ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية الحادية والعشرون للسيد القائد حفظه الله للعام 1444 هـ
تلخيص/ مرام صالح مرشد
_ من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان وميزه على كثير من مخلوقاته هي نعمة النطق والبيان فهي نعمة عظيمة على الإنسان يأتي التعبير باللسان ويتبعه الكتابة ولا يستوعب الإنسان مدى أهميتها وعظمتها يقول الله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) ويقول: (أَلَـمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) وعن الكتابة يقول تعالى: (نٓ وَالْقَلَـمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) قسم بالقلم وقسم بالكتابة لأهميتها في حياة الإنسان وقال تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) في حياة الإنسان وطفولته المبكرة قبل أن يمتلك النطق كان يعتمد على الصياح عندما يشعر بالجوع يصيح وعندما يشعر بالظمأ يصيح وعندما يشعر بالألم يصيح فماذا لو بقت حياة الإنسان هكذا لايمتلك إلا الصياح؟ لكانت حياة الإنسان محدودة جداً ولكانت المسؤولية لدى الانسان صعبة.
_ البيان وسيلة أساسية للإنسان للتعبير عن احتياجاته وأموره ومشاعره وعقائده في هذه الحياة ويعتمد بهذه الوسيلة في معاملاته وقضاياه وفي ذلك كله ويعتمد عليها أساساً في كل شؤون حياته ووسيلة للتعلم والتعليم والمعرفة.
_ ارتباط البيان نطقاً وكتابةً بشؤون الإنسان وارتباطه ببقية الأعمال بما هو أكثر من بقية الجوارح وأكثر الجوارح استخداماً هو اللسان وله موارد تخصه وعملية النطق عملية ميسرة ثم يكون دور هذه النعمة دور كبير ومؤثر في الخير أو الشر والنتائج التي تنتج عنها مهمة وهناك رقابة على الإنسان حين استخدامه لها لقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَـمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ إِذْ يَتَلَقَّى الْـمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) الله خلق الإنسان ويعلم ماتوسوس به نفسه وحينما يجعل علينا رقابة ليس ليطّلع علينا لأنه يعلم ماتوسوس وتسر به نفوسنا ولكن لتكون حافزاً لنا على أن نتعامل بمسؤولية تجاه هذه النعمة ولتكون حجة علينا يوم القيامة لكل ماقلناه في الخير أو الشر وأتت التعليمات في القرآن الكريم التي تبين أهمية أن نستشعر المسؤولية تجاه مانقول وأن نعي أننا محاسبون عليه وقد جاء في الحديث النبوي قول رسول الله صلوات الله يه وعلى آله: (رحم الله عبداً تكلم فغنم أو سكت فسلم إن اللسان أملك شيئاً للإنسان ألا وإن كلام العبد كله عليه إلا ذكراً لله أو أمراً لمعروف أو نهياً لمنكر أو إصلاحاً بين مؤمنين قال معاذ بن جبل: أنؤاخذ بما نتكلم به فقال رسول الله: وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم … إلخ)
وقد جاء الحديث للتأكيد على أهمية الكلام.
_ مصير الإنسان أحياناً قد يكون رهيناً بكلمة معينة وقد تتكلم بالكلمة وتسبب لنفسك سخط الله وتسلب التوفيق وتكون التبعات خطيرة جداً.
_ ضرب الله مثلاً للتصنيف للخير والشر في قوله تعالى: (أَلَـمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِـمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) الكلمة الطيبة مهمة للنتائج الإيجابية الطيبة أما عن الكلمة الخبيثة فقد قال الله تعالى: (وَمَثَلُ كَلِـمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِـمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ).
_ لأهمية الكلمة والتعبير والبيان ارتبط به قيم لضبط استخدام الكلام بشكل صحيح في مقدمتها:
_ الصدق يجب أن تتحرى الصدق في حديثك لقوله تعالى:(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ) يتعلق الصدق بالمعتقد والعمل والموقف والحديث.
_ العدل لقوله تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى).
_ الاحسان في الكلام لقوله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).
_التواضع لقوله تعالى: (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ).
_ الحكمة في الحديث لقوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ).
_السداد يجب أن تحرص أن يكون قولك سديداً لقوله تعالى: (وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) القول السديد والصائب هو صواب في مضمونة وطريقة تقديمه وهو مهم جداً له علاقة بالتعامل مع الأمور بمسؤولية ولهذا ارتبط به صلاح العمل.