عندما يطلبون منك أن تصمت!
إب نيوز ١٨ محرم
عبدالملك سام
لا غرابة إذا أقفلت شركات أمريكية منصاتها في وجه الإعلام اليمني، فهذا الأمر دليل على ما قلناه سابقا عن حقيقة “الحرية” الأمريكية وديموقراطيتها! أما السبب الرئيس فهو أن هذه القنوات التي نشرت الحقيقة بإمكانات بسيطة ومتواضعة قد تسببت بخسائر كبيرة للإعلام المأجور الذي كلفهم ملايين براميل النفط في محاولة كسر عزيمة اليمنيين تمهيدا لإحتلالهم، ولكن مشهد واحد مما نشرته قنواتنا الوطنية كان يمحو آثار عشرات الساعات من الكذب والأباطيل التي كان تنشرها الألة الإعلامية الفاشلة لدول العدوان.
ولأن أخر علاج هو الكي، فقد كان من الطبيعي أن يقوم الشواذ بإغلاق قنواتنا الوطنية بعد أن فشلوا في مواجهتها، وبرأيي فإن هذا الحظر يعتبر وسام شرف على صدور وسائل إعلامنا، ونحن عندما نشاهد وسائل إعلام أخرى تتعارض سياستها مع السياسة الأمريكية، ولكنها رغم هذا ما تزال تعمل، فنحن ندرك بهذا أن وسائل إعلامنا قد تخطت هذه القنوات والصفحات، وأن تأثيرها قد وصل إلى حد لا يمكن أن تتحمله دول العدوان، وهذا مؤشر هام لما يمكننا أن نفعله مستقبلا.
مما يجب علينا عمله في المستقبل هو أن نولي أهتماما أكبر بالمنصات الأقل شعبية، فلا يجب أن نهمل المنصات الاخرى التي قد تكون رائجة في مناطق أخرى لأسباب فنية أو ثقافية أو سياسية، فمثلا، منصة (تيك توك) الصينية تحظى برواج كبير في الهند، وهذا يجعل من المفيد أن نسعى لترجمة رسائلنا الإعلامية على هذه المنصات وفق خريطة أنتشارها، وبهذا سيكون من المستحيل أن يخرسوا الصوت اليمني المقاوم الذي سبب لهم هذا الأنزعاج الكبير، وكانت إحدى تأثيراته أن كشف حقيقة ضعف الألة العسكرية الأمريكية.
من المفيد أيضا أن يتم استقطاب كل الأقلام والكوادر الإعلامية دون اقصاء، فقد تكون كلمة واحدة أبلغ من عدة مقالات، أو أن يكون تأثير صورة أبلغ من فيلم كامل، ومشاركة الجميع تضمن أنتشارا أوسع، وهذا الأمر يتم عبر التواصل مع كل جهة إعلامية قدر المستطاع، وحتى تلك التي تختلف مع توجهاتنا، فأحيانا قد تؤدي وسائل الإعلام تلك عملا مفيدا لنا لأسباب خاصة بها كما فعلت وسائل إعلام قطرية في فترة العداء مع النظام السعودي.
خطوة حظر وسائل الإعلام اليمنية الذي اتوقع أن يتصاعد مستقبلا، لا يجب أن يتسبب بأي إحباط لنا، كما أنه لا يجب أن يمر مرور الكرام.. هذه الخطوة الفاشلة دليل على مدى الأثر الذي تتسبب به وسائل إعلامنا في نفسية أعدائنا، ودليل على مدى وهنهم وخوفهم مما نقول وننشر، فلماذا سنتوقف أو نيأس وعدونا بات في هذا الوضع المزري؟!
أخيرا.. هي دعوة لحكومتنا، وخاصة وزارات الإعلام والخارجية والإتصالات وجهاز المخابرات، لتنسيق الجهود وتفعيل أدوات مواجهة وسائل الإعلام المضللة كما فعلت دول أخرى، فالأمر هام بدون شك ويستدعي تنسيقا على هذا المستوى، ولتحويل هذا التحدي إلى فرصة لزيادة عدد الهزائم التي مني بها المعتدون منذ سنوات، فقد اثبت إعلامنا الشريف خلال هذه السنوات أن تأثيره في قوة وتأثير قوتنا الصاروخية، وأنه إحدى ركائز النصر.. والله معنا.