«الإمام زيد» ثورة وعي و بصيرة وجهاد !
إب نيوز ٢ صفر
دينا الرميمة
ثمة مآلات خطيرة لخذلان الإمام الحسين عليه السلام ووئد ثورته التحررية التي أراد بها إصلاح واقع أمة جده التي أصبحت على حين غفلة وخنوع تحت حكم الطلقاء من بني أمية والمؤلفة قلوبهم يتبادلون الحكم فيما بينهم أرث لا شورى ومعه يورثون الحقد والكراهية للإسلام و المسلمين،
ستين سنة عاشتها الأمة تحت ظل الاسلام الأموي الذي الجم افواه الأمة و علماء السؤ الذين بدورهم علموا تدجين الأمة بعقائد باطلة وثقافات مغلوطة جعلت من الدين مجرد طقوس تدخل فاعلها الجنة،
عقائد تصف مايقع على الأمة من الجور والظلم بالقضاء والقدر ، وتجعل من الكثرة سببا للخنوع عبر ثقافة الإرجاف بهدف تثبيط الأمة عن الجهاد و فصلها عن أعلام الهدى من آل لبيت الذين قال عنهم النبي الكريم «آل بيتي أمان لأمتي»
فاثرت الأمة طاعة اللئام وتركت آل البيت لقلة عددهم واستنادا لأحاديث تحرم الخروج على الحاكم الظالم وان كان لايهتدي بهدى ولا يستن بسنة!
إلى أن جاء الإمام زيد عليه السلام وهو زيد بن الإمام زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام، والذي صادف عهد الخليفة هشام بن عبدالملك سادس خلفاء بني أمية وكان كمن سبقه من خلفاء بني أمية فسقا وفجورا وليس له من الإسلام الا أسمه فلا ولاء ولا انتماء للأمة انما كان مستشاريه وجلسائه من اليهود الذين يسبون النبي وآل بيته في مجلسه دون أن يحرك ساكنا وكان يتوعد بالقتل كل من يحاول أن يأمره بتقوى الله حتى وصل به المقام لإحراق القرآن الكريم دون مراعاة لقداسته وحرمة ذلك الفعل اضف الى الجور والظلم الذي سلطه على الناس الذين كالعادة جبنوا عن الدفاع عن انفسهم ودينهم،
من هنا بدأ الأمام زيد بدراسة وضع الأمة من خلال آيات القرآن الكريم الذي عكف عليه ثلاثة عشر عاما وارتبط به ارتباطا وثيقا حتى لقب “بحليف القرآن” فخرج إلى ان الحاكم الظالم وعلماء السؤ والعقائد الباطلة هم من أودوا بالأمة لتلك الحالة المزرية التي تعيشها وحالة الذل والهوان،
ولانه كان كثير الشبه بجده الإمام علي علما و حكمة و فصاحة وبلاغة وشجاعة فقد اعلنها ثورة فكرية لإستنهاض الأمة و إنتشالها من تحت وطأة الظلم والضلال الجاثمين على صدرها، ثورة لاستنقاذ مبادئ وقيم الدين الإسلامي، ثورة شعاره فيها «والله مايدعني كتاب أن أسكت» و« من أحب الحياة عاش ذليلا»
اي انها ثورة استكمال لثورة جده الحسين في الطف،
ثورة ارتكزت على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
من خلال النصح والزجر للحاكم الظالم و ردع اقرانه اليهود المتطاولين على النبي الكريم
قائلا (والله ياهشام لن تجدني إلا حيث تكره)
ومن ثم توجه نحو علماء السؤ يبين لهم حجم ما اقترفوه في حق الأمة من تثبيط واخضاع للظالمين يأمرهم بتقوى الله
ويحيي فيهم و بالأمة الروحية
الإيمانية الجهادية والاستشعار للمسؤولية من جديد تحت شعار «البصيرة البصيرة ثم الجهاد»
بمعنى انها ثورة وعي وبصيرة أراد من خلالها استنهاض الأمة وعلمائها بأسلوب قرآني بليغ حتى قال عنه هشام بن عبدالملك خشية لا امتداحاً(رأيته حلو اللسان، شديد البيان، خليقاً بتمويه الكلام) ليحول بينه وبين الناس والعلماء الذين كان الإمام زيد يدعوهم بقوله (إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه
وإلى جهاد الظالمين، والدفع عن
المستضعفين وقسْم الفي بين أهله ورد المظالم، ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب) واستطاع بذلك ان يجمع حوله الكثير من الطوائف من أبناء الأمة
إلا ان بني أمية ادركوا خطورة هذه الثورة الفكرية وعملوا على قمعها قبل ان يتحرك الناس في ثورتهم، ومن ثم عملوا على عزل الإمام زيد الذي استطاع ان يجعل من منزله مزارا للناس حتى جعلهم أكثر التفافا حوله فبايعوه على السمع والطاعة،
ومن هنا قاموا بشن حرب دموية على الإمام زيد خذل فيها كما خذل جده الحسين حيث لم يكن معه إلا مايقارب المائتين رجل قاتلوا وقتلوا معه إلى ان استقبل الشهادة قائلا (الشهادة الشهادة الحمدلله الذي رزقنيها)
ومع أن سلاطين بني أميه ارادوا أماتة واخفاء ثورة الأمام زيد مع جسده الشريف الذي صلب و احرق وذري في الرياح إلا أن ايادي الثائرين الأحرار ومحبي آل بيت النبوة تلقفتها وجعلتها
منهجية ثورة للثائرين ثورة، نستلهم منها ان الوعي والبصيرة هما السلاح الأقوى في أي معركة قبل السلاح العسكري،
ثورة انتهجها اليمنيون الذين لآلف عام وهم يعايشون كربلائيات و يوالون وينصرون زيدا وعلما من اعلام بيت النبوة،
ثورة انتهجوها لصد كل الهجمة الشرسة على الإسلام ومقدساته وآياته المحكمات، ثورة بها رفضوا التطبيع و تغلبوا على كل ذلك التدجين الذي يراد به خداع الأمة تحت مسمى الحرية، ثورة جعلتهم يخرجون ثائرين لقرآنهم الذي يتعمد اعدائهم احراقه تحت مسمى الديمقراطية، ثورة اسس لها الإمام زيد واحياها السيد القائد العلم بمحاضراته التوعوية التي تربطهم بالدين المحمدي الأصيل وتحفظ عليهم دينهم وتحصنهم من الحرب الناعمة و كانت لهم منارات ومتارس صدت الحرب العسكرية البشعة التي شنت عليهم