(انقلابيون) مع سبق الإصرار..
(انقلابيون) مع سبق الإصرار..
إب نيوز ٩ ربيع الأول
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
مع أن تاريخ العالم كله مليءٌ بالتمردات والإنقلابات..!
تاريخنا العربي كذلك.. !
مع أن تاريخنا اليمني المعاصر وحده، وعلى مدى السبعين أو الثمانين السنة الماضية تقريباً، حافلٌ أيضاً بالتمردات والإنقلابات والثورات..
إلا أنني، بصراحة، لم أر في حياتي تمرداً أو انقلاباً كهذا الذي أراه أمامي اليوم..
إنه تمردٌ وانقلابٌ من نوعٍ مختلفٍ جداً..
وليس كل التمردات أو الانقلابٍات، كما تعلمون، مذمومةً طبعاً أو غير محمودة..
أن تتمرد مثلاً على فكرة خاطئة أو تنقلب على ثقافة مغلوطة، فأنت كمن يشعل ثورة..
أن تعلي من قيمة واحدة من قيم الحق والعدل والسلام في عالمٍ يعج بالظلم والفساد،
فأنت كمن يقود ثورة..
أن تؤسس لمشروع قيميٍ وإخلاقي وتنويريٍ ونهضويٍ شامل في عالمٍ يعيش حالةً من التيه والضياع والشتات الفكري، فأنت في هذه الحالة كمن ينجز ثورة ويصنع المعجزة..
أليس هذا هو بالضبط ما يهندس له السيد القائد ويعكف على الوصول إليه من خلال هذا المشروع القرآني الرائد منذ سنوات؟
الإنقلاب على ثقافات وأفكار الدجل والتضليل والتزييف والإنحراف..
يعني، وباختصار، هذا الحراك الثوري والزخم الجماهيري الكبير والمستمر الذي نعيشه اليوم وكل يوم سواءً طوال فترة احتفالاتنا بذكرى مولد النور عليه وعلى آله الصلاة والسلام أو في مناسباتٍ عديدة أخرى لم يأتِ من فراغ..
نعم، لم يأتِ من فراغ..
وإنما جاء كحصيلةٍ طبيعية وثمرةٍ حقيقية لتحركٍ إيمانيٍ صادق وانقلابٍ فكري وتنويريٍ حقيقي قاده السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي في إطار مشروعٍ قرآنيٍ جامع يهدف إلى انتشال الأمة، كل الأمة، من براثن الضلالة والزيغ والإنحراف والذي عكفت على تكريسه وتجسيده في أوساطنا ثقافاتٌ مغلوطةٌ وأفكارٌ منحرفة ومسمومة لطالما حرفت الإسلام كثيراً عن مساره الصحيح والسليم على مدى أكثر من قرن من الزمان..
فهلا تقول أيها السيد القائد العبقري،
ماذا صنعت..؟
وأي وصفةٍ سحريةٍ وصفت حتى تحدث، في بضع سنين، كل هذا الفارق العظيم وهذا التحول الدراماتيكي العجيب صعوداً في مسار استعادة علاقة الإنسان المسلم بخالقه ونبيه ودينه ووطنه..
وفي أي زمن؟
في زمنٍ رماك العالم كله عن قوسٍ واحدة؟!
أما تقل.. ؟
كيف استطعت من أول وهلةٍ استنفار كل هذه الجموع والإبقاء عليها في حالة تأهبٍ دائمٍ وانقلاب مستمر…
انقلاب ضد كل من يحاول أو حتى يفكر بالإساءة أو التطاول على رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله..
انقلاب ضد كل المفاهيم والثقافات المغلوطة والآيديولوجيات المستوردة..
انقلاب ضد كل صور العمالة وأشكال الخيانة والإنبطاح والإنصياع للأجنبي..
انقلاب ضد كل مظاهر الإنحطاط والإنحلال الفكري والثقافي والقيمي والأخلاقي..
لا شك..
إنها عظمة المشروع.. يا سادة!
إنها عبقرية وحنكة هذا القائد الذي أجبر المنصفين من خصومه وأعداءه قبل أنصاره وأتباعه أن يقروا ويشهدوا له بذلك!
فأين من قللوا من أهمية هذا المشروع وسعوا إلى إجهاضه ووأده في المهد من هذا الثبات وهذه القدرة على التوسع والإنتشار؟!
أين هم من احتفالاتنا هذه بذكرى مولد الرحمة المهداة والنعمة المزداة عليه وعلى آله الصلاة والتسليم وقد بدأت تأخذ لها اليوم بعداً وطابعاً استراتيجياً إقليمياً ودولياً وكذلك زخماً شعبياً واسعاً وكبيراً تخطى الحواجز والحدود.. ولا يمكن أن يحسب إلا لصالح الأمة؟!
أين هم من هذه الجموع المباركة التي نراها كل يوم تحتفي بذكرى مولد سيد الأولين والآخرين وقد تحولوا جميعاً إلى مشاريع انقلابية وثائرة كبرى ضد كل مشاريع الهيمنة الصهيونية والأمريكية وضد كل من تسول له نفسه المساس أو العبث بمسلمات وثوابت الأمة العقائدية والفكرية؟!
أين هم.. ؟
تواروا جميعاً بعد سنواتٍ وسنواتٍ من النهيق والنعيق، فلم نعد نحس منهم من أحد أو نسمع لهم ركزا..!
#معركة_القواصم