غضبة الطوفان
إب نيوز ٢٤ ربيع الأول
عبدالملك سام
يحدث أحيانا أن يأتي عليك موقف وتجد نفسك فيه وأنت عاجز عن الكلام بسبب طوفان المشاعر التي تجتاحك، ولكن اليوم ليس كأي يوم ولابد أن أتكلم، ولابد أن أثرثر، حتى لو تلعثمت أو قلت كلاما غير منتظم، فما يحدث في فلسطين عقد اللسان فرحا، وكنت أظن أني أبالغ حتى شاهدت الناس في الشارع وقد بدت الفرحة في ملامحهم، فعذرت نفسي.. بل أنه أذهلني أعداد من خرجوا في مسيرة التأييد العفوية والتي ضاقت بهم ساحة التجمع.
كلنا سعداء من أجل الشعب الفلسطيني الذي أعتدناه معتدى عليه مجرور بالحسرة، شعب يتحمل الظلم والتعسف والنفاق الدولي حتى بات يفرحنا لو أن فلسطينيا واحدا أستطاع أن يطعن أو يدهس إسرائيليا واحدا ثم يُقتل! حتى لو فر فسيبحثون عنه ويجدوه ويقتلوه، ثم يبحثون عن بيت أهله ويخربوه، ويعتقلوا نصف أسرته وجيرانه، ثم يحتفظون بإسم عائلته حتى يتسلى بقصفهم طيار ما إذا ما بدأ عدوان جديد لأي سبب، وما أكثر الأسباب التي يبرر بها الإسرائيليون أعتداءاتهم على الآخرين!
في هذا اليوم أكثر الناس رعبا ليسو بنو صهيون، ولا الأمريكيون أو الأوربيون.. لا، فأكثر الناس رعبا هم الصهاينة المستعربين بقايا بني قينقاع وبني النضير.. حاخامات محفل الشرق المتسترين بالتقوى ماضيا، والمفضوحين بدياثتهم حاضرا.. أما سبب رعبهم فلأنهم ظنوا “إسرائيل” إله لا يقهر، فسلموا لها مصيرهم ومفاتيح خزائنهم وعواصمهم، وراهنوا على ذلك دون أن يترددوا لحظة، فإذا بها أوهن من بيت العنكبوت!
كلنا يتذكر مواقفهم المخزية في حرب “تموز” عندما قارحوا على أن حزب الله مهزوم، ثم صدموا وخابت آمالهم عندما أعلن الكيان الدخيل هزيمته! وهاهم اليوم لا يجدون ما يقولون سوى أن يتباكوا على حائط خيبتهم مجددا، ويستغيثون بيعوق ونسرا، ويرسلون الدعم سرا وجهرا لمن ظنوها مولاتهم حتى تصمد فقد ربطوا مصائرهم بمصيرها، وهزيمتها تعني فناءهم.. ولا عزاء للخونة.
هذا الكيان اللعين جماعة مسوخ وأباليس لا يرون سوى انفسهم بشرا، بينما “الآخرون” ليسو سوى كائنات (غوليم) لا يستحقون العيش! ومعركة اليوم حتى لو لم تحسم بتحرير أرض عانت من جورهم لأكثر من قرن، إلا أنها صفعة مدوية في وجوه أعداء الإنسانية هؤلاء الذين لا يفهمون سوى لغة القوة، وغضبة ستظل آثارها تزلزل كيانهم اللقيط حتى يزول، ولن يهدأ العالم ما بقي منهم شيطان واحد، ولعل هذا الزوال قريب بإذن العزيز الحميد.