وراثة الثأر

إب نيوز ٤ ذي الحجة

كنت طفلاً صغيرًا ألعب مع والدي في بستان منزلنا وكانت السعاده تملاء قلبي فرحا بصوت العصافير ورؤية الفراشات وهي تطير، كان الهواء صافيا ونقيا ورائعا.

فجأة..!
رأيت الجو يتلون والغبار يتكاثر والأصوات تتعالى من ضجيج وصراخ وبكاء، ونحيب!
حملتني أمي وجرت إلى المنزل أما أبي فقد لبس الجعبة وحمل السلاح وتجهز للخروج!
كانت أمي تبكي والعصفور في الأرض ملطخا بالدماء أما الفراشات لم يعد لها أي أثر !
سألت أبي ما الذي يحدث وأين هو ذاهب ؟!
فقال لي:
“يابني إن المحتل الغاصب إذا احتل بلدك سيحارب دينك ومنهجك وأرضك وعرضك فلا تسمح بهذا مهما كانت التحديات وإن كان الثمن روحك..
يابني لاتبالي واجعل شعارك دائما يصدع بالبرائة من أعداء الله والموالاة لأولياء الله ولتعلم يابني أن الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة فهيهات منا الذلة لا تخضع يابني لأحد غير خالقك”

_تركني والدي واقفًا لم أفهم من كلامه شي غير أنه رحل وقد لا يعود..
بكيت حينها، ليس لأني فهمت ؛ بل لأن والدي قال كلامًا زلزل صدري ولا أعرف لماذا؟ لكن الكلام كان ثقيلاً وكان يدل على أشياء غريبة.

رحل والدي ولم يُعد.
كبرت وترعرعت وما زال كلام أبي يرن في أذني، وبقي المحتل في بلدي وعزمت على السير بمسير أبي وطرد كل من حارب أرضي وحاصر بلدي وقصف طفولتي..

قد ورثت عزة النفس من والدي و تعلمت الشجاعة والطموح من كلامه لي، وأمّا غيابه عني فقد زادني عزمًا على التضحية و الفداء لديني ورفعي لراية مسيري وانتصاراً لقضيتي .
وإن كان العالم بأسره ضدي لن يفهم ما أعنيه؛ إلا من حلّ محلي وفقد حريته مثلي واسودت طفولته كطفولتي وفقد والده كفقدي وقُصف وطنه كوطني.

خلاصة الكلام :
انا ذلك الطفل اليماني الذي اذقتموه مرارة الحياة وسيذيقكم بإذن الله مرارة أكبادكم ويجرعكم الويل بعون الله ونصره وتأييده سـ أثأر لوالدي ولكل طفل عانا من اطفال بلدي سأثأر للعصفور ولدمعي ولكل حجر قُصفت في وطني وستندمون.

#أم_الحسن_الوشلي
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة

You might also like