أثر الصرخة في تنمية الوعي السياسي ..
إب نيوز ٣٠ شوال
صادق احمد المحدون
لم يكن الواقع الذي يعيشه الشعب واقعاً يتيح للمواطن اليمني ان يعبر بكل حرية عن الرأي والراي الآخر حسب ما تقتضيه مصلحة الامة و لم تكن هناك ديموقراطية حقيقية وفقاً لمعاييرها المعروفة وانما كان هناك ديموقراطية هشة عقيمة تمارس على السطح السياسي بما يضمن لنظام صالح التباهي بها اعلامياً ومناوئة معارضيه ومغازلة أمريكا والأمم المتحدة لكسب وصف انه نظام ديموقراطي ويهتم بحقوق الانسان ، ورغم وجود نظام حزبي وتعددية حزبية وعدد من الأحزاب في الساحة السياسية فانها لا تعد كونها تخدم اجندات خارجية ذات توجهات لا تخدم مصلحة البلد ، وبما ان الديموقراطية كما وصفها السيد الشهيد حسين بدرالدين رضوان الله عليه انها لا تأتي بحل جذري للامة ولكنها في مرحلة من المراحل قد تعد متنفساً و وسيلة او أداة للمعارضة او بما يخدم التوجهات الإيجابية للمجتمع فمن منطلق سياسي هو ان الصرخة في اطار مشروع فكري تنموي توعوي عملي مع الدعوة للمقاطعة للبضائع الامريكية والإسرائيلية كحق من حقوق التعبير بالراي هو منطلق ومبدأ يفند أمريكا والنظام في محاولاتهم إيقاف الشعار لان ذلك يتنافى مع ديموقراطيتهم التي يتغنون بها ويدعون اليها والعمل بها ،مع ان الأساس الذي انطلق من الشعار كان على أساس ورؤية قرآنية وادراكا لأهمية التحرك في الواقع الراهن آنذاك . عند انطلاقة شعار الصرخة في عام 2001م لم يكن يتوقع البعض من الناس ان سلطة النظام القائم آنذاك ستكون ردة فعلها هو محاولة إيقاف الشعار بكل الوسائل من السجن والترهيب والتعذيب وصولاً الى شن حرب ظالمة وباشراف امريكي إسرائيلي وهذا حمل مؤشرات كبيرة وقدم استفسارت من المجتمع حول ماهية النظام وهويته ومدى استقلاليته وانعدام الديموقراطية وحقوق الانسان والتعبير عن الراي حيث تجلى أمور كثيرة كانت مخفية ولم تكن لتحدث لولا تلك الاحداث وقد تطور الامر اكثر واكثر عندما تمادى نظام صالح في تدمير محافظة صعدة ومناطق من عمران في عدة جولات من الحروب منتهكاً حقوق الانسان وتابعاً للسياسة الامريكية والسعودية في تنفيذ ما يملى عليه وحينئذ اكتشف المجتمع حقيقة هذا النظام وهويته الأساسية المغايرة للهوية الايمانية للمجتمع اليميني واكتسب الكثير من الوعي وزاد من أهمية التمسك بهذا الشعار وبالمشروع القرآني . كانت محاضرات السيد الشهيد رضوان الله عليه من وحي القرآن يتناول فيها الاحداث ويعطيها تقييماً وتحليلاً عميقاً يعطي فاعلية اكثر وانجذاباً في ترديد شعار الصرخة والهتاف به فكان أي حدث يحصل سواء في الوقت الراهن آنذاك او من احداث تاريخية معاصرة يمكن ان يرتبط ارتباط مباشر و وثيق الصلة بثقافة الملازم والشعار حيث ان ذلك اصبح اكبر عامل محفز للشباب وللناس في ضرورة متابعة الاخبار ووسائل الاعلام ومراقبة ما يحدث وهو ما تكلم عنه في الكثير من محاضراته وهذا الامر اكسب الناس وعياً متزايدا عن كل ما يجري من احداث في هذا العالم خاصة تحركات أمريكا وإسرائيل في منطقتنا العربية .
ان حادثة ما يسمى المدمرة الامريكية كول عام 2001 م والتي كانت من تدبير المخابرات الامريكية والتي اتهمت بها اليمن لخلق مبررات جديدة لاحتلال اليمن لم تلق التعاطي المناسب من النظام الحاكم آنذاك وانما كان هناك اشبه بالقبول المباشر بالاعتراف بوجود إرهاب في اليمن مع العجز في مواجهته وهذا يفسر عجز الحكومة عن مدافعة التهم باقل القليل وبمنظور قانوني واضح يمنع التدخل الأجنبي ، وكانت نظرة السيد الشهيد رضوان الله عليه ان ذلك هو مخطط امريكي وان تفاصيل الحادث تبرهن ان التفجير هو من داخل السفينة وبأيادي أمريكية وهو ما شكل صفعةً للمخابرات الامريكية وللنظام الحاكم آنذاك عندما انكشف للجماهير اليمينة وخاصة ممن هم يهتفون بالشعار في بداياته رغم عددهم القليل الا انه اعطى بعداً واسعاً لفهم هذه المؤامرة في فترات متلاحقة ، والشاهد في الموضوع ان ثقافة الشعار مكنت المجتمع من كشف حقائق لم تتمكن مؤسسات استخباراتية وإعلامية وأجهزة عسكرية من كشف تلك المؤامرة . تناول السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه من خلال القرآن الكريم كيف ان أي جريمة او مؤامرة يقوم بها اليهود لا يستطيعوا اخفائها ابداً وان هناك خيوط من الجريمة تبقى ظاهرة في حال كان عناك بصيرة و وعي من خلال القرآن الكريم وهذه سنة من سسن الله الثابتة في كشف مكر الأعداء ومؤامراتهم التي قد يذهب ضحاياها شعوب بأكملها حيث يقول الله تعالى (( والله مخرج ما كنتم تكتمون )) .. البقرة . وقد تحدث عن ذلك على ضوء قصة بقرة بني إسرائيل في سورة البقرة وكشف الله خطتهم على يد موسى عليه السلام عندما اضطروا في الأخير للتسليم والاذعان له عن حاجة حتمية على الرغم انه نبي وعلم هداية ،وهذا هو ما تتبناه ثقافة الشعار من خلال القرآن الكريم من ضرورة التسليم لاعلام الهدى وترديد هذا الشعار لفضح سياسات اليهود والتصدي لها واعتبار ان أمريكا وإسرائيل هم اعداء الشعوب كمبدأ ثابت ومعيار أساسي للتعاطي مع أي قضية مهما كانت .