الصرخة هي الحل!
إب نيوز ٢٦ شوال
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
أعتقد أنه ليس بالضرورة أن تكون حوثياً حتى تصرخ : الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل!
إن كنت عربياً أو مسلماً حراً، فقد بات لزاماً عليك اليوم أن تصرخ : الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.
إن كنت مسانداً وداعماً لقضية فلسطين ومناهضاً للتطبيع أو الإعتراف بإسرائيل، فقد بات لزاماً عليك اليوم أيضاً أن تصرخ:
الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل.
طبعاً وقبل أن تتسرعوا في إصدار الفتاوى أو الأحكام المسبقة، سأشرحها وأوضحها لكم واحدة واحدة وحبة حبة ثم احكموا بعد ذلك.
تخيلوا معي لو أن الإمارات مثلاً كانت قد أعلنت تطبيعها العلني والمجاني الكامل مع الكيان الصهيوني هذا في سبعينيات أو ثمانينيات القرن الماضي، تخيلوا ماذا كان سيحدث؟!
لاشك أن المظاهرات كانت ستجتاح كل المدن العربية من المحيط إلى الخليج بما فيها طبعاً المدن الإماراتية نفسها..
وأمام هذه الحالة العارمة من الغضب والإحتقان والهيجان التي سيشهدها الشارع العربي، فإن الأنظمة العربية بدورها ستتداعى على الفور إلى قمة عربية طارئة وعاجلة أقل ما ستخرج فيه من مقررات هو تعليق عضوية الإمارات في الجامعة العربية ومقاطعتها رسمياً وشعبياً وإعلانها دولةً مارقة ومعاديةً للأمة العربية والإسلامية.
وقد حصل هذا فعلاً مع مصر على إثر توقيع السادات لإتفاقية سلامٍ مع دولة الكيان الصهيوني ذات يوم وهي بالطبع مصر بجلالة قدرها وعظيم سلطانها والتي خاضت ثلاثة حروب مع (إسرائيل) قدمت خلالها آلاف الشهداء والجرحى، فمابالك بدويلةٍ ناشئةٍ صغيرةٍ بحجم (الإمارات) والتي لم ولن تطلق طلقةً واحدةً ضد إسرائيل!
لا أحد طبعاً في الحقيقة يستطيع أن يتصور ماذا كان سيحدث لها إن هي فعلاً تجرأت وأقدمت على التطبيع مع إسرائيل في ذلك الوقت!
فلماذا إذن اليوم لم نعد نرى أي ردة فعلٍ عربيٍ رسميٍ أو شعبيٍ تجاه ما أقدمت عليه الإمارات أو غير الإمارات من تطبيعٍ علنيٍ ومفضوحٍ مجانيٍ مع إسرائيل كتلك التي كان يمكن أن نراها من قبل؟!
السبب بسيط وواضح جداً.. وهو أنه وعلى العكس من جيل الأمس الذي كان مشبعاً بمشاعر العداء والكراهية لأمريكا وإسرائيل بفعل تأثير المد القومي العربي الذي كان يومها طاغياً وحاضراً بقوة، فإن جيل اليوم للأسف الشديد قد أُفرغ تماماً من مشاعر العداء والكراهية تلك لإسرائيل ومن وراء إسرائيل بفعل مؤثراتٍ قويةٍ وصادمةٍ عربيةٍ وأجنبيةٍ أخرى الأمر الذي لم يعد يعي معه هذا الجيل حقيقة الصراع ولا طبيعة القضية.
يعني المسألة مسألة وعي وإدراك، فكلما ازداد منسوب هذا الوعي لدى الناس وادراكهم لحقيقة القضية كلما تأججت لديهم مشاعر الحمية والحماسة والغيرة.. وكلما غاب أو تم تغييب أو تزوير وعيهم وادراكهم كلما فترت هذه المشاعر وبردت وانطفأت جدوتها.. وضاعت القضية!
وبالتالي وفي ظل هذا التغييب الممنهج والمتعمد للوعي والإدراك والتزوير للمفاهيم الذي نعيشه اليوم فقد أضحى على عاتقنا اليوم مهمة إعادة شحن هذا الجيل العربي والأجيال القادمة بمشاعر العداء والكراهية لهذا العدو الصهيوني الغاصب ولأمريكا الضامنة لأمنه وديمومة بقاءه.
فكيف وفي ظل هذا الواقع الرسمي المخزي والمتخاذل والمتواطئ نستطيع اليوم أن نقوم بهذه المهمة التاريخية الأهم في تاريخنا المعاصر؟!
لاشك أن الصرخة (الحوثية) في مثل هذه الحالة هي علاجٌ ناجعٌ وسهل التكلفة لحالة البرود القيمي الأخلاقي والقومي هذا تجاه واحدة من أهم قضايا العرب المصيرية عبر التاريخ – قضية فلسطين.
فقط ما عليك إلا أن تعلم الناس أن يصرخوا :
الموت لأمريكا..
الموت لإسرائيل..
وهذا بالطبع سيقودهم وبشكل تلقائي إلى عملية التحري والبحث والتسائل عن سر وجدوى ترديدهم لهذه الصرخة الأمر الذي سيولد لديهم مشاعر الغضب والعداء والكراهية لإسرائيل ولكل من يقف وراءها أو يؤازرها أو يساندها بأي شكل من الأشكال.
عندها فقط سيدركون تلقائياً أن هنالك محتلاً غاصباً ومجرماً يحتل جزءاً غالياً من أرضنا ومقدساتنا ويجب الوقوف في وجهه ووجه كل من يدور في أفلاكه من حكام وأمراء الطوائف والممالك الكرتونية.
وكما أصبحت (المبادرة) السعودية ذات يوم (مبادرةً) عربيةً لكل العرب في محاباةٍ ومجاملةٍ واضحة للسعودية، هلَّا أصبحت الصرخة (الحوثية) اليوم شعاراً وصرخةً (عربيةً) لكل العرب لا لشئٍ إلا انتصاراً لمبادئنا وقيمنا العربية الأصيلة؟!
أم أنه قد كتب علينا نحن العرب أن لا نتفق ولا نجتمع إلا على مواطن الذل والهوان؟!
#معركة_القواصم