“انـتـهـت لـعـبـة ضـيـاع الـوقـت”

إب نيوز ٨ صفر

رحـاب الـقـحـم

لا نوايا تجاه رفع الحصار، ولا جدية أممية لتحقيق ذلك، وما يظهر من تصريحات إيجابية لا يرتبط بالواقع، ولا أمل في منظمة تعتاش على الحروب، ولا ثقة في عدو يخلط السم بالعسل، وما لم يلمس اليمنيون أثراً لرفع المعاناة، فالحديث عن السلام لا يتجاوز لعبة إضاعة الوقت، وهي لعبة خطرة في النهاية، وإن بدا لطرف العدوان أنه قد أدمن عليها، وعليه استيعاب ما ظهر وما بطن من رسائل السيد القائد، فدماء اليمنيين ومعاناتهم ستبقى خارج قاموس المساومة، وستظل جرحاً غائراً على مدى الأجيال.

وصول الوفد العماني والوفد الوطني المفاوض في العاصمة صنعاء ، محاولة ربما اخيرة لإحياء العملية التفاوضية ، لكنها تنتظر خطوات ايجابية وتنفيذية وليس فقط اجواء ايجابية ، ومن يعرقل هذا المسار معروف بالضرورة فواشنطن تقول لا حلول تبدأ من رفع الحصار وتسليم رواتب الموظفين من العائدات الوطنية النفطية والغازية ، ووصفتها سابقا بأنها مطالب تعجيزية ، لكنها بالنسبة لليمن استحقاق وطني سيادي لا تناول ولا تفاوض عليه.

تتوقف المعركة حيث ينبغي ان يرفع الحصار أو تعود الحرب وتنتهي حالة خفض التصعيد ، ومثلما انتصرت اليمن حين أوقفت الغزو واجهضت مشروع الاحتلال لكل اليمن ومشروع كسر الإرادة الوطنية الثورية ، يستعد اليمنيون اليوم لإستكمال الملحمة البطولية الجهادية الوطنية لكسر الحصار المفروض واستعادة الثروة السيادية وطرد القوات الإحتلالية ومعركة من هذا النوع السيادي منتصرة حتماً.

استراتيجة المساومات وإضاعة الوقت لاطالة امد المعاناة جراء التضييق والحصار التي تعتمدها دول تحالف العدوان مكشوفة ومراقبة وإن كانت دول العدوان تحاول الاستفادة من النفس الطويل في السلام مع منع العدو من الحصول على مكاسب أو الطموح بالحصول على تنازلات ، والأمر مجرب وتكرر واشنطن ترديده بعد ان تيقنت أنه لا مساومات ولا تنازلات في الملفات السيادية ، حين يقول مبعوث البيت الابيض ان تسليم المرتبات تعجيزي ، ثم تعود المشاورات لبحث هذه الملفات في صنعاء لأن المعركة سيادية وإسترداد عائدات النفط والغاز لدفع رواتب الموظفين سيادي واساسي ومركزي وهو استحقاق لا مفاوضات بشأنه لكنه يأتي ضمن المحاولات الوطنية لتفكيك الحصار ، اما البديل فهو وخيم دون ان نكرر الوعيد والتهديد وإنما من باب الإشارة والتذكير..

لا مساس لا مساومات على الإستحقاقات الوطنية والسيادية ، كانت هذه ولا تزال معركتنا مع العدو الخارجي المعتدي ، كانت ولا تزال معركة هوية واستقلال وكرامة استنهضت كل أبناء شعبنا ولن تتحول إلى اقل من ذلك مع الإدراك إن المحطة الحالية وكسر الحصار تتطلب تصلباً وصموداً ونفساً طويلاً دون ان يجد التحالف منفذاً للهروب من الإقرار بأن اليمن دولة لا تعطي السيادة مقابل أي شيء وهي ند يستند على أعمدة متينه بعد الله ، القائد والشعب وأبطال القوات المسلحة.

بعد نقاشات إستمرت لأيام، غادر الوفد العماني الوسيط، ترتيباً لجولة مفاوضات قادمة، تسعى صنعاء لأن تكون حاسمة في وضع حد للمعاناة، وتحذر من إستمرار المراوغة، فتلك لعبة قد تعود على العدو بنتائج مغايره، ولا قبول في إستمرار الوضع الراهن، ولا مناص من النزول عن الشجرة، ومن يرفض النزول حتماً سيسقط، والسقوط على جحيم، ولن يكون على أرض مستوية، ولن تُكسر رؤوس المعتدين فحسب، بل ستُحرق البقرة الحلوب، وأي رهانات خارج المصلحة اليمنية، لن تدفع إلا باتجاه التصعيد، حينها لا جدوى من الصراخ والعويل.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_الدولي

You might also like