معهد واشنطن يوصي بتفعيل “نصيحة” ابن سعود: “لا تدعوا اليمن يتحد أبداً” !
إب نيوز 25 أكتوبر
يرسم تقرير نشره معهد واشنطن، خطوط تحرك الاستراتيجية الأمريكية في اليمن بالترافق مع الحليف السعودي، مشدداً على ضرورة التعاطي مع مستقبل من “يمنين” أو يمن من دولتين كخارطة خروج من الأزمة الحالية، وتوزيع المكاسب الاستراتيجية على السعوديين شمالاً، والإماراتيين جنوباً، في اليمن.
وفي السياق، يرى التقرير أنه “لطالما كان جنون العظمة أساس صنع السياسات السعودية بشأن اليمن. فقد كانت المملكة تعاني من جنون الشك إزاء اليمنيين أنفسهم.. والآن، ترتاب من الحوثيين الذين تزعم أنهم مدعومون من الإيرانيين”.
يورد التقرير الذي كتبه سايمون هنرسون: “هناك فوارق حاسمة بين مصالح السعودية والولايات المتحدة في اليمن”، ففي حين يهيمن على تفكير الرياض دعم إيران الحوثيين شمالاً، يتركز قلق واشنطن على الجنوب.
“يجب أن تكون استراتيجية الولايات المتحدة للحفاظ على وقف إطلاق النار قائمة على التوسط للوصول إلى اتفاق لتقاسم السلطة في الشمال”. أما الجنوب، فإن سيطرة الإماراتيين واستراتيجيتهم هناك سوف تتكفل بالمهمة، ويجب دعم التوجهات في البلاد على هذا الأساس.
من واشنطن ــ “الإبادة الجماعية” للمعزين في اليمن وصواريخ البحر الأحمر؟
يتساءل سايمون هندرسون، وهو زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد: “لماذا يجب على الأمريكيين أن يهتموا باليمن؟”.
قبل أن يجيب، لأن الحرب في اليمن تتعلق “بحليف وثيق للأميركيين، ولكنه في كثير من الأحيان يكون محرجاً” ويقصد المملكة العربية السعودية. مضيفاً: “إلى جانب تلك الحرب الضروس، هناك حرب أخرى بدأت بها الولايات المتحدة، وليس لديها نية لإنهائها في أي وقت قريب”، في إشارة إلى ما تسمى الحرب الأمريكية على الإرهاب.
وعند السؤال: “كيف تضمن الولايات المتحدة عدم تداخل الحرب الأولى، أي التي اختارتها المملكة العربية السعودية، مع الثانية؟”، يقترح هندرسون/ معهد واشنطن: “قد تكون الإجابة هي اتباع النصيحة التي أسداها الملك عبدالعزيز، المعروف بابن سعود، عندما كان على فراش الموت عام 1953، ويُفترض أنه قال: “لا تدعوا اليمن يتحد أبداً”. اليمن هي المشكلة التي ربما لن يتم حلها إلا بعد تفكيكها”.
عطفاً على ذلك يمضي التقرير: “يسيطر هادي، وهو رجل واشنطن والسعودية، من الناحية الفنية، على غالبية أراضي اليمن. ومما يؤسف له أن تلك الأرض هي الجزء الخالي من اليمن، وربما يبلغ عدد سكانها 3 ملايين فقط. أما تحالف الحوثي وصالح فيتحكم في مساحة أقل بكثير من الأرض، ولكنه يسيطر على الجزء الجبلي المحكم عسكرياً. بالإضافة إلى ذلك، هذه المنطقة هي موطن لأكثر من 20 مليون شخص، وهو الجزء الأكبر من سكان البلاد”.
ومن ذلك يخلص إلى التوصية المركزية: “وبالعودة إلى أُمنية ابن سعود على فراش موته؛ فيما يتعلق بتقسيم اليمن، لابد من أن يكون هناك منطق واضح لجميع الأطراف. فالجنوب يريد هذا التقسيم، وقد يفضّله هادي أيضاً. كما يُقال، إن السلطة الأجنبية المحلية الحاسمة في الجنوب، أي دولة الإمارات، تعتقد أن هذا هو الخيار الأفضل. وبسبب انشغال إيران بالتدخل في أماكن أخرى، قد لا تعارض طهران هذا التقسيم. وقد يعتمد الأمر على إمكانية إقناع المملكة العربية السعودية، وبشكل خاص وزير دفاعها وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحكمة الكلمات التي تفوّه بها جده على فراش موته”.