أقل ما يمكنكم أن تقدموه لهم

 

إب نيوز ٢٢ محرم

عبدالملك سام

المواطن اليمني يستحق أن يقف المسؤولون أمامه بكل إحترام وتوقير كلما رأوه في أي مكان، بل وأن ينزل المسؤول من سيارته لكي ينحني له كما يفعل اليابانيون من باب الإحترام، وأن يجازى اليمني بالإهتمام والرعاية من قبل الحكومة على صبره وجلده وما قدمه في ظل الحصار، وتضحياته وتصديه للعدوان. أقل ما يمكن تقديمه للشعب هو العدل والإهتمام والتفاني في خدمته ومراقبة الله فيه ولأجله.

لو لم يكن لهذا المواطن سوى أنه يسمع كلام الوشاة والمخربين والطابور الخامس فلا يستجيب لتحريضهم، ويخرج بعدها بحماس مع كل نداء لتأديه واجبه في الدفاع عن بلده، والتوعية حفاظا على وحدة الصف.. لو لم يكن لهذا المواطن سوى أنه يعاني لتوفير لقمة العيش لعياله منذ الصباح حتى المساء، ومن أجل علاجهم وتعليمهم وتربيتهم بكد وتعب، ثم ينطلق بقوة مع أول نداء لتقديم ما يملك رفدا لبلده، وبتقديم نفسه وفلذات كبده دفاعا عن قضية بلده، بل ودفاعا عن قضايا أمته رغم ما يعانيه من أوضاع صعبة.

هذا ما يفعله الشعب الأصيل، ولو كان شعب آخر غير الشعب اليمني لكان أستسلم بعد أول عام من العدوان والحصار بهذا المستوى، ولكن هذا هو الشعب اليمني الذي أذهل كل من عرف مدى التأمر الذي يجري عليه. ولا أخفي أنه رغم أنني واحد من أبناء هذا الشعب، إلا أنني أحيانا أشعر بالدهشة والفخر وأنا أشاهد هذا الصمود الأسطوري في مواجهة هذا الهجوم الحاقد اللئيم، وأدرك أن رعاية الله تحيط بنا تمهيدا لدور عظيم لا يحمله سوى شعب عظيم كالشعب اليمني.

هناك من سقطوا خلال كل المراحل الصعبة التي مررنا بها ونحن نتصدى للعدوان والحصار الإجراميين، ومع كل ضربه تعرضنا لها تساقط الكثيرون كالخبث من بين صفوفنا، فسقط عملاء وفاسدون ومعقدون حاقدون، ليخرج شعبنا بعد كل ضربة أكثر صلابة ونقاء. في الوقت نفسه ظهر آخرون لينتهزوا الظروف الصعبة التي أعتبروها “فرصة” لإشباع أنانيتهم ونقصهم، وللأسف فالحكومة غضت الطرف عنهم فتكاثروا، بل أنها أحيانا تواطئت مع بعضهم فتجرأوا أكثر!

كل مسؤول في حكومتنا لم يعرف قدر هذا الشعب هو شخص لا يستحق أن يحظى بشرف خدمته، وكل فرد دفعته أنانيته أن يحتقر تضحيات هذا الشعب فنهب أو تعدى على حقوقه أو دلس عليه فلابد أن يحاسب هنا في الدنيا قبل الآخرة؛ فشعب كشعبنا يستحق من حكومته أن تكون طوع بنانه، وتحافظ عليه، وأن ترعى مصالحه، وأن تضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه أن يضر ويعتدي على حقوقه، خاصة وقائد الثورة قد نصح ووجه ودعم وتكلم وحذر وكرر وكرر وكرر، ولكن لا حياة لمن تنادي يا سيدي!

من يظن أن هذه الظروف التي نمر بها من حصار وعدوان تعتبر فرصة ليفسد أو يسرق مال الله ومال الشعب، ويصفي حساباته مع خصومه ومعارضيه، ويقدم مصالح أقرباءه ورهطه على مصلحة الشعب وتوجهه الواحد الموحد، فبرأيي أن هذا الشخص ليس سوى نغل خائن للأمانة والثقة التي منحت له دون أستحقاق، وهذا الطفيلي لا يستحق أن يكون جزءا من حكومة المفترض أنها حريصة على مصلحة الناس، بل لا يستحق أن يكون جزءا من هذا الشعب.

أعتقد أن الآوان قد حان لتصحيح ما أفسده البعض من المسؤولين بسبب قلة خبرتهم وسوء إدارتهم، فمن خلال جهاز رقابي جديد ((تماما)) سيمكننا أن نعرف أين أخطأنا وكيف يجب أن نفعل للخروج من دائرة التخبطات وفوضى التعيينات الفاشلة التي أقحمتنا فيه الحكومة الحالية، فلا عيب في الخطأ بل العيب في الإصرار على الخطأ، ولا عيب في التغيير بل العيب في الإصرار والمكابرة على الفشل والفاشلين، وبرأيي أن هذا الأمر أقل ما يجب أن يقدم لهذا الشعب العظيم الصابر الصامد، والله من وراء القصد.

You might also like