تصحيح مسار العمل التعاوني في اليمن

إب نيوز ١ ذي الحجة

– محمد صالح حاتم

 

الكل مجمع أن الجمعيات التعاونية الزراعية، وغير الزراعية، هي أحد الأركان الأساسية والرئيسية في تنمية القطاع الزراعي والاقتصادي، وأن لا تنمية اقتصادية دون مشاركة ومساهمة الجمعيات التعاونية فيها.

واليمن شهدت حركة تعاونية منذ عقود من الزمن سواء فيما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية جنوباً، والجمهورية العربية اليمنية شمالاً، ويعتبر الشهيد إبراهيم الحمدي رائد الحركة التعاونية في اليمن، والذي نعيش هذه الأيام الذكرى 50 لثورة التصحيح التي قادها الشهيد إبراهيم الحمدي في 13 يونيو 1973م، والذي شهدت فترة حكمة نهضة تنموية زراعية واقتصادية كبيرة رغم قصرها والتي لا تتجاوز ثلاث سنوات، ولكنه استطاع أن يستثمر ما يمتلكه الشعب من إمكانيات ومقومات، ففي فترة حكمه تم تأسيس الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير، والذي أسس في 24 أغسطس 1973م..هذا الاتحاد استطاع أن يحدث نهضة تنموية في شتى المجالات التعليمية والزراعية والصحية والطرق والمياه وغيرها، ولكن هذه الحركة ما لبثت أن تم التآمر عليها، فأفرغت الحركة التعاونية من محتواها، وانحرفت عن مسارها، وأضاعت الطريق عن تحقيق أهدافها، وكان للسياسة دور كبير في ذلك، فكانت الجمعيات تنشأ لأهداف سياسية وتحقق مصالح شخصية وحزبية.

اليوم ونحن نشهد حراكاً زراعياً تنموياً مجتمعياً من قبل القيادة الثورية والسياسية، يتوجب علينا العمل على تصحيح مسار العمل التعاوني، والنأي به عن التوجهات السياسية، والأغراض الحزبية والمصالح الشخصية، وأن يكون الهدف هو إيجاد تنمية اقتصادية مستدامة، وأن تكون البداية من تصحيح المسار التعاوني وتصحيح أوضاع الجمعيات التعاونية الزراعية وغير الزراعية السابقة، وتفعيلها لتساهم في التنمية الزراعية والاقتصادية، وكذا التوسع في إنشاء وتأسيس جمعيات زراعية وسمكية وإسكانية واستهلاكية وخدمية، وتعديل القوانين والتشريعات إذا كانت معيقاً ومعرقلاً للعمل التعاوني، بما يخدم العمل التعاوني ويسهم في تطويره والنهوض به، و بما يواكب و طبيعة المرحلة ويخدم العمل التعاوني، وأن تتوحد الرؤى والخطط بين الجهات المعنية بالعمل التعاوني «الاتحاد التعاوني الزراعي، وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وزارة الزراعة والري وزارة الثروة السمكية، وزارة الأشغال العامة والطرق، وزارة الصناعة والتجارة وبقية الجهات» وأن يكون هناك قروض بيضاء للجمعيات التعاونية للنهوض والتحرك، فالجمعيات في العالم بدأت تعاونية، وانتهت بشركات عالمية، وساهمت في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي لدولها.

وهذا ما نطمح للوصول إليه، وهو إيجاد تعاونيات حقيقية يكون لها دور كبير في التنمية الاقتصادية للبلد، وأن يتم تأطير معظم الموطنين في هذه الجمعيات.

You might also like