عودة سميرة مارش.. إنتصار للقيم
إب نيوز ٢٨ رمضان
إكرام المحاقري ـ اليمن
عنفوان عرفت به المرأة اليمنية عبر التاريخ، وقد تمثل في عراقة وأصالة اليمنيين عبر تلك المواقف الراقية التي خطها القرآن الكريم لمكانة المرأة في قصة الملكة السبئية “بلقيس”، وها هي ابنة محافظة الجوف الأبية: “سميرة مارش” تجدد تلك المواقف لتثبت للتاريخ المعاصر بأن المرأة اليمنية كانت وما زالت وستبقى شامخة على مر العصور والأزمنة.
كانت ابنة الجوف الأبية قد مثلت لقوى العدوان نقطة خوف، ورادع لمخططاتهم القذرة في المنطقة، فهي زوجة شهيد قبل أن تكون “أسيرة” وينالها شرف الجهاد في سبيل الله، فقد تمكنت من تعرية ورقة العدوان في اخماد ثورة المرأة اليمنية واسكات صوت الصمود والحرية، وما كان بهم إلا أن كبلوا كلتا يداها بالاغلال، وأن يخفوها قسرا عن العيان، وبذلك أرتكبوا العيب الأسود بحق بنت اليمن الشامخة، ما أدى إلى فضيحة مجلجلة حلت عليهم وجعلت من تلك الحادثة سببا لانكشاف ذل موقفهم أمام ابناء تلك المناطق والمحافظات الذين أدركوا سوء مخططات العدوان المرتبطة بتاريخ بني أمية، والذين لم يكن لهم أن يحققوا شيء تافه إلا باستهداف النساء وسبيهن.
بعد أسر دام لـ 5 اعوام، ها هي الأسيرة المحررة “سميرة مارش” تعود إلى حضن الوطن بالنصر المؤزر، شامخة كشموخ جبال مران وهيلان، لم تنكسر أمام كل ما لاقته خلف القضبان السعودية من أليم العذاب والمعاناة، فقد كان حضورها هو الابرز سواء بعد خطفها وحتى تحريرها وعودتها، بعكس أولئك المرتزقة الانذال الرخاص، الذين بدت على ملامحهم العار والخزي والهوان، فلم يكون حالهم وكأنهم ينتمون لهذا الوطن، بل اصبحوا كالكلاب المتشردة والتي لا تملك أي رصيد من الأخلاق والقيم.
ختاما: حتى وأن حاولت قوى العدوان – والتي هي امتداد واضح لليد الصهيونية القذرة في المنطقة – أن تستهدف المرأة اليمنية، فلن تلاقي غير الفشل والخزي والخسران، فالمرأة اليمنية بثقافتها القرآنية تأبى الخنوع والانكسار والانجرار خلف تلك المخططات الشيطانية، ومن الواجب على المسلمين بشكل عام هو النظر إلى الملف الإنساني الخاص بالأسيرات الفلسطينيات الاتي يقبعن في السجون الصهيونية، فهن على رأس قضيتنا وكرامتنا وشرفنا، وسيتحقق لهن النصر والحرية مهما طال أمد الاعتقال.. والعاقبة للمتقين.