طوفان الأقصى يَجرِفُ إسرائيل”
“إب نيوز ٢٤ ربيع الأول
كتب /منتصر الجلي
8 أكتوبر2023م
لطالما وقف أبناء الأمة على أطلال القضية، وقف عليها الآباء والأجداد، توارثوها جيل عن جيل، في انتظار لحظة التحرير وشعلة النصر..،
مراحل مختلفة ظلت فيها القضية الفلسطينية تحت أدراج الطاولات السياسية، أو حبيسة مغالقها، وهناك المواطن الفلسطيني ينتظر أبناء جلدته من العرب، خلف الأسوار وفوق اسطح المنازل، ينظر للبحر الأبيض أو ماخلف الحدود، وكلما غابت الشمس صنع أملاً جديداً منعدمِ البأس، وهكذا مرت العقود من السنوات، والمحتل الإسرائيلي يزيد عبثاً في التدمير وتهجير الآهالي وهدم المنازل، وتوسع المستوطنات، واعتقال الشباب الفلسطيني، ومع ذلك بقيت الأصالة وروح المقاومة تكبر يوماً تلوا يوم في داخل الاطفال، فصاروا كباراً وكبرت معهم المسؤولية، عشقوا التحرر وما وهنوا أو ذلوا.
اعتقد الكيان الإسرائيلي أنه يعايش جيل ال45و48، غير مُدركٍ ما تصنعه الآمات من رجال سيجعلونه يندم على كل استباحة دم وهتك عرض وتدنيس الأرض.
طبعت الأنظمة، وتهاوت صحائفها للغدة السرطانية تنشد السلام، وتأمل العلاقة الحميمة مع العدو ا، عدا القليل الذين لزموا موقفا حرا وحملوا هم القضية وأبناء فلسطين.
إلى أن جاء يوم التحرر، فإذا الأرض تخرج أثقالها، والسماء تسقط رجالها، فاصبح العدو الصهيوني بين مآلات لا يعلم مالذي يدور ومن أين جاؤوا، فإذا هم رجال من سجِّيل بأس شديد وتضحية العاشقين للشهادة، تساقطت المستوطنات فإذا هم يهربون ويقتلون ويُؤسارون، فقط دخل الأبطال عليهم الباب وتجاوزا حصون وموانع، فكانت الطامة الكبرى على رأس الكيان الإسرائيلي، مشهد فقدته أجيال مضت وهي تنتظر متى ترى العربي يدوس اليهودي، ويأسره ويحرق مدرعاته، ليست أسطوره بل هو العون الإلهي والعزيمة الحقيقية في الإرادة والحرية.
على جانب آخر تهاوى ذباب التطبيع وسعت الأنظمة العربية على غير الطريقى، بين مندد وحزين، وبين من دس رأسه في التراب وكأن الأمر لا يعنيه.
درجة بأسة من ردة الفعل العربية لدى أنظمة بعض الدول، في ما رأى البعض الآخر انتصار عظيم ومرحلة تأسيسية، لمواجهة العدو وأن هزيمة الكيان المحتل ممكنة ووشيكة، خرحت الشعوب العربية مباركة للعملية الكبرى ” طوفان الأقصى” بداءً بصنعاء وانتهاء بغيرها من الشعوب الحرة.
مرحلة فصلت بين ماضٍ من المآسي والتعذيب والجرائم الإسرائيلية، وبين حاضرٍ تجلى فيه وجه الصباح وتحقق النصر وجاء المقاتلون يحملون الإرادة والثقة بالله سبحانه، فكان حقا عليه أن مكنهم ونصرهم.
طوفان الأقصى، معركة فتحت المقاومة أبواب جحيمها على الاحتلال، وهنا نستشف من ذلك دروس كثيرة أو لها للعدو: أن زمن الهزائم ذهب ولن يعود، وثانيها لأنظمة التطبيع: أن رجال المقاومة وأبناء فلسطين وأحرار الأمة لن يقبلوا بتلك المعادلة التي تفرضونها، وأن القضية الفلسطينية حية مستمرة، باقية مابقي أحرارها.
على واقع المجتمع الدولي، تخرج أمريكا مساندة لكيان الاحتلال وتخرج دول غربية أخرى كذلك، ونرى النكسة العربية الإسلامية الذين ينددون ويلومون المقاومة والأبطال عن هذا العمل البطولي، مفارقات لن تطوى من النسيان وخاصة الفلسطينيون الذين بذروا وزرعوا لذا اليوم حتى صار يوما فتيا من أيام الانتصارات الكبرى، فإذا كهولة العرب يأنفون الزرع ويشتمون النتيجة، شتمهم الله واخزى وجوههم.
فيما نرى قبلة الأبطال صنعاء المقدسة مُساندة ومؤيدة على مستوى الجانب الرسمي والشعبي، تتجلى في الموقف أهمية التحرر من الوصاية، وامتلاك سيادة القرار وهذا يرسم الحرية على وجوه أبناء شعبنا.
طوفان الأقصى، قصة من حكاية الصبر الطويل والأمل الكبير والانتصار المحتوم، قصة انتظرتها الشعوب عقود من الزمان وهاهي تشرق مع اكتوبر بوجهها المشرق، تصنع ابتسامة العودة، وسعادة الدنيا والآخر.