كيف ننسى عدوة السلام ؟!
إب نيوز ٨ شوال
عبدالملك سام
كان التوقيت جيدا للحملة الإعلامية الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي كانت بعنوان “أمريكا عدوة السلام”؛ فمن الجيد أن نتذكر دوما من العدو الحقيقي، وليس من المقبول أن ننسى ذلك أبدا، وأعترف لكم بأنني كنت ممن نسي لبرهة، خاصة مع مسرحية المفاوضات الأخيرة، فنحن نعرف أن من يدير العدوان منذ بدايته هي أمريكا، وما السعوديين والإماراتيين إلا عبيد يؤمرون فيطيعون دون نقاش!
للأسف، أحيانا مع تغيرات الأحوال، قد ينسى الإنسان بعض الذي ذكر به، وهذا الأمر يحدث كثيرا هذه الأيام بعد إنقضاء شهر رمضان، حيث شاهدنا البعض وقد إنقلب على عقبيه وتحول لكائن أسواء مما كان عليه قبل رمضان! ولكن الأخطر من ذلك هو أن تغفل عن عدوك، وتبدأ بتصديق الخدع التي يغشك بها، فتتوجه بتفكيرك وذهنك نحو تلك الخدع، وتغفل عن تحركات العدو الحقيقي الحقيقية!
أمريكا اللعينة هي من أمرت السعودية أن تعلن ببدء العدوان، وأن تقتل اليمنيين، وأن تدمر اليمن، وأن تدعم الخونة.. أمريكا بنت (666) هي من سعت لإحتلال اليمن في الماضي والحاضر، وما الغلام السعودي إلا عبد تافه بليد لا يفقه شيئا، وينفذ ما يؤمر به حتى لو كان بأن يمد يده في يد الإيرانيين، أو أن يخفض إنتاج البترول ليظهر أن لديه إرادة.. فالحقيقة أن أمريكا هي التي أمرته بذلك.
من الخبث الأمريكي أن يجعلوك تكره وتحقد على الدمى أكثر من العدو الرئيس، وهذا ليس لأنهم يكترثون بما تشعر به نحوهم، بل لكي يكون في مقدورهم خداعك مرة أخرى دون أن تأخذ حذرك منهم! أنا لا أقول هنا ألا نكره العملاء، ولكن أتكلم عن الكراهية العملية التي تجعلك تحذر من عدوك، وتعرف كيف تتعامل معه!
لو قرر الأمريكيون أن يوقفوا الحرب فسيتوقف الغلمان فورا بكل تأكيد، والنظام السعودي لا يملك إرادة أن يرفض أو يتذمر. وقيادتنا ليست ساذجة لتجهل هذا الأمر، وكل من شاهد ترحيب مسؤولينا بالوفد السعودي كان مستغربا من الحفاوة والترحيب التي لا تليق بعدو مجرم! وهذا يؤكد أن قيادتنا تعرف ماذا تفعل، وأن مسؤولينا يعرفون أن الوفد السعودي مسير لا مخير، وأن أهم ما في هذه الجلسات هو أن يسمع الأمريكيون مطالبنا، ونسمع مطالبهم التي كان دور الوفد السعودي فيها لا يزيد عن دور ساعي البريد!
لولا أمريكا ما أتخذ قرار، ولا أشعلت نار، ولا نصب حصار، ولا هدمت دار، ولا حورب الأحرار، ولا نهبت الآبار.. ولولا أمريكا ما بيعت الضمائر، وخابت السرائر، وأمتلأت المقابر، وأستحيت الحرائر، وأزدادت الكوادر.. ولولا أمريكا ما ضاعت الأخلاق، ولا أنتشر الشقاق، ولا ضربت الأعناق، ولا قطعت الأرزاق، ولا ضاقت الآفاق، ولا تجرأ على أهل الإيمان أهل النفاق.
نعم.. أمريكا عدوة السلام، وهي من تقف وراء كل كارثة حلت بمنطقتنا، بل وهي وراء كل مصيبة حلت بالعالم منذ أن قامت على أكوام جثث الهنود الحمر، وتاريخها الملوث بالشر والعفن شاهد على ما يمكن أن يصل إليه الكفر والجريمة بالإنسان عندما يتحول إلى شيطان! ولن تنعم البشرية بالسلام إلا إذا قطعت يد اليهود التي تتحكم بهذا النظام المصطنع.
كل جريمة كبيرة حدثت منذ قيام هذا الكيان وراءها هذا الشعب القذر، وهاهو العالم يدفع ثمن صمته عن جرائم هذا النظام الشيطاني الذي يهدد مستقبل الجنس البشري، وينشر الفساد والقتل والجوع والأوبئة في كل بقاع العالم؛ لأنه نظام ملعون لا يضع يده في أرض إلا وأحالها إلى خراب.
الوعي بحقيقة هذا النظام يمثل خطوة أولى للتخلص من ظلاله، ومعرفة طبيعته تعطي معرفة بكيفية مواجهته، والوقوف ضد مشاريعه ستزهقه وتنهي شره، وطالما أعتصمنا بحبل الله فالمعركة محسومة بإذن الله، والنصر قادم لا محالة، وليكن لنا في التاريخ عبرة ولا ننسى من نحن ومن هم! ليس من المقبول أن ننسى ذلك أبدا..