بلقيس والعرش..

 

إب نيوز ١٦ محرم

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

حتى لو أخطأ (أنصارالله) أو تجاوزوا كثيراً..
حتى لو هبطوا بأخطاءهم هذه من الإثم أسفل سافلين!
فإنهم ومع ذلك لن يهبطوا بها إلى مستوى خطيئة استدعاء الأجنبي وحثه على ضرب، ولو حتى فصيل يمني واحد فقط، فما بالك وقد جاء وضرب وقصف ودمر اليمن كله أرضاً وإنسانا..!
فهل كانت الملكة (بلقيس) أكثر حكمةً وأرجح عقلاً عندما تنبهت بالفطرة لخطورة ما قد يصيب البلاد من جراء التدخل العسكري الأجنبي فيها؟!
ألم تقل محذرةً قومها -وهي تتحدث هنا طبعاً عن النبي سليمان وجنوده المؤمنين لا عن مجرد بعضٍ من عبيد وأذناب رعاة البقر- ألم تقل: إن الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة؟
فأين كانت عقولهم عندما هتفوا لسلمان وجنوده حينما رأوا طائراته وصواريخه وبوارجه تقصف اليمن ومؤسسات ومطارات ومؤاني ومعسكرات اليمن وكل مقومات الدولة وبناها التحتية في اليمن؟
يعني بالله عليكم،
الملكة (بلقيس) تتجشم عناء السفر وتقطع رحلةً طويلةً سيراً على الأقدام من مأرب إلى القدس تدوم أكثر من شهر من أجل البحث عن كيفية تجنيب وطنها وشعبها الخراب والدمار، وكيف تدرأ عنهم خطر الغزو والعدوان الأجنبي، بينما أصحابنا ما صدقوا ووصلوا إلى الرياض في رحلة مكوكية لم تتجاوز سوى ساعات قليلة فقط من أجل أن يباركوا مجيئهم إلى بلادهم لغزوها وحصارها وقصفها وتدميرها وقتل شعبها مؤكدين دعمهم وتأييدهم الكامل والمطلق لهذا الغزو والعدوان؟
هل رأى التاريخ مثل هكذا قطيع؟!
يعني.. ما ضرهم لو أنهم فكروا بعقلية (بلقيس) وقالوا لقوى العدوان: عفواً لا تتدخلوا بيننا، فنحن اليمنيين سواءً تقاتلنا أو تصالحنا، نظل في الأول والأخير إخوة وأبناء وطن واحد؟
هل كنا سنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من عداء وكراهيةٍ وحقدٍ وفتنةٍ وتمزقٍ وتناحرٍ وتقاتلٍ فيما بيننا أم أن الأمر سيكون أقل وطأةً وكلفةً على اليمن واليمنيين؟
ماذا لو تأملوا قليلاً في سلوكيات قوى العدوان ونظروا إلى أي مدىً تنسجم هذه السلوكيات مع ما تم الإعلان عنه أو طرحه من أنهم ما جاؤا إلا من أجلهم وفي سبيل نصرتهم؟
هل كانوا سيتفاجأون اليوم بما تقوم به قوى العدوان في حقهم من تصرفاتٍ وتجاوزاتٍ تتنافى كليةً وكل ما أعلنوا عنه وعاهدوهم عليه من قبل..؟!
هل.. وهل..؟!
على أية حال،
ستظل الملكة (بلقيس) عنواناً بارزاً يجسد أسمى معاني الحكمة اليمانية الأصيلة التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والتي لا يمكن أن يتسم بها إلا كل من يتحلى بحنكة وعقلية هذه الملكة الحكيمة..
وأما من زاغ -كهؤلاء القوم- فإنه لا يعدو أن يكون سوى مجرد شائبةٍ من الشوائب التي تعلق بأي معدنٍ نفيس..!
وليس غريباً طبعاً على مثل هذه (الشوائب) أن لا تمتلك خصائص وصفات وقيمة هذا المعدن اليمني النفيس والأصيل.

(جمعتكم مباركة)

#معركة_القواصم

You might also like