البصيرة البصيرة يا شعب اليمن .. حادثة مدرسة معين .. من المتسبب؟
إب نيوز ٥ شوال
➖
عبدالرحمن اسماعيل الحوثي*
➖➖➖➖➖➖➖
*خلال الأيام الماضية لاحظنا مدى إهتمام إعلام العدوان وأبواقه بطرح وتحليل وشرح الحادثة المأساوية التي آلمت كل الشعب اليمني بدءآ من السيد القائد مرورآ بالقيادة السياسية وحتى أبسط إنسان يمني ..*
*نؤمن جميعآ بأنها إرادة الله .. قضائه وقدره.*
*ولكن ماهي الإرتدادات التي يسعى العدوان إلى ترسيخها ؟! وما هو دور المرتزقة والحاقدين على الشعب اليمني؟!*
*لقد كثرت الأخبار والتحليلات في هذه الحادثه , وبدأ أعداء الشعب اليمني يؤججون ويحرضون ووو..الخ ليس حبآ في الشعب اليمني الذي قتلوه طوال ثمان سنوات ولكن ضمن أجندات تسعى لإستغلال أي شيئ يمكن تحويله لقضية رأي عام*
فمثلآ :
*- إحدى قنوات العدوان أوردت الخبر بشكل يستثير المشاعر وتقول : ( 9 يورو تقتل عشرات المواطنين )*
*وقناة أخرى أوردت الخبر بأسلوب.خبيث وتقول : ( حرس الإنقلابيين الحوثيين يطلقون النار مما تسبب بمقتل العشرات ).*
*وعلى نفس السياق يخرج المرتزق معمر الإرياني – المدعو وزير الاعلام في حكومة الفنادق ليدين المتسببين في الحادث – بحسب قوله-*
*ولاحظنا الذباب الألكتروني يعمل في الداخل اليمني على إثارة النعرات , وشق الصف اليمني إما عبر تشويه دور المجاهدين وحكومة الإنقاذ وذلك بتحميلهم مسئولية الوضع الصعب الذي يعيشه اليمنيين , وإما بتشوية صورة التاجر الذي قام بهذه المبادرة وصرف المساعدات للناس..*
*-الكثير الكثير الذي يعمل عليه العدوان ومرتزقته بهدف نشر التذمر والإنشقاق داخل الشعب اليمني لإضعاف الصمود الأسطوري الذي سطره الشعب اليمني قهر العدوان*
*- لذلك لابد لنا ان نتناول الموضوع بتجرد كامل , وبعقلانية , متذكرين بأننا لا زلنا في حالة حرب ومواجهة…*
*- فماهي الصورة الحقيقية لهذه الحادثه ؟! ومن المتسبب ؟! وكيف يجب أن يكون موقفنا كشعب يعيش حالة حرب ضروس؟!*
*- بالطبع هي حادثة مؤلمة – تؤلمنا ونقدم تعازينا للجميع – ولكنها مسألة قضاء وقدر يسري على كل الخلائق , فإن لم يذهب الضحايا في هذا الحادث فسيتوفون بطرق اخرى فعندما ينزل الأجل لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون .. نحن شعب مؤمن ونعرف ذلك .. لكننا نعتبرها جريمة ضمن مئات الجرائم التي إرتكبها العدوان الذي قتل مئآت آلاف اليمنيين جوعآ وحصارآ منذ اكثر من 8 سنوات , وهؤلاء هم ضمن من قتلهم العدوان الذي أوصل الشعب اليمني العزيز إلى حالة الفقر بل والمجاعة بموجب تقارير الأعداء أنفسهم … وليس السبب من يسميهم العدوان ( الإنقلابيين ) الذين هزموا العدوان ومرغوا انفه في التراب , واداروا دولة دولة ناجحة , آمنة , منتصرة بدأ العدوان بل العالم بالإعتراف بها .. وكذلك ليست السبب مجموعة الكبوس الذين يشهد لهم الشعب اليمني بفعل الخير , وإعانة المحتاجين بكل اشكال الإعانات ( المالية , الطبية , الإجتماعية …الخ) وكان لهم الدور الكبير مع كل الأحرار في تعزيز الصمود في وجه العدوان عبر عملية التكافل الإجتماعي وإعانة الفقراء على مدى سنوات طوال .. بكل إخلاص (وأحترام للناس) .. على مدى سنوات وبشكل دوري وهم يقومون بعملية توزيع ( الصدقة ) – وليست الزكاة – بنفس الطريقة وفي نفس المكان دون أن يشعر بهم أحد , فهم لم يحضروا المصورين لنشر افعال الخير في الإعلام كما يفعل البعض وخاصة المنظمات؟! ولم يقوموا – بأسلوب دعائي – بحصر أعمالهم الخيرية التي تشمل العديد من المحافظات*
*كلا… لم نسمع بذلك ابدآ ..*
*ولا يخفى على أحد أن الكثير من هذه الحوادث التي تحصد العشرات تحدث في جميع دول العالم , ولا يعني هذا أننا نقلل من حجم الألم الذي تركته هذه الحادثه في نفوسنا ونحن نعزي أسر الضحايا الذين ندعو لهم بالرحمة والمغفرة ولكن يجب أن ننظر للأشياء بالمنظور الحقيقي الذي يساعد الشعب اليمني على إجتياز مثل هذه الآلام بدون مضاعفة الخسائر التي يريدها العدوان ومرتزقته للشعب اليمني… ألم يتوفى مئات الأشخاص في حوادث مباريات تمت تحت عيون آلاف المنظمين والأمنيين وبأرقى المستويات , ومات المئات في حوادث إنتخابات , ومسارح تنهار , والكثير من التجمعات ..*
*والاعلام في العالم يمر على خبرها مرور الكرام ولكن عندما تحدث مثل هذه الحادثة في وقت يقوم فيه تاجر يمني بمنح الهبات للناس – وهو ليس مضطر لذلك – في مكان آمن , وأمام أعين كل الناس , ومن خلال تجربة قد قام بها خلال العديد من السنوات لدرجة أنه يقوم بذلك بشكل أسبوعي كما يعلم الجميع , وفي جو أمني لا يشوبه أي توجس او شبهة امنية , وسببها طبيعي يتمثل في تدافع المستفيدين حتى في فُتِحَ باب المدرسة بالقوة فأنزلقوا عبر درجات تلي الباب حتى تراكم الناس بعضهم فوق بعض – كما حدث سابقآ بسبب العدوان في صالات الأعراس , وفي التجمعات التي إستهدفها- نرى القنوات هنا والأبواق المرتزقة لا تكاد تهدأ عن سرد الحادثه وتحليلها , وذرف دموع التماسيح عليها حتى بدأنا نصدق أنهم ملائكة يسبحون بحمد وسعادة الشعب اليمني الذي طحنوه لسنوات حتى مات اطفاله جوعآ , ومرضآ , ومزقوا اجساد نسائه ورجاله واطفاله بصواريخهم ولم تحرك هذه ( القلوب الرقيقة) حينها ساكنآ , يجب أن لا ننسى ما فعلوه بالشعب اليمني , ويجب أن لا نركن او نصدق سعي أولئك المجرمون لإنهاء حربهم وعدوانهم على اليمن لولا أنهم مضطرون لذلك حفاظآ على مصالحهم , برغم أننا نعلم ونؤمن بأنهم لا يرعون حرمة , ولا يوفون بعهد او ميثاق , حتى الهدنه التي تشمل فقط وقف اطلاق النار تركوا الشعب اليمني محاصرآ , يأملون أن ينفجر الوضع من الداخل حتى يئسوا وتأكدوا من حكمة الشعب اليمني بدأوا يسعون لحماية أنفسهم بإيقاف عدوانهم علينا , لذلك مثل هذه الحادثة يستغلها العدوان لتأجيج الشارع وشق الصف , ويستغلها المرتزقة الذين ليس من مصلحتهم إيقاف العدوان على اليمن , لذلك لو بقينا منساقين عاطفيآ في هذه الحادثة سيشعر العدوان أنه لا يزال هناك بصيص أمل قد يعتمد عليه في تحقيق مالم يستطع تحقيقه في جبهات القتال ( وقد فشل في ذلك طيلة سنوات ) وسيضعف موقفنا التفاوضي , وعلى الأقل سيبعث الأمل في قلوب المعتدين وسيتأخر سعيهم للحل.*
*هذا من جهة … ومن جهة أخرى سيحاول العدوان عبر التأثير على البسطاء من الشارع اليمني بتأجيج المسألة أن يزرع في نفوس التجار الصالحين وفاعلي الخير مقولة ( أترك فعل الخير .. ما ترى شر ) … وهذا شيئ خطير فعلآ .. فالتجار هم مرتكز أساسي للشعب اليمني وصموده , وقوام إقتصادي لا يمكن الإستغناء عنه وخاصة إذا كانوا تجارٌ صالحون مثل مجموعة الكبوس وأمثالهم ..*
*فإذا كنت انا وانت , وانت نقوم بتكافل إجتماعي قد يشمل بالكثير مثلآ عشرة محتاجين , فما هي نسبة ذلك امام ما يقوم به التجار تجاه مئات الآلاف وبمئات ملايين الريالات .. فيجب أن نحذر من سعي العدوان الذي يهدف إلى عزل كبار التجار , او الشخصيات المؤثرة عن المجتمع اليمني .. ويهدف إلى قطع أيادي الخير الممتدة إلى الناس حتى يأتي يوم نخاف أن نتحمل مسئولية عمل نوينا به خيرآ فأنقلب ضدنا .. فنصبح كالمجتمع الغربي ( كل واحد في حاله ) ولا يجد إثنين من المتضاربين من يفرع بينهم ..*
*- فالبصيرة البصيرة يا شعب اليمني .. يجب أن نحترم من سعى لخيرٍ , ولا ننجر وراء خطط المعتدين الذين يسعون بشتى الوسائل لشق صفوفنا لدرجة أنهم قاموا بإنشاء حسابات تويتر وهمية بأسماء أشخاص يدًعون بأنهم من بيت ( الكبوس ) ذكورآ وإناثآ يتحدثون بطريقة لم نعهدها من أولئك الناس المهذبون والمحترمون بشهادة كل من عرفهم وهدفهم إثارة بعض النفوس الغير واعية عليهم .*
*نسأل الله الرحمة لمن توفى والعزاء لأسرهم , والثبات والنصر للشعب اليمني . والله ولي المتقين..*