كاتب مصري يكتب عن : لبيك يا رسول الله .. عبدالملك والذين معه ..

إب نيوز ١٣ ربيع الأول

لم يكن مطلوباً أكثر من أن يطلق قائدهم صرخته، لبيك يا رسول الله . إذن فلتخرج الملايين إلى الشوارع والميادين في ذكرى المولد النبوي الشريف .
إنها صنعاء أنصار الله، وهي اليمن 21سبتمبر، إنهم أبطال إخراج الإخوان من المشهد، وهم فدائيو عبد الملك الذين ما زالوا لم يتقاضوا رواتبهم منذ 7سنوات، وهناك من عمي قلبه وبصيرته يفاوضهم عليها وآخرون مرتزقة وعملاء يهددونهم بها .
تصور فقط أنك مدرس أو موظف منضبط وملتزم بالذهاب يومياً إلى عملك وتحاسب إن أخطأت ومع ذلك لا تتقاضى أجراً . ما كل هذا الظلم !
تخيل أن بلادك تمتلك مصادر دخل كالبترول والمعادن وأجود المنتجات الزراعية وموانئ تجارية ضخمة وغير ذلك من فضل الله على يمن السعد والتاريخ البعيد ، وتحرم من كل هذا بل تعيش على مساعدات الأمم الكافرة .
تصور أن تكون فريسة لأبشع أنواع الأسلحة وأكثرها تقدماً على وجه الأرض وتُقتل وتُجرح وتتشرد ويُطلق عليك لفظ نازح في بلدك بينما كنت أنت ابن الأكرمين .
هنا اليمن دولة اللامعقول، هنا صنعاء معنى الصمود، هنا عواصم كل المحافظات حواضر المولد النبوي الشريف .
هنا الأنصار حقاً الذين يمدون أيدهم لكل إخوانهم العرب والمسلمين، أن نحن في خدمة قضايا شعوبنا في مواجهة أمريكا وإسرائيل وكل صبيانهم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً .
هنا عبدالملك الحوثي والذين معه جزيرة العرب وما حولها، هنا أصحاب المبدأ الواضح واليقين الظاهر، ليس لديهم ما يخفونه، ولم يجرب عليهم كذباً أو لفاً ودوراناً .
بصرخة الزعيم الشاب خرج الملايين ليطفئوا نار غضبهم من إخوة لهم قتلوهم وآخرين خرسوا عن كلمة الحق أو على الأقل بذل مجهود أكبر لوقف عدوان جاهل أحمق صحراوي جاحد يكره التاريخ ويعادي الجغرافيا ويتمحك في ثقافات ليست ثقافته ويسرق تراثاً ليس ملكه ولا ملك أخيه وأمه وأبيه ولا صاحبته وبنيه . .. لن يكون هذا .
لبيك يا رسول الله
إنها صرخة هو صاحبها ليجمع الذين معه ويحوّلوا ليل صنعاء والمدن والقرى بكافة المحافظات إلى اللون الأخضر معلنين رغبتهم في الحياة ورفضهم للقتل .
إنه سيد الثورة التي وصفوها بالانقلاب، وهي فعلاً كذلك لأنها انقلبت على السفير الأمريكي الذى كان يحكم بلادهم عياناً بياناً . وعلى سفراء آخرين اشتغلوا بالنخاسة والتجارة في الرقيق وفي الآثار وفي كل المحرمات … الخ .
إنه الرجل الذي قال : بالعشر لا نبالي في بداية العدوان، والآن يقول وإن جنحوا للسلم فسوف نجنح لها، بعدما أحرق الذين معه دبابات الأبرامز الأمريكية بالولايات، واستولوا على عشر كتائب مدرعة في ليلة واحدة في معركة الجوف، ومعارك أخرى كثيرة كان النصر حليفه فيها .
إنه الرجل الذى صرخ وهو يعاني إن هذا الرأس، رأس عبدالملك بدر الدين الحوثي فداء لهذا البلد ولشعبه .
في مولد حبيبنا رسول الله تحصل صنعاء المحاصرة على كأس البطولة المحمدية، وترفع عالياً همة اليمنيين والعرب والمسلمين، بل وهمة كل معاني الإنسانية، ما زال رسول الله بقوله وفعله وسنته وعترة آل بيته بيننا، وإن لم تنصروه فقد نصره الله .
هنيئاً لليمن عيداً سيسجله التاريخ باسمها كدولة، وهنيئاً لصنعاء يوماً سيسجله التاريخ عيداً لسكانها، وهنيئاً لجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض بمحمد وآله وصحبه

 

الكاتب والمحلل المصري

*إبراهيم سنجاب

You might also like