الشعار ودوره في وبناء الشخصية الايمانية
إب نيوز ٣٠ شوال
صادق احمد جابر الرشاء
معرفة الله من خلال القرآن الكريم هي اهم عامل من عوامل بناء الشخصية الايمانية المتكاملة وتتجلى معرفة الله تعالى في انه القدير والعليم والحكيم في كل ميادين الحياة ومسارات العمل ، والانسان المجاهد في سبيل الله عندما ينخرط في مسار عملي ضمن مسيرة الجهاد فانه يحظى بتأييد عز وجل ويتقوى من قوة الله ويستمد الحكمة من حكمة الله تعالى ، و يقتضي الايمان بالله تعالى ان الانسان لا يخاف الا الله ولا يرجو الا الله ولا يخشى في الله لومة لائم (( ولا يخافون في الله لومة لائم )) .المائدة ، ومن اهم مظاهر الايمان بالله هي التحرك في وجه الظلم والظالمين والطغاة والبراءة من أعداء الله تعالى بموقف عملي و وعي قرآني وتسليم مطلق لله ولاعلام الهدى ممن اصطفاهم الله كهداة للامة ، وياتي ذلك كسنة من سنن الله في الأرض التي لا تتغير ولا تتبدل عندما يكون الصراع بين اعلام الحق واتباعهم واعلام الباطل واتباعهم فيكتب الله النصر والغلبة للمؤمنين المتقين العاملين (( كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله لقوي عزيز)) فيأتي التدخل الإلهي في كل المراحل العملية وخاصةً مرحلة الاستضعاف فيربط الله على القلوب ويملاها قوةً وايمانا وعزيمة ويزيدهم الله من رحمته ويرشدهم ويقوي عزائمهم ويجري على السنتهم الفصاحة والمهارة في البيان وقول الحق (( وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه الها لقد قلنا اذن شططاً )) . قبل انطلاق شعار الصرخة والمشروع القرآني على يد السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه كانت تلك المرحلة هي مرحلة استضعاف وذلة ولا احد يجرؤ على الكلام او الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن مخططات أمريكا وإسرائيل في المنطقة واطماعهم خاصةً في اليمن حيث كان يوجد نوع من الامية الثقافية والسياسية ضد تحركات الأعداء و زاد من حدتها سياسة التجهيل الإعلامية والدينية وسياسة القمع وتكميم الافواه التي كانت من اهم الوسائل التي اتبعها نظام صالح في تلك الفترة ، ولكن بعد انطلاق الشعار والتفاف الكثير من الشباب حول السيد حسين رضوان الله عليه واستفادتهم من المحاضرات التي كان يلقيها مع ترديد الصرخة فقد اثر ذلك على نفسيات الشباب في كل الجوانب حيث تعززت النفسيات واكتسبت وعياً كبيرا و غزيرا يشمل كافة الجوانب الثقافية والسياسية والنفسية وقد تجلى ذلك في ثبات الشباب على ترديد الشعار في كل الأحوال حتى وهم داخل السجون رافضين التخلي عن الشعار رغم سياسة القمع والتعذيب والترهيب التي كان يرتكبها جلاوزة النظام مع المكبرين داخل السجون وكانت تلك الاحداث هي من اهم عوامل قوة تلك الملرحلة التي بدات بها المسيرة القرآنية والتي مهدت لبناء قيادات قوية بفضل الله تعالى وشخصيات اكتسبت وعياً كبيرا ومهارات عديدة بسبب صمودهم وثباتهم وتشبعهم بهدى الله مما صنع منهم قيادات للمرحلة تلك وما بعد الخروج من السجون حيث خرج المكبرون وهم شخصيات قيادية تحمل روح المسئولية والمبادرة . ولما كانت الصرخة هي ضرورة حتمية ومسئولية كبيرة في ترديدها لبث السخط والتبرؤ من أعداء الله في وقت تمادى فيه النظام آنذاك في سجن وقتل كل من يصرخ و يردد هذا الشعار فقد كان ذلك من ابرز مظاهر الايمان والثبات والصمود على الحق وهو ما اسهم في تعزيز النفسيات وبناء القدرات واكساب الروح القيادية والمهارات المتعددة في الخطابة والتبليغ والحوار والتفاوض والحفظ والاتصال والتواصل ، فكان لثقافة الشعار والملازم اكبر الاثر في نفوس من يرددونه فانطلقوا سواء من كان في السجون فيما بعد او غيرهم انطلقوا عاملين ومجاهدين في كل المجالات الثقافية والعسكرية والاجتماعية .
يحمل الشعار الكثير من المعاني والدلالات التي من أهمها هو التكبير لله عز وجل والتوحيد له وانه لا قوة كقوة الله ولا ند لله ولا شريك وهو اعلان الولاء لله والبراءة من أعداء الله وانه لا يجب ان نطيع سوى الله ولا نخشى احداً الا الا الله أي انه يشد الانسان الى الله تعالى ليعرف الله حق المعرفة من خلال القرآن الكريم الذي تضمن كل معاني الشعار في الكثير من آياته (( وكبره تكبيراً)) ضمن مسار توعوي حركي وعملي يعبر عن موقف جاد يمتلك كل الأسباب والمبررات الشرعية ، أي انه يسهم اسهاماً عميقا في تربية الفرد على التوحيد والتعظيم لله وعدم الخشية الا من الله ويبعد الانسان من الشرك بالله الذي يأتي بصورة متعددة ، وبالنظر الى أمريكا باعتبارها هي من تتحكم في مصير الشعوب وتحاول نهب ثرواتها وتحديد مصيرها مع اتجاه الأنظمة العميلة الى الولاء والطاعة فان ذلك يعد عصيان لله وطاعة لغير الله أي ان ذلك هو من الشرك بالله أي ان معنى ان الأنظمة العربية والإسلامية بطاعتها و ولائها لامريكا وإسرائيل فانها تجر شعوبها معها الى الضلال والكفر والشرك بالله وهو من الجاهلية الأخرى التي هي اخطر من الجاهلية الأولى ، والاتجاه الى طاعة أمريكا معناه العبادة لها من دون الله ولذلك فالله تعالى يقول (( الم اعهد اليكم يا بني آدم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم )) أي ان العبادة ليست الصلاة او ممارسة نوع معين من الطقوس للشيطان ولكنها الطاعة لغير الله تعالى ، ومن هذا المنطلق تسهم ثقافة الشعار والصرخة في تربية الشعوب على مواجهة الطاغوت والباطل أمريكا وإسرائيل وادواتهم ضمن مسار عملي توعوي فعال ومجدي ومؤثر في كل انشطته وفعالياته وهو مما يؤهل الافراد ويكسبهم الوعي والمعرفة .
من الناحية المعنوية والنفسية فان لثقافة الشعار وترديده اثر كبير وايجابي يضيف قوةً معنوية ونفسية كبيرة ويزيد من الثقة واليقين في حتمية ترديده ونشر ثقافته يتجدد ويتسع اكثر واكثر مع تجدد الاحداث في عالمنا ، ومنذ انطلاق الصرخة فان هذا يعد اهم عامل من عوامل انكسار حواجز الخوف و التراجع وثقافة التردد والذلة والاتكالية ، والشعار عامل مهم في توحيد الرؤية والمسار وتفعيل كل الط