هدنة أم مؤامرة؟!
إب نيوز ٣ ذي الحجة
وفاء الكبسي :
فشل العدوان سياسيًا وعسكريًا في تحقيق أهدافة الاستراتيجية وتمرير مخططاته الشيطانية لاحتلال اليمن؛ فـصمود الشعب اليمني كان أقوى وأشرس وأكثر ثابتًا وبأسًا في التصدي لهذا العدوان وتلقينه الدروس الموجعة والهزائم النكراء في معارك البطولة والشرف، غرق العدوان في مستنقع الوهم باحتلال اليمن فظنوا أنهم سيركعون هذا الشعب من خلال الهدنة أي مرحلة(ألا سلم وألا حرب)، تسارعت أحيانًا الخطوات ثم تعود لتتباطأ نحو الهدنة الطويلة، فما إن تنشط الحركة الدبلوماسية للمفاوضات تجاه إنهاء العدوان رفع الحصار بالكامل ودفع الرواتب وإعمار اليمن حتى تندلع المعارك الاعلامية وتكثر التصريحات المرواغة الماكرة بأن هذه الحرب بين الأطراف اليمنية وما السعودية إلا مجرد وسيط فقط ليست طرف أساسي معادي للشعب اليمني ، ومازال هذا الواقع المميت مستمر، وفي كل مرة تتأزم الأوضاع ويصل السكين الى عظم الشعب ما يكاد يبدأ الشعب يتأوه، ألا وبدأت مفاوضات جديدة؛ لأن تحالف العدوان لايريد حل فالهدنة مجرد شعارات مضللة، هم يريدون إماتتنا بالموت البطيء وإركاعنا وتعجيزنا لنصل إلى حالة اليأس والاستسلام والقبول بمايملوه علينا فقط، فالهدنة عندهم معناها واحد أصمت أيها الشعب اليمني أتركنا ننخر حتى ما وسط عضامك، أتركوننا نسلخكم في صمت وننهبكم في صمت مطبق!
فما أثبتته شهور الهدنة أن ما أحدثه العدوان من دمار شامل في اليمن قادر على صناعة الموت لسنوات قادمة باسم الهدنة؛ لذلك علينا أن نتدارك الأمر بأن نتحالف العدوان يلعب على الورقة الأخيرة التي يمسكها ويفاوض بها، في الحصار والتجويع والارهاب الاقتصادي لكسر إرادة الشعب وتركيعة وإذلاله، فلا توجد أي نية حقيقية لإنهاء العدوان ورفع الحصار وصرف الرواتب والواقع يشهد بذلك.
فمع كل إعلان لتمديد الهدنة يظل خيار الحرب لدى أغلب اليمنيين هو المطلب لإقامة سلام مشرف عادل فعدونا الجبان لايفقه إلا لغة القوة، تظل الحرب العسكرية أفضل من حالة السلام الزائفة والهادفة لانقسام الشعب وبث الشائعات والأكاذيب وإثارة سخط الناس وشيطنة الأنصار وخلق الأزمات لإضعاف الجبهة الداخلية و إسقاط الدولة من الداخل، فهذه ليست هدنة، وإنما هي الفترة اللازمة لإحداث التآكل الداخلي المطلوب ليحقق العدو الأهداف التي لم يتمكن من تحقيقها بالقوة العسكرية؛ لأننا أمام أطراف مستفيدة من العدوان تدفع العجلة نحو تفجير الوضع على كل المستويات ؛ لأجل تمزيق الصف الداخلي بإثارة النعرات الحزبية والطائفية والمناطقية، وإطباق الخناق حتى تنهار الخدمات والمؤسسات، فالهدنة اليوم أشبه ماتكون بقنبلة موقوتة تكاد تنفجر في أي وقت، فأحيانًا يكون اللجوء إلى خيارات التأديب ضرورة أَو خيارًا لا بد منه حتى يعي الطرف الآخر معنى الاتّفاق ويفي بالوعود، فشروطنا ليست تعجيزية بل هي شروط قانونية ومطالب مشروعة لشعب أنهكه العدوان ويتمنى استئناف العمليات العسكرية إلى أن ننتزع السلام العادل والشامل من تحالف الشر والظلام العالمي؛ لأنهم أوغلوا كَثيراً في النكوث بأي اتّفاق وصدق الله القائل (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).