الأمريكي صديقي!
إب نيوز ٧ صفر
عبدالملك سام
لأمريكا 666 وجه مختلف، كيف لا وهي أكبر أمبراطورية إعلامية عبر التاريخ، ولكن لتبسيط الأمور سنتكلم عن الوجه الواضح الذي تجلى من خلال ما رأيناه بأم أعيننا من أحداث عايشناها وعرفنا نتائجها، لنعرف بعد ذلك كيف نتعامل معهم.. لكن قبل أن نبدأ يجب أن تعدوني بأن نتكلم بهدوء، ودون تسرع، لأننا سنفتح أحد أكثر المواضيع جدلا ألا وهو: لماذا لا نستطيع أن نكون أصدقاء مع الأمريكيين؟!
الصداقة علاقة مقدسة، ولذلك يقال على من يخل بمبادئها “خائن”، ولا يجب بحال من الأحوال أن تستفز أحد كلمة (صداقة) مع أي كان؛ فطالما نحن أصدقاء فهذا يعني أننا نعي معنى الصداقة، ونحافظ على مبادئها، وإلا فلا صداقة هنالك! فقد يتحول الصديق لأخ كلما توطدت هذه العلاقة من خلال المواقف التي تجمع الأصدقاء، ومستوى التفاني والإيثار والتضحية التي يبديها الأصدقاء لبعضهم، حتى أنها قد تصل إلى درجة: “رب أخ لك لم تلده أمك”.
هل هناك ما يمنع أن يكون لي صديق “أمريكي”؟! بالطبع لا؛ فنحن لا نكره الأمريكيين لأنهم أمريكيون، والله جعلنا شعوبا وقبائل لنتعارف ونتآلف فيما بيننا، والعقل لا يقبل أن نعادي الآخرين جميعا، بشرط أن يحترمنا، وألا يأتينا غازيا أو طامعا فيما ليس له.. والذين يكرهون الأمريكيين فذلك بسبب سياسات النظام الذي يحكمهم، وبسبب الأمريكيين الذين يدافعون عن هذا النظام الذي أجرم بحق الكثير من الشعوب، ولا أظن أني أبالغ لو قلت أن معظم مشاكل العالم اليوم تأتي من العقيدة التي تحكم سياسات أمريكا اليوم، إبتداء من العنصرية والأطماع التي تبرر لساستها نهب ثروات الأمم الأخرى، ولا تنتهي عند النظرة التي يرون من خلالها للبشرية برمتها!
لقد قلنا في بداية حديثنا أن أمريكا تعتبر أكبر أمبراطورية إعلامية عبر التاريخ، وهذا الأمر يفسر لماذا يستغرب المواطن الأمريكي من مستوى الكراهية التي يلقاها أينما حل؛ فالتضليل الذي تديره الماكينة الأعلامية الجبارة التي يمتلكها النظام الأمريكي قد أستطاعت أن تضلل الجميع، بما فيهم المواطن الأمريكي نفسه! وفي العصر الحديث هناك شواهد كثيرة منها على سبيل المثال مدى الجهل المستشري بين الناس في زمن كان يقال عنه أنه زمن ثورة المعلومات، والذي تحول إلى زمن أنتشرت فيه الفوضى المعلوماتية إلى حد مخيف؛ فأصبح الخبر الواحد يصلنا بعدة أوجه جعلت من العسير معرفة مدى مصداقيته أو زيفه!
من يقلل من خطورة الموضوع عليه أن يشاهد مدى الجدل الدائر حول أي حدث يدور اليوم، فالعراق أحتل بكذبة، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر لم يكشف غموضها حتى اليوم بسبب الكذب المستمر، وما يجري في السودان وليبيا وسوريا محاط بالتضليل، وأنقلاب باكستان وفوضى أفغانستان غير منطقية، والحرب الأوكرانية الروسية غير مبررة وليست في مصلحة البلدين، والعداء بين الكوريتين مفتعل، وحتى سيطرة الدولار على الأقتصاد العالمي وهو بدون غطاء أمر يثير الدهشة.. وقس على ذلك أي حدث حول العالم!
الصداقة لا تقوم على الكذب أبدا، وعلى المستوى الشخصي فأي واحد منا لا يمكن أن يقبل بصداقة شخص يكذب دائما، بل ويحاول بإسم هذه الصداقة أن يتدخل في شؤون بيتك، ويسعى لنهب مالك، ثم يأتي ببلاطجته ليفرض عليك ما يريد! الصداقة تقوم أيضا على الإحترام، ولطالما حذرك أبواك من الصداقة مع من لا يحترمك، فهو ليس بصديق.. الا يدفعنا هذا للضحك كلما سمعنا بعض قنوات الإعلام وهي تتحدث عن أواصر الصداقة مع الأمريكيين؟!
كل من وضع يده في يد الامريكيين فقد يديه ورأسه، وكل من حاباهم وجد نفسه بعد فترة وقد خدعوه وسرقوه ومن ثم تخلصوا منه! ولكل قاعدة إستثناء ما عدا هذه القاعدة، فالنظام الأمريكي أشبه بالشيطان الذي لا عزيز لديه، ولم يسلم من هذا النظام أحد حتى من ظنوا أنهم يقودونه، وبالعودة للتاريخ ستجد رؤساء وزعماء وتجار وعلماء فعلوا المستحيل لأجل بقاء هذا النظام، ثم كانت نهايتهم على يديه، والأمثلة كثيرة.. وما يزال الخداع مستمرا، والمآسي مستمرة، والكذب مستمر!
الآن.. أخي وأبن بلدي، ويا من ترى أنه بإمكانك أن تكون صديق للأمريكيين، أثناء حديثنا القصير هذا هناك أمريكيون كثر يتوافدون على بلدك، ولكن اخشى أنهم لا يحملون تجاهك ذات المشاعر النبيلة التي تحملها أنت تجاههم! هم عندما جمعوا المعلومات عنك وعن بلدك وجندوا العملاء لم يفعلوا ذلك لكي يكسبوا صداقتك؛ بل لكي يأخذوا ثرواتك التي يعتبرونها حق لهم، وليقتلوا اخوانك، ويستحيون نسائك، ويثيروا الأحقاد والحروب فيما بيننا ريثما ينفذون أهدافهم كما فعلوا في أماكن أخرى، وأهدافهم هذه للأسف ليس من بينها أن يكسبوا صداقتك! هم أعدوا أنفسهم جيدا للقائك، فهل أعددت نفسك ومن حولك لأستقبالهم؟!