المقال الذي منعه السيد!
إب نيوز ١٢ ربيع الأول
عبدالملك سام
كنت بدأت أكتب مقالا عن التغييرات الجذرية التي أعلن عنها السيد القائد، وبصدق كنت مزمعا على قول كل ما يجيش بصدري من مشاعر تصدع لها القلب منذ الإعلان.. كنت أنظر لحروفي بشيء من الإعجاب بنفسي، حين أتت زوجتي بالمذياع قبل الكلمة، فقررت أن أرجئ نشر المقال إلى ما بعد الخطاب..
عندما استمعت للخطاب أدركت مدى الرعونة والجهل الذي نتعامل به مع شخص القائد حفظه الله؛ فالرجل يحمل هموما ما تنأى عن حمله الجبال الرواسي، وهو – أعانه الله علينا أولا – لا يدخر لنفسه وقتا ليهدأ، كيف لا ونحن في كثير من الأحيان نشعر بالعجز في إدارة شئون أسرنا وهمومها، فكيف بشخص يحمل هموم أمة بأكملها؟!
فليغفر لنا الله هذا الجهل الذي نتعامل به مع هذا القائد المؤمن المخلص، فأحيانا تعترينا مشاعر الغرور ونحن نتصرف وكأننا نوابغ وإحدى فلتات العصر، ونتمادى ونحن نحاول تقمص دور الناصح العالم ببواطن الأمور كلها، في حين أن خبرتنا لا تتعدى إدارة بيت واحد من ملايين البيوت في بلدنا، وهمومنا لا تتعدى دور رب بيت واحد فقط، في حين هناك من يحمل همومنا كلنا دون أن نشعر بشيء من تأنيب الضمير!
نحن بحاجة أن نسمو لكي نستحق هذا الأهتمام الذي نحظى به، وأن نفهم أن دورنا أن نعين هذا الرجل المؤمن بأن نفهم تلك التوجيهات التي يبذلها من قلب حريص علينا وعلى مصالحنا، وألا نضيف إلى أعباءه عبئ تنظيم الفوضى التي نتسبب بها عندما لا ندرك ماذا يجب أن نفعل..
غدا سنحتفي بالمولد النبوي الشريف، وأرجو أن نكون حريصين على هذه المناسبة بما يليق بصاحبها (ص)، وأن نصغي لخطاب الغد بحرص، وأن نعد أنفسنا لأن نكون عند مستوى حرص القائد علينا كما يجب، وعندما نقول: “فوضناك”، فنحن نعلم ماذا يعني ذلك.. فلبيك يا رسول الله، ولبيك يا حفيد رسول الله، ولا نامت أعين الجبناء.