنا وعن شرهم وخطورتهم لقوله تعالى: (وَاللهُ أَعْلَـمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا).
_ الشيء العجيب في واقع العرب أن الناس سواءً كيانات أنظمة زعماء في الساحات الشعبية مكونات مختلفة سياسية أو مذهبية يتعادون بسهولة ويحملون عقدة العداء وينطلقون على أساس ذلك في إطار التحرك العملي ويهاجمون بعضهم ويتحركون ضد بعضهم بعضاً.
_ الحقيقة الأولى التي ركز عليها القرآن أنهم أعداء خطيرون يحملون عقيدة الحقد والعداء الشديد تجاه الأمة ونظرتهم للناس لايعتبرونهم في مستوى بشر إنما حيوانات بشكل بشر مسخرة لهم.
_ اليهود هم أول الأعداء وأشدهم للذين آمنوا واليوم من يقود كل المؤامرات الكبرى هو اللوبي الصهيوني لقوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) سياسة الاسترضاء سواء كانت بالتودد والتحالف معهم والطاعة لهم وتقديم الخدمات أو كانت بالسكوت والجمود والإعراض عن كل مايفعلونه هي لاتجدي ولا ترضيهم ويقول الله تعالى عنهم في آية مهمة وحجة كبيرة على الناس: (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ) للمحبين لهم الذين حملوا انطباعات ايجابية نحوهم وهم يكرهونكم بالرغم من انكم تحبونهم يقول عنهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) لا يقصرون بكل مابوسعهم لإثارة المشاكل والتخريب.
_ يقول الله تعالى عن عدائهم الشديد: (وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ) حالة حقد شديدة متأججة في المشاعر وعداوتهم ليست كامنة بل عداوة تفاعلية يتحركون على أساسها تجاه هذه الامة.