التغيير الجذري وشيخوخة المؤسسات
إب نيوز ١٦ ربيع الأول
……………….
هاشم علوي. ٢٠٢٣/١٠/١م
………………………………….
على وقع ثورة ال٢١من سبتمبر تصدرت المشهد مجموعة من الشباب الذين عصفت بهم الايام والليالي ووجدوا انفسهم يخوضون معركة جهادية عظيمة رسخت الايمان والسلوك القويم وصقلت المواهب والقدرات وعززت الكفاءات ودفعت بهم الى مرحلة هي الاعنف والاصعب على ثورة اقل ماتسمى بانها ثورة الشباب الذي تعلم على يد السيدحسين بدرالدين الحوثي رضي الله عنه وخاضوا غمار المعارك وتجاوزوا الصعاب بإيمانهم واخلاصهم ووفاؤهم.
ثورة دفعت باغلبهم الى سدة الحكم والى جبهات التصدي للعدوان ابلو بلاء حسنا وتحملوا مسؤولية حماية الثورة وحماية البلد والشعب قدموا التضحيات واستشهدمنهم الكثير وجرح الكثير سالت دماؤهم في كل ربوع اليمن وقدموا صفحات مشرقة في تاريخ الشعب اليمني الذي نألق بالالتفاف حول المسيرة وتصدر برجالاته المخلصين المشهد في التصدي للعدوان والدفاع عن الارض والعرض والمقدسات.
مرحلة مابعد شن العدوان التي عمرها تسع سنوات ومازالت مستمرة صمدت الجبهة الداخلية وتعززت الارادة بكسر العدوان والحصار والبناء والنهضة.
امتزجت الجهود الشابة بحكمة القائد وخبرة الكبار وذوي الشعر الابيض المسيسين والمختبرين حتى خارت قوى البعض منهم ووصل العطاءفيهم الى مرحلة التراجع وابقاء الحال كماهو عليه وكل مرحلة تحتاج الى دماء جديدة وكفاءات مستنيرة وشخصيات متحركة حسب الادوار والمهام والنخصصات.
اليوم وفي ضل استمرار العدوان والحصارواستهداف المؤسسات من الداخل كان لزاما الوصول الى مرحلة التغيير الجذري الذي يتطلع اليه الشعب اليمني التواق الى ان يرى شخصيات فاعلة تنبض قلوبهم بالوهج الثوري وافكارهم بالتفكير المستنير الذي ينوائم مع الهوية الايمانية والمسيرة القرأنية فلم يعد الشعب يستسيغ مشاهدت اولائك المعتقين على شاشات التلفزة منذ عقود وهم بشيخوختهم المتمسكة بالمراكز القيادية للسلطات يدون بها الى الشيخوخة فلا تتجدد ولا تتطور انما تشيخ مثلهم.
الكثير من المؤسسات شاخت لان من يتربع عليها قدشاخ ولم يعدقادرا على اداء مهامه على اكمل وجه في الوضع الطبيعي فمابالنا بعدوان وحصار ومؤامرات تستهدف الارض والانسان، والمسؤل الذي تتطلبه مرحلة التغيير الجذري ليس المسؤل الذي يحتاج الى اسعاف يومي او اسبوعي او شهري اوزيارة المستشفيات للفحوصات الدورية والروتينية طوال فترة ادائه لوظيفته ولاتحتاج مرحلة التغيير الجذري المسؤل المصاب بمرض السكر والضغط والقلب لان ادائه ينعكس على اداء المؤسسة التي يتربع على كرسيها فكلما لجأت اليه لابد ان تسئل مسبقا عن صحته ونسبة الكولوسترول وفحص السكر والضغط.
مثل هؤلاء يرهقون ميزانيات المؤسسات طبابة على حساب موازنات المؤسسات ويعيقون اي تطوير فكل فكرة تحالف رؤيتهم ترفع لهم الضغط وكل كلمة لاتساير تفكيرهم ترفع لهم السكر وماعليك الا سوى انتظار الساعة الطيبة تختارها كماتختار الساعة الطيبة لعقدالزواج.
لانريد مسؤل في ضل مرحلة التغيير الجذري يخرج بخاخ الربو في جيبه ولا انبولة الانسولين في حقيبته ولا كبسولات الضغط في درج مكتبه ولا قطرجفاف العين ونظارته السميكة في خزنته نريد لهم الصحة والعافية والشكر موصول لهم لماقدموه لشعبهم وليكونوا مرجع ومجلس الشورى يتسع للحكماء ونريد منهم افساح المجال للشباب والدماء الجديدة والايادي النظيفة والشخصيات التي تجتمع فيها الكفاءة والنزاهة والحركة والنشاط فلا يعقل ان يحيل رئيس نيابة قضية الى عضو مصاب بجلطة وطريح الفراش وهذه كارثة ان يبدى رأيا اويحكم وهو مرضان لانه لايحكم وهو عطشان او جوعان او غضبان فمابالنا بمرضان وجلطان والحمد لله الذي عافانا ممااتلى به غيرنا.
المرحلة تحتاج ارادة شعبية قوية تقف حائلا امام المتسلقين الذين يركبون الموجات وعندالشدائد تراهم على اسرة الاسعاف وطريحي الفراش اصابوا المؤسسات بشيخوخة لابد من اعادتها الى هيبتها وجلالها حتى يأمن المواطن عندذهابه الى المحكمة ان حقه مصان وان العدل ينير له الدرب وحتى يامن المواطن دخول قسم الشرطة والبحث الجنائي وغيرها بان الظلم مرفوع عنه لامحاله وان الظالم طريقه مسدود عندها ترهل المؤسسات لن يدوم مادامت العروق تسيري بها الدماء النقية الغيرملوثة بالفساد والامراض المزمنة.
والعاقبة للمتقين.
نعم للتغيير الجذري.
فوضناك ياقائدنا فوضناك.
اليمن ينتصر.
العدوان يحتضر.
الحصار ينكسر.
الله اكبر.. الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للاسلام