مجازر الصهيونية تؤكد هزيمتها المدوية
إب نيوز ٤ ربيع الأول
د. أسماء عبدالوهاب الشهاري
لقد سقطت هيبة إسرائيل بدون رجعة وتحولت إلى خيبة أملٍ كبيرة وإلى خزيٍ وعار وفضيحةٍ مدويةٍ أمام العالم أجمع وأمام الصديق للكيان الغاصب قبل غيره. فلا مئات المجازر وعمليات الإبادة الجماعية والتصفية العرقية لشعب بأكمله؛ ولا آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني وغزة العزةِ والإباء يمكن أن تغير هذه الحقيقة أو أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء. إنما تزيده هذه المذابح الجماعية وآلة القتل الصهيونية الدموية الإجرامية خزياً إلى خزيه وانتكاسةً فوق انتكاساته.
لقد تعرّى هذا الكيان الغاصب وسقطت جميع أكذوباته التي سعى لصنعها طوال عقودٍ من الزمن عندما أُسقطت أسطورة جيشه الذي لا يقهر وترسانته العسكرية الضخمة الدفاعية والهجومية والمستحيلة الاختراق-حسب ترويجهم وزعمهم-. فقد سقط الجدار وتحول الليل إلى نهار في بضع لحظات استطاعت أن تغير وجه الأرض وأن تغير المعادلات وتقلب الطاولة على وجوه المجرمين والطغاة.
ولا جديد. وعلى الصهاينة فالأمر معتاد وليس بغريب. حقائق معروفة عبر التاريخ منذ القدم بيد أن الصلف الصهيوني يسعى دوماً لتجديدها وترسيخها في ذاكرة وعقول الأجيال وتذكيرنا بها وربطها في ذاكرة وجداننا مع كميات مهولة من القهر والألم والوجع الذي لا يُطاق ولا يُحتمل ولا تستطيع لغات الدنيا كلها ولا معاجم اللغة بإحاطة التعبير عنها أو حتى وصفها بأقل وصف يمكن أن يليق بها. كأن آلة القتل الوحشية الصهيوأمريكية والغربية بذلك تريد أن تضع حواجزا عالية جداً وعقوبات مرعبة يصعب تصديق وقوعها حتى وهي كائنة أمام أعيننا -لكنه الإجرام الصهيوني المتعطش للدماء والمقتات عليها والمتجاوز كل الخطوط الحمراء والمسرف في اقترافها والتجرؤ عليها الكرة تلو الكرة- ظناً منه أن ذلك قد يثنينا عن نيل الحرية وعن السعي للانتصار للمقدسات والقضية. لكن هيهات فبعض الظن إثم!
الاستهداف الشيطاني الأرعن لم ينل المسعفين وسيارات الإسعاف فحسب بل أنه نال المستشفيات المكتظة بالشهداء والجرحى والأطقم الطبية ومئات النازحين بعد قصف منازلهم واستهداف كل مظاهر الحياة؛ فقد لجأوا إليه لأنه لا مكان آخر يذهبون إليه. ولأنه مشفى يعتبر قصفه من كبائر المحرمات في كل دساتير الأرض وقوانين ومواثيق العالم. لكن الصهاينة لا يراعون مقدساً ولا يعترفون بحرمة شيء. وفي لحظة واحدة يتم إبادة المئات -على مرأى ومسمع من العالم أجمع- وسط مستشفى المعمداني الأهلي بقنبلة محرمة أمريكية وهذه كانت هدية بايدن لأطفال ونساء فلسطين بعد زيارته لربيبته إسرائيل. هذا هو الوجه الحقيقي لأمريكا التي تتشدق دوماً بحقوق الإنسان والإنسانية!
عدد الشهداء 600 أم 1000 أم يزيدون.-في هذه الضربة فقط- كيف لك أن تجزم والجثث متفحمة والأشلاء متناثرة!
في غزة فقط يقتل الشهيد مرتين. ويتم تصفية الشهيد مع من تبقى من أفراد أسرته. إن كان لا يزال هنالك بقية!
وعن المذابح الصهيونية فقد حصل ذلك مئات وآلاف المرات عندما كان لا يزال المقاوم الفلسطيني البطل يتصدى للمدرعات والدبابات بالحجارة وبجسده الأعزل من أي سلاح إلا من سلاح الكرامة والعزة والإيمان والغيرة على المقدسات والانتفاضة من أجل الحرمات. ولكم أن تسألوا عن مجزرة صبرا وشاتيلا ومجزرة حي البقر وغيرها الكثير.
فكيف ستكون العقوبة اليوم من قبل أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر وقد قامت ثلة قليلة من أحرار المقاومة الفلسطينية بتمريغ أنف الكيان الصهيوني في تراب الذل والهوان وإثبات أن إسرائيل- بل وأمريكا- بكل هيلمانتها ليست معجزة ولا أسطورة بل فلتة نشأت على حين غرة من الزمن وهي حالة مؤقتة وعابرة ولا بد أن تزول كما أكد على ذلك القرآن الكريم وكلام الله العظيم الذي لا ولن يُخلف وعده. لكن من الذي سيستحق أن يُحقق على يده هذا الوعد الإلهي القاطع-عبادٌ لنا- مخلِصون ومُخلَّصون لله رب العالمين.
على الصهيوني أن يتأكد أن هذه المجازر والمذابح الجماعية لأخوتنا وأهلنا في فلسطين وغزة الثائرين ضد الظلم والإجرام والمحافظين بأشلائهم ودمائهم على المقدسات وإحياء واستمرارية القضية لن تمُر، فهي دَين مؤجل لإسرائيل وأمريكا وكل الصهاينة والمتصهينين. نعاهدهم بالله وبأشلاء أطفال غزة أن الدائرة ستدور، وأن الدين سيُسدد، وأنهم إن رأوه بعيداً فإننا نراه قريبا. وإنه لوعدٌ غير مكذوب. وان أولو القوة والبأس الشديد من أنصار الله ورجال اليمن الأحرار وشرفاء محور المقاومة ورجال الله المؤمنين قادمون.
أليس القدس بقريب