الحقيقة الغائبة..
إب نيوز ٦ ذي القعدة
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
حتى لو اتفقتا (السعودية) و(إيران) وعادت مياه العلاقة الراكدة بينهما من جديد إلى مجاريها!
حتى لو أعلنت (إيران) فجأةً تحالفها مع (السعودية) في عدوانها الغاشم والظالم على اليمن!
حتى لو أعلنت حكومة صنعاء فجأةً قطع علاقتها بصورة تامة ونهائية مع (إيران)!
حتى لو اعتنق اليمنيون جميعاً بمن فيهم (أنصارالله) أنفسهم المذهب (الوهابي) طواعيةً وأعلنوا تحالفهم وتماهيهم مع المشروع (السعودي) المشبوه في المنطقة والعالم.
حتى لو فعل اليمنيون أقصى ما في وسعهم وكرسوا جهودهم جميعاً من أجل إرضاء أو استرضاء السعودية، فلن ترضى عنهم السعودية!
لن ترضى عنهم ولن تغير قط من نظرتها الإستعلائية تجاههم وتجاه اليمن!
بل وستستمر في تنفيذ مشروعها التآمري والتمزيقي الدائم والمستمر في اليمن منذ عقود ولن تتوقف للحظة واحدة عن تدخلاتها السافرة أو عن ممارسة كل أنشطتها العدائية تجاه اليمن!
ولن تعدم الأسباب والذرائع طبعاً التي تبرر لنفسها وحلفاءها ذلك.
فاليمن بالنسبة للعقلية الحاكمة السعودية كان ولايزال وسيظل يمثل هاجس أمنٍ مخيف وخطراً وجودياً كامناً يمكن أن يبرز لهم فجأةً وفي أي لحظة أو هكذا أوصاهم أبوهم المؤسس ذات يوم!
وبالتالي فهم يعملون دائماً ويحرصون بكل الوسائل المتاحة والغير المشروعة على أن يظل هذا الخطر أو التهديد الوجودي، بحسب ما يعتقدون، كامناً وخاملاً في مكانه كما هو.. وذلك من خلال تبني استراتيجية البقاء عن قرب والتحكم بكل شاردة وواردة تدور في هذا البلد، أو هكذا يفعلون.
هذه هي الحقيقة التي لا يعيها البعض منا!
لذلك السعودية دائماً لا يمكن أن تطيق بأي حالٍ من الأحوال أن يحكم اليمن نُخَبٌ حاكمة غير خاضعة لها أو متمردة عليها!
لا يمكن أن تطيق حاكماً يمنياً بالمطلق يحمل مشروعاً وطنياً مستقلا!
وهذا بالضبط ما فعلته مع الشهيد الحمدي الذي تآمرت عليه ذات يوم ودبرت عملية اغتياله لمجرد أنه كان يحمل في جرابه مشروع وطن!
وهذا هو أيضاً ما تسعى إلى فعله اليوم منذ أكثر من ثمان سنواتٍ مع هؤلاء الذين جاؤا يحملون في جرابهم مشروع أمة.
فهل أدركتم الآن لماذا (المملكة السعودية) لا تريد يمناً مستقراً وآمناً في الجوار؟!
ولماذا لن ترضى عن اليمن حتى لو اتبع اليمنيون جميعاً سياساتهم أو سلكوا مسلكهم؟
أم أنكم من الذين لا يدركون!
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم