وأخيراً أوقعنا (بليالي)..
إب نيوز ١٨ محرم
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
كعوجاء مرقالٍ كانت، وعلى طول وامتداد شارع الدفاع-حي البليلي، تروح وتغتدي..
لم يكن يوقفها أحد أو يعترض طريقها أحد..
ومن ذاك (الشقي) أصلاً الذي كان يجرؤ على إيقاف أو اعتراض طريق (ليالي)..!
(الأسد) نفسه لم يكن يجرؤ على ذلك.. لدرجة أنه، وكلما كان يراها تسلك درباً، تنحى عنه جانباً وراح يسلك درباً آخر..!
وكذلك كان بقية الناس..!
فكأنما الطريق الذي كانت تسير فيه، لم يكن في الحقيقة إلا لها وحدها،
لا ينازعها عليه أحد أو يزاحمها فيه أحد.!
لقد كانت بصراحة، ولطول ما أرعبت الناس ولاحقتهم وحاصرتهم، في شارع الدفاع لوحدها عدواناً وحصاراً قائماً بذاته..!
وكان الناس، وكلما استنجدوا بالجهات المختصة، للإيقاع بها والنيل منها وأمثالها من الكلاب الضالة، لا يصحون دائماً إلا على خبر نفوق الكلاب الضالة جميعاً إلا ليالي..!
وحدها ليالي من كانت تنجو دائماً رغم أنها كانت تعادل في حجمها ووزنها حجم ووزن كبش إسترالي..!
فهي من فصيلة الكلاب الألمانية المهجنة..
أو كما قيل..
كل هذا طبعاً كان يحدث وهي غير مسعورة..
فكيف بها وقد أصبحت مسعورة اليوم..
تخيلوا، ليالي وقد اتضح للناس يقيناً أنها أصبحت مسعورة بحسب إفادة أحد البيطريين..!
إنه أمرٌ يدعو الناس جميعاً إلى التوحد بصراحة والإتفاق على قرارٍ واحدٍ وحاسمٍ: التخلص من هذا العدوان القائم والخطر الداهم نهائياً وللأبد..
وحين استجمع الناس قواهم وتظافرت جهودهم، تحركوا، ولم يستغرق ذلك طويلاً حتى استطاعوا استدراج (ليالي) إلى أحد الحوانيت الصغيرة…
هنالك وبعد أن تم إغلاق الباب عليها بإحكام بدأ التواصل مع الجهات المختصة، وجهات أخرى، والذين، للأسف الشديد، كانوا يردون بعدم (إمكانية) النزول أو الخروج في مثل هذا اليوم (الجمعة) على اعتبار أنها عطلة إسبوعية طبعاً..!
ولما رأيت الناس قد استيئسوا وظنوا أنهم قد ووجهوا بصخرة كبيرة من الممانعة والرفض، كان لزاماً عليَّ أن أتحرك..
اتصالٌ واحدٌ مني فقط للأستاذ/ إبراهيم الصرابي – مدير عام مشروع النظافة كان كفيلاً -للأمانة- بحسم الأمر لصالح المواطنين…
حيث وقد قام مشكوراً، وعلى الفور، بإعطاء توجيهات حازمة وصارمة لإدارة مكافحة الكلاب بالنزول الفوري، وبصورة استثنائية وعاجلة، لمعالجة الأمر ووضع نهاية لهذا الخطر القائم والذي بات يشكل تهديداً حقيقياً لأمن وسلامة المجتمع..
وهكذا هو عهدنا به دائماً..
وهكذا هم المسؤولون المخلصون والمستشعرون لمسؤولياتهم وواجباتهم في كل الأحوال والظروف..
فله مني ومن أبناء حارتي بير نهشل وبير بشير بشارع الدفاع أسمى آيات الشكر والإمتنان والعرفان لتجاوبه السريع هذا في وقت يفترض أنه كان في إجازة قانونية مستحقة لا تجبره على ذلك..
عموماً،
لم تمضِ، في الحقيقة، على مكالمتي تلك سوى حوالي الربع ساعة فقط إلا وكان فريق مكافحة الكلاب قد نزل وأنجز مهمته وأنهى عمله بالقضاء على (ليالي) وأخذها إلى حيث يفترض أن تكون خاتمتها ونهايتها الأبدية..
هنا تنفس صديقي محمد عبدربه أحمد المصري (الأسد) وتنفس الناس الصعداء..
وهنا أيضاً استطاع أبناء شارع الدفاع بتوحدهم وتظافر جهودهم أن يطووا وللأبد صفحة خطرٍ داهمٍ وعدوانٍ قائمٍ ظل يهدد حياتهم وحياة أطفالهم ونساءهم لسنواتٍ عديدة..
ولكم الآن أن تتخيلوا..
ماذا لو أن الشعب اليمني يتوحد كاملاً وتتظافر كل جهوده لمواجهة ودحر هذا العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم كما توحد وتظافرت جهود أبناء حارتي بير بشير وبير نهشل..
برأيكم،
ماذا سيحدث؟!
وكم سيكلفنا من الوقت لإنجاز وإتمام هذه المهمة؟
أجزم أن الأمر لن يتجاوز أياماً معدودات فقط حتى يرى العالم كله هذا العدوان الغاشم وقد أصبح مصيره وخاتمته كمصير وخاتمة (ليالي).
أعدكم بذلك..
#معركة_القواصم