هل يمارس أنصارالله فعلاً السحر؟!
إب نيوز ٢٧ شوال
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
من منا لا يردد دوماً عبارة (الله أكبر)؟!
من منا لا يتمنى الموت لإسرائيل ذلك الكيان العنصري الهمجي الغاصب الذي زُرع في قلب الأمة العربية في واحدة من أهم وأطهر الأماكن المقدسة لدى المسلمين والمسيحيين أيضاً؟!
من منا لا يتمنى الموت لأمريكا تلك الدولة المستكبرة والمتغطرسة نكالاً بما اقترفته ولازالت أياديها الاثمة في العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال من قبل بالإضافة إلى وقوفها ودعمها الدائم واللامحدود لإسرائيل؟!
من منا لا يتمنى النصر للإسلام والمسلمين على كل أعداء هذه الرسالة السماوية المكملة والمتممة لما سبقها من الرسالات السماوية الحقة؟
أنا عن نفسي وكيمني عربيٍ مسلمٍ لا أجد تحرجاً بالاعتراف بذلك لذات الاسباب سالفة الذكر طبعاً سواءً كنت اتفق أو أختلف مع أنصارالله أو غير أنصارالله، فقد أدركت ذلك قبل أن أعرف أنصارالله أو حتى أسمع عنهم.
هذه المشاعر ليست لدي وحدي طبعاً وإنما هي موجودة لدى كل العرب والمسلمين ليس من اليوم فحسب وإنما منذ أن سيطرت الحركة الصهيونية على فلسطين بدعم من القوى الاستعمارية والمتغطرسة الكبرى وعلى رأسها طبعاً أمريكا التي لا تتردد دائماً بالاعتراف والمجاهرة والتأكيد على التزامها الكامل بحماية ودعم هذا الكيان المجرم الغاصب.
ولو أخذت في الحقيقة عينة من الناس من حقبة الخمسينيات أو الستينيات مثلاً وطرحت عليهم واحداً واحداً هذا الطرح لوجدت أن أقل واحد فيهم سيلعن أمريكا وإسرائيل واليوم الذي عرفهم أو سمع عنهم فيه!
يعني مشاعر الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ليست وليدة اللحظة وإنما هي موجودة في نفوس الناس من قبل ظهور أنصارالله أو غير أنصارالله بعقودٍ من الزمن.
ما فعله فقط السيد حسين بدر الدين الحوثي هو أنه جمع هذه المشاعر الناقمة على أمريكا وإسرائيل وقولبها في القالب التي هي عليها اليوم (الصرخة) ثم دعى الناس بعد ذلك إلى أن يبوحوا ويصرخوا بها كحالة طبيعية من حالات التعبئة العامة الهادفة إلى استنهاض الأمة وحثها على مواجهة الأخطار المحدقة بها.
فأين المشكلة إذاً؟!
المشكلة ليست هنا طبعاً، المشكلة بصراحة هي في أولئك الذين ظلوا لعقود يلقون على مسامعنا هذه العبارات وإن كانت بصيغ مختلفة طبعاً ويحرضوننا على أمريكا واسرائيل في المدارس والمساجد والمنتديات والمظاهرات كيف أنهم وبقدرة قادر قد انقلبوا عليها وأصبحوا يرون فيها تحريضاً على العنف والكراهية وعملاً منافياً لأسس التعايش والسلام أو كما يقولون!
يا الله.. ما هذا الانفصام العجيب؟!
أين ذهبتم بشعارات: سنرمي اسرائيل في البحر، ولن نعترف بإسرائيل، وافتحوا باب الجهاد، ورفض التطبيع، واللاءات الثلاث، ومقاطعة مصر السادات، وحملات التبرع لفلسطين والقدس و…؟!
تلاشت وتلاشيتم بعدها!
ولما جاء (الحوثي) يريد إحياء مثل تلكم الشعارات بعد إن اختزلها جميعاً في قالبٍ وشعارٍ واحدٍ هو (الصرخة) في خطوةٍ جريئةٍ منه دفع من أجل البوح بها حياته ثمناً وقربانا، ثارت ثائرتكم وجن جنونكم وقلتم: عملٌ دعائيٍ خمينيٍ إيرانيٍ مجوسيٍ رخيص الهدف منه استقطاب أكبر عدد من البسطاء والسذج واستمالتهم إلى صفوفهم في أكبر عملية خداعٍ وتضليلٍ واحتيال تمارس بحق هولاء الناس أو هكذا دأبت على القول به أبواقكم وناعقوكم!
طيب.. مادام الأمر كذلك كما تدعون، ومادمتم ترون انفسكم أنكم أنتم وحدكم حماة الدين وحراس العقيدة المرابطون في الثغور والسائرون على المنهج القويم والسليم، فلماذا لا تقومون أنتم أنفسكم إذاً ولو من باب قاعدة سد الذرائع بسحب البساط من تحت أقدام هؤلاء (المخادعين) و(المحتالين) وتطلقون شعاراً مماثلاً أو صرخةً مشابهة تهدف إلى حث الناس وتحريضهم على كل من يكن لهذه الأمة العداء بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ خاصةً وأن مثل هذا الشعار قد لقى له استجابة واسعة ومتزايدة في أوساط كثيرٍ من الناس؟!
ألا يستحق واقع أمتنا البائس الذي تعيشه اليوم -أيها المحترمون- أن تطلقوا له مثل هكذا (صرخة) ومثل هكذا (شعار)؟!
فمالذي يمنعكم إذن من أن تستنفروا الناس وتستنهضوا الجهود والهمم لمواجهة ما يحيق بالأمة من أخطار وكوارث؟!
ألأنكم غير معنيين بمثل هكذا أمر، أم لأنكم تخافون أن تؤذوا وتجرحوا مشاعر أمريكا وإسرائيل، أم ماذا يا تُرى؟!
بصراحة لقد استطاع هولاء القادمون من (الكهوف) بشعارهم هذا تعريتكم وإظهاركم على حقيقتكم وحقيقة خذلانكم ومتاجرتكم بقضايا الأمة ومدى انخراطكم في المشروع الصهيوأمريكي الخبيث والمتربص بالأمة ودينها القويم!
يكفي أن المرء يقف مذهولاً وهو يرى أي (سحرٍ) وتأثيرٍ عجيب قد أحدثه هذا الشعار الآخذ يوماً بعد يوم في الإنتشار بصورة دراماتيكية متسارعة في إعادة إحياء وإظهار قضية العرب الأولى – فلسطين وإبرازها على السطح في نفوس العامة بعد أن أوشك الناس على تنحيتها جانباً تمهيداً لنسيانها بفعل الخمول المتعمد الذي أبداه من يفترض أنهم قادة وزعماء الأمة تجاه هذه القضية المحورية والمصيرية رضوخاً واستسلاماً لشروط وإملاءات سادتهم هناك من بني الأصفر وبني قينقاع!
فهل هكذا يمارس أنصارالله السحر؟!
#معركة_القواصم