أين هي إيران اليوم ؟
إب نيوز 23 أكتوبر
عبدالمنان السنبلي
بالنسبة لنا لم نكن يوماً نعوّل على إيران ولن نعول عليها إطلاقاً لأننا ببساطة شديدة نعول بعد الله سبحانه وتعالى على صمود شعبنا اليمني العظيم النابع من عدالة قضيتنا الرافضة للعدوان و كل أشكال الوصاية على شعبنا أيَّاً كانت أو كان مصدرها .
لكن لماذا غابت اليوم إيران عن المشهد في الخطاب السياسي لدول العدوان ووسائل إعلامه الأفّاكة خاصةً وقد كانت إيران أحد أهم أسبابهم الكاذبة لشن عدوانهم الغاشم على اليمن ؟!
قلنا لهم منذ البداية إذا كنتم تريدون إيران، فإيران ليست بعيدة عنكم، إنها على بعد مرمى حجر منكم و بإمكانكم تصفية حساباتكم معها مباشرة ً و بعيداً عنا، لكنهم على ما يبدو أجبن و أصغر من أن يواجهوها أو أن يناقشوا معها حتى قضية جزرهم المحتلة .
إلا أنهم في نفس الوقت و مع ذلك للأسف الشديد قد ظلوا يجعلون منها شماعةً زائفةً الغرض منها ليس سوى محاولة إضفاء صبغة آيدولوجية طائفية لتحركاتهم و تصرفاتهم المشبوهة و التي في حقيقتها تطعن الأمة من الخلف و من حيث لا تعلم في إطار تحالفٍ مشبوهٍ أيضاً مع قوى الإستكبار العالمي – أمريكا و من يدور في أفلاكها .
و اليوم و بعد أن وقعت إيران إتفاقها النووي مع الغرب و الذي يمكن أن يُشكل قاعدةً لإنهاء حالة العداء و القطيعة المزمنة بينهما بصورة قائمة على الندية و التكافؤ، فقد وجدت السعودية ودول الخليج أنفسها وحيدةً في مسرح المواجهة مع إيران و الذي أُنشئ أصلا ًخصيصاًً بقرارٍ أمريكي بُعيد الثورة الإسلامية في إيران و إعلان حالة العداء والمواجهة بينهما و الذي لم يكن الخليجيون فيه سوى أدواتٍ من أدوات المواجهة، لهذا فأنه على ما يبدو أن الخليجيين قد بدأوا بالتفكير في إعادة النظر في علاقتهم مع إيران مستهلين ذلك بما نشهده اليوم من حالةٍ من التهدئة السياسية و الإعلامية كمقدمة ربما لحالة التصالح الحذر، فلم تُعد إيران في إعلامهم تحتل العنوان الأبرز الذي يتم مهاجمته و إلصاق كل مصائب العالم به، و لم تعد كذلك تُذكر أنها السبب الأساسي و المباشر وراء شن عدوانهم على اليمن كما أننا بدأنا نلاحظ بعض المغازلات السياسية لها في بعض تصريحات المسئولين الخليجيين كقول وزير خارجية السعودية أن أيران ليست عدوا لهم و غيرها من التصريحات في هذا الصدد .
من هنا يتضح للمتابع المنصف مدى التخبط الواضح الذي تعيشه دول الخليج و أن لا إستراتيجية واضحة لسياساتهم الأمر الذي يؤكد فقدانهم للمبررات الأخلاقية والقانونية في عدوانهم الغاشم على اليمن أو في تدخلاتهم السافرة في شئون بعض البلدان في أكثر من مكان و أن أيران لم تكن بالنسبة لهم سوى عدواً وهمياً و بعبعاً خرافياً إصطنعته لهم دول الإستكبار العالمي .