حزب كارهي اللون الأخضر!
إب نيوز ٢٢ صفر
عبدالملك سام
وعادت أيام المولد النبوي الشريف، وبدأ الجميع مبكرين هذا العام في الإعدادات لهذه المناسبة العظيمة على قلوبنا، وتم تعليق الزينة والأضواء وكلا يحاول أن يتميز عن الآخر في طريقة تعبيره عن فرحه بهذه المناسبة، ولسان حالهم يتلو: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (سورة يونس: الآية 58).. فهل هناك فضل ورحمة أعظم من خير خلق الله محمد (ص)؟!
يعود علينا أيضا حزب النكد السنوي، وهم جماعة من كارهي اللون الأخضر الذين يصيبهم بالغثيان، وأنت تعرفهم بسيماهم وتصرفاتهم في هذه الأيام، فتراهم أقرب ما يكونوا “للمتوحمات” اللواتي تصيبهن أعراض بداية الحمل، فوجوههم مصفرة، ويشعرون بالدوار كلما رأوا زينة المولد الخضراء، وبعضهم تشتد عليه الأعراض فيصاب بحالة تشبه الصرع، فيهذي وينتقد ويغمز ويلمز، ثم يعود إلى منزله ويغلق الباب على نفسه وقد أصابه الأحباط.. ثم أنه يخرج بطانيته الحمراء ويغطي وجهه وينام!
بالطبع هو يصحو صباحا وهو مفزوع ليتأكد من أن البطانية التي تغطيه ليس فيها رسم التفاحة الخضراء؛ فهو يعتبرها فأل سوء.. ومنذ أن يغسل وجهه بعد ليلة سوداء بسبب الكوابيس التي داهمته، ينهض صاحبنا على عجل وهو يتمتم بالكلمات التي سيرددها طوال يومه.. (من أين سيأتون بالمال الذي سينفقوه على الإحتفال بالمولد.. لو دفعوها للمساكين أمثالي.. نحن في حالة حرب ولا داعي للأحتفال بالمولد.. لماذا تصرون على الأحتفال.. الرسول ليس بحاجة لأحتفالكم.. الأحتفال بالمولد بدعة… الخ الخ الخ).. لقد حسم أمره ألا يسكت مهما كان الثمن!
بالطبع، أخونا هذا يفتخر أنه لم يدفع فلسا للأحتفال بالمولد، ولا هو مهتم بالمساكين أو بالشعب كله، ولا يعترف بأننا في حالة حرب، وهو يحتفل بجميع المناسبات ماعدا المولد لأنه بدعة برأي جماعته، فكلها مناسبات سعيدة فيماعدا المولد النبوي الذي يعتبره مناسبة للكره، ولذلك فقد قرر أن ينشر الكره طوال فترة الأحتفاء بالمولد، ويدعو الله أن يوفقه ليمنع أكبر عدد ممكن من الناس من الأحتفال والشعور بأهمية هذه المناسبة!
سألني أحدهم يوما عن سبب لون زينة المولد الخضراء؟ فلما أجبته أن لون عمامة الرسول (ص) كانت خضراء، لم يقتنع! وعندما قلت له أن لون قبة مسجد النبي (ص) خضراء، لم يقتنع! وعندما قلت له أن علم النفس يعتبر اللون الأخضر من أكثر الألوان راحة للنفس البشرية، لم يقتنع! وعندما حدثته أن الجنة خضراء، وملابس أهلها أيضا، لم يقتنع! فقلت له أنه لو كان لديه مشكلة مع اللون الاخضر فليحتفل معنا بأي لون يعجبه، ولو كان لا يعجبه لون الجنة الأخضر فهناك مكان آخر لونه أحمر يمكنه أن يذهب إليه، فسكت!
دعوا صديقنا المسكين هذا حتى يحسم أمره، وأعلموا أن أحتفالنا بالمولد النبوي الشريف هو في مصلحتنا نحن، والنبي (ص) هو خير خلق الله، بما فيهم من ملائكة وجن وما لا نعلمه من خلق الله سبحانه.. هي مناسبة لنعرف سيرته، ونعظمه، ونأتسي به، ولنسمو بذكره، ولنتقرب إلى الله بمحبته، ونعبر عن عظيم سرورنا بمن منّ الله علينا به ليهدينا ويخرجنا من الظلمات إلى النور، أفلا يستحق هذا أن نحتفل به؟! فأي شيء بعد ذكرى مولده تستحق أن يحتفى بها؟! وكل عام وأنتم بألف خير يا أحباب رسول الله وأنصاره.