ثورة 14 أكتوبر… ولعنه التاريخ

إب نيوز ٢٦ ربيع الأول

محمد صالح حاتم.

أيام تفصلنا عن الذكرى الستين لثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدة، والتي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الشماء، ضد الاحتلال البريطاني الذي ظل محتل للشطر الجنوبي 129عاماً.
هذه الثورة التي شارك فيها كل الشرفاء والوطنيين المخلصين الأحرار من شمال اليمن وجنوبه، جات بعد عام واحد من قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م الخالدة في شمال اليمن، وكانت هي الدافع والملهم والمشجع والمساند لثورة أكتوبر.

الستة العقود التي مضت من عمر ثورة 14 أكتوبر، تخللها أحداث ومتغيرات، وشهدت عدة انقلابات وصراعات داخلية راح ضحيتها الآلاف من أبناء الوطن، وفي نهاية عقدها الثالث تحققت الوحدة اليمنيةكاحد أهدافها.
اليوم تأتي هذه الذكرى في ظل استمرار الحرب والعدوان على اليمن منذ تسع سنوات، بل وجزاء من تراب اليمن محتل ومدنس، وهذا الجزء هو نفسه الذي كان محتلا من قبل بريطانيا، وهي المحافظات الجنوبية نشاهد ونراء القوات الأمريكية والبريطانية والسعودية والإماراتية تتواجد في هذه المحافظات وتتخذ منها قواعد عسكرية، وتنهب ثرواتها وتتحكم بمن يسمون أنفسهم بالشرعية. وهي من تعينهم وهي من تعزلهم.

فالتاريخ سيكتب أن تضحيات الآباء ونضالهم وكفاحهم ضد المحتل البريطاني، ودمائهم الطاهرة التي روت تراب الوطن الطاهر، وبعد نصف قرن تهدر  وتضيع، وعبر أبنائهم يبيعون الوطن، ويستقبلون المحتل الجديد ويرحبون به، ويرضخون لأوامره، وينفذون أجندته ومشاريعه.
فماذا سنقول للبوزة، وعنتر، ومدرم ، وعبود، ورفاقهم من ثوار 14 أكتوبر عندما يسألون ماذا تحقق من أهداف ثورة 14اكتوبر؟
فاليوم وفي ظل ما تشهده المحافظات المحتلة من أحداث وجرائم وانتهاكات، وقتل وتشريد واغتصاب يحتم علينا التحرك جميعا لطرد المحتل، وتحرير الأراضي اليمنية، وإعادة الاعتبار لدماء ثوار  14 أكتوبر. ما لم فلعنه التاريخ ستلاحقنا جميعا، كيف نردد صبحا ومساء «لن تراء الدنيا على أرضي وصيا» وكيف نقدر أن نعيش ويهنانت العيش ونستطيع النوم، وتراب وطنا يدنس، وأرضنا يحتلها الغازي الخارجي..

You might also like