عاش الأحرار.. ولُعِنَ الأفَّاكون

إب نيوز ١٤ ربيع

 

د : أسماء الشهاري
بدأ العدوان على اليمن بكل وحشية غير مراعٍ لحرمة دماء ولا لأي قوانين دينيةٍ ولا إنسانيةٍ ولا أُممية. وكان المخطط كبيرًا جداً سُخرت لأجله إمكانيات عشرات كبريات الدول العسكرية والحربية والمادية.
لكننا بفضل الله  تجاوزنا مراحل صعبة جداً لم يكن يخطر ببالنا حينها أنها ستمُر؛ وذلك بسبب شدة الهجمة وقساوتها. فالطائرات الحربية والقصف الهيستيري والإجرامي لم يكن ليتوقف للحظة ولم يكن يستثني أي شيء ولم يكن ضمن قائمته حينها أن هناك حرمة لأي شيء على الإطلاق والكلام في ذلك يطول ومن عايش تلك الأيام يدرك جيداً ما أقول.
بفضل الله وبفضلهم وفضل تضحياتهم العظيمة التي لا يمكن أن يحيط بها وصف أو يكفي في حقها كلام ولو جفت في سبيل ذلك أقلام الأرض وجُعلت السماء بعرضها هي الصحف وعُلِّقت بطولاتهم فوق الغمام.
هؤلاء هم الذين بفضل تضحياتهم وحكمة القيادة أوقفنا الاعتداءات وصنعنا من المستحيل المعجزات وقد انطلقت أرواحهم وأشلائهم المبعثرة صواريخا ومدافعا وطائراتٍ ومدرعات.
وعندما انطلقوا مضحين بأنفسهم وباذلين قلوبهم ومهجهم وأرواحهم في سبيل بلدهم اليمن وأبناء شعبهم، لم يكونوا يفرقوا بين أحدٍ من أبناء جلدتهم.. كانوا يقولون للمتخلفين عنهم غير الملتحقين بركابهم؛  إن جبنتم فاقعدوا فنحن سندافع عن عرضنا وعرضكم وسنذود عن بلدنا وبلدكم ولن يشكل تقاعسكم عن تحمل المسؤولية -أو الآخرين منكم الذين دعموا العدوان بأشكال مختلفة أو شكلوا طابوراً خامساً- عائقاً بالنسبة لنا.. فقد بعنا وقد اشترى الله. هكذا كانوا من يعلمون جيداً أن ثمن التقاعس أو التفريط في هذه المرحلة سيكون باهظاً ومكلفاً للغاية.
إذن فمن الذي افتدى اليمن ورفع راية كل اليمنيين.!
ثم يأتي بعد ذلك كله حفنة من المُخلفين والمتخاذلين والأفّاكين الذين جبنوا و وهنوا وتقاعسوا ولم يبذلوا في سبيل اليمن شيئاً يذكر عندما كانت في أمس الحاجة إليهم.. يأتون ليتباكوا على الراية التي لم يكلفوا أنفسهم لعمل شيء كي تظل مرفوعة وحتى ترتفع وتعلو ويعلو ذكرها وذكراها.
يأتون وبكل حمق وسخف وفسوق ليتهموا الأحرار والشرفاء بمخططات عدوانية مكشوفة ومسرحيات هزليةٍ خبيثة تعبر عن نفسياتهم الدنيئة والمنحطة هم ومشغليهم بأن من سكب أنهاراً من الدماء وقدم الجماجم والأشلاء في سبيل رفعتها في أصعب المواقف وأحلك الظروف-هو نفسه- من يقوم بنزعها؛ وأن من قدموا أغلى ما يملكون لتظل مصانةً خفاقة-هم أنفسهم- من يعملون على إهانتها.!
أيا أنتم. أيها الجبناء والأفّاكون. تدّعون الإثم والكذب على أعظم وأشرف الرجال. لكن من سوء نواياكم ونفسياتكم النتنة لم توفقوا في اختيار التوقيت والزمن.. حيث تزامنت افتراءاتكم مع الوقت الذي يحتفل فيه الملايين من أهل الإيمان والحكمة في كل ربوع اليمن العظيم بمولد النور والرحمة المهداة. وفوق ذلك كله اخترتم ليلة المولد النبوي الشريف لتخرجوا بعد منتصف الليل في مسيرات يختلط فيها الرجال والنساء وتعلو أصوات الأغاني والرقصات والهتافات البعيدة تماماً عن عادات وتقاليد الشعب اليمني المؤمن العزيز.. ولأنهم يعرفون جيداً أخلاق الرجال الذين يعلمون كيف تعاملهم مع الأعداء عندما يقعون بأيديهم فكيف بأهل بلدهم؛ حتى وإن جاؤوا مقتحمين للساحة التي ستحتضن في اليوم التالي ملايين القلوب والأرواح المحبة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم المفتدية له بالأرواح والدماء. حضروا وهم يتسترون بالنساء للاعتداء على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الاحتفاء الأعظم والأكبر به على وجه الأرض، محاربين لله ورسوله.. غير آبهين لحرمة شيء!
فقاموا برمي الأحرار بالحجارة وسعوا بكل جهدهم لإثارة الفوضى ونشر الذعر حتى يصل ذلك للقلوب المحبة والأرواح التواقة العاشقة الولهة بحب نبيها فتثنيها عن الحضور.
أما يعلم أولئك أن عليهم الوضوء والتطهر قبل أن يذكروا الشرفاء العظماء الباذلين المضحين بأفواههم؛ لكنهم يتجرأون على الكذب والإثم وكيل الإفتراءات عليهم.
أولئك الذين لم ولن يقدموا في سبيل اليمن ورايته شيء. يحمونهم الرجال كما يحمون نساءهم ضمن مهامهم في الحماية لكل شيء يستحق أو لا يستحق طالما هم في حدود وطنهم المقدس. ويستمر اللا رجال بالطعن في ظهورهم.  فهذا ديدن الجبناء. وماذا بعد أن جاهروا بحربهم لسيد الخلق وإمام المرسلين، وماذا نتوقع وننتظر منهم!
لكنها تخيب آمالهم، وبأيدي المؤمنين تفشل مؤامراتهم، وينتهي كل كيدهم،
وينتصر  الأحرار والشرفاء دوماً بفضل الله وبحب نبيه العظيم.
والعاقبةُ للمتقين

You might also like