موقف العرب بين مناصرٍ ومنافقٍ
إب نيوز ٩ ربيع الثاني
أم المختار المهدي
منذ عقود والشعب الفلسطيني يعاني ويصرخ ويتألم من احتلالٍ لا يعرف إلَّا الظلم والإستكبار والقتل ليلاً ونهاراً،تجاوز بعدوانه كل القوانين والأنظمة والحدود، منذ عشرات السنين والجرائم في فلسطين بشكلٍ وحشيٍ والإبادات الجماعية في كل مدن فلسطين.
في هذه السنوات كانت ومازالت المقاومات الفلسطينية تقاوم بكل قوةٍ وعزمٍ رغم قِلَّةِ مناصريها، وكثرة الخذلان من العرب المنافقين.
والشعب الفلسطيني كان الصمود موقفه، فجاهد رغم جراحاته العميقة من ظلم وجبروت العدو الإسرائيلي وتطبيع الأعراب ومساندتهم للكيان الغاصب.
رغم كثرة الأعداء ووحشية العداء إلَّا إنَّ نصر الله آتٍ ووعد الله لابدَّ من تحقيقه، ومن أصدق من الله حديثاً حيث قال 🙁 وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ)، الإنتصار اليوم قاب قوسين أو أدنى، ونهاية العدو الإسرائيلي باتت قريبة ظاهرة واضحة للعيان، بعملية عسكرية نوعية لم يسبق لها مثيل على امتداد تاريخ المقاومة الفلسطينية قام بها مجاهدون فلسطينيون بتخطيطٍ وتنفيذٍ فلسطيني، كبَّدت العدو خسائرَ هائلة :بشرية، معنوية، ومادية قَرُبَ نتاجها إلى الهاوية بإذن الله.
في هذه العملية النوعية رأينا ضعف العدو الإسرائيلي وأنه ليس تلك القوة التي لا تُغلب التي رأيناها على النساء والأطفال فقط، وصدق الله حيث قال :(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْـمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ).
ولكن بعمق ذلك الانتصار كانت التضحيات، فكان الرد من العدو الإسرائيلي بقدر وحشيته وإجرامه إذ ضرب المواطنين الفلسطينين العُزَّل بشتى الأسلحة وبقنابل فسفورية محرمةٍ دولياً ارتقى نتاجها مئات الشهداء، وجُرح الآلآف، ودُمرت عشرات المنازل، وهذا حدث مؤلم أوجع قلوبنا، ومأساةٍ فضيعةٍ أوغرت صدورنا وأدمت أفئدتنا في مشاهد موجعةٍ جداً.
رغم صعوبة ما يمرُّ به الشعب الفلسطيني إلَّا أنَّ المجازر فيه لم تمثل عائقاً لمقاومته وحاجزاً بينه وبين مواصلة الجهاد كما أرادها الكيان الصهيوني، لا، إنما زادت الشعب غيضاً ونفيراً، وزادت المقاومين عزماً وصموداً وثباتاً في استمرارية مقاومتهم حتى نهاية الكيان الصهيوني بشكلٍ كاملٍ، وتحرير كل شبرٍ في فلسطين.
خلال ذلك العدوان وهذه المقاومة ظهر المناصر والمنافق على مرأى ومسمع كل العالم، وظهرت الأوجه المخبأة خلف ستار العمالة والتطبيع وصعدت رائحة الخيانة للدين ولأرض المسلمين من الأنظمة ما تسمى بالعربية وهي في الواقع عبرية منذ نشأتها، ظهرت لا لنصرة فلسطين بل لطلب الهدواء من المقاومين وكظم الغيظ منهم وتنديداً بمواقفهم المشرفة والحقَّة تجاه العدو الظالم والغاصب، وتنعي وبكل وقاحة القتلى الإسرائيلين، وتعلن كذلك موقفها المخزي المساند لإسرائيل، قال تعالى :(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَـمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
ياللخزي والعار يا حكام وزعماء العرب، خسئتم وخسئت مساعيكم وتبَّت كل أيديكم، ما أنتم إلَّا أُلعوبة لا ثمن لها بيد الأمريكي والإسرائيلي وسيأتي اليوم الذي يمرِّغون فيه أُنوفكم، (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ).
وفي الحقيقة هذا ليس عليهم بجديد، وخيانتهم وتطبيعهم ليس وليد اللحضة؛ ففلسطين محتلة ما يقارب مائة عامٍ ولم تشهد منهم موقفاً مشرفاً ولا عوناً واقعياً، لم نسمع منهم سوى لقلقة ألسنٍ فيما مضى لا طائل منها، أمَّا اليوم فباتت ألسنتهم تُظهِر خبث قلوبهم إمَّا تنديداً بالمقاومة وإمَّا نعياً لإسرائيل.
نحن نندد بموقف الأعراب المنافقين المطبعين، ونتوجه لهم بالإدانة والشجب لكل ما يقومون به من إساءت ضد أحرار فلسطين إعلامياً ودعماً،ومن تخذيلٍ وسعيٍ لتفكيك الموقف العربي الاسلامي
وها هي الدول الإسلامية تشكو من العدوان والظلم لسنوات كاليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها ولم تشهد من الحكام العرب سوى النفاق والعمالة والظلم والتطبيع.
الأنظمة العميلة لا تمثل إلَّانفسها ماكانت يوماً تمثل شعوبها أبداً، بل الشعوب حرةً أبيةً وقد خرجت حشود مليونية نصرةً للفلسطين وتضامناً معهم، وأول هذه الشعوب هو الشعب اليمني الأصيل، الذي خرج للمرة الثانية في هذا الأسبوع في وقفاتٍ تضامنيةٍ مع الشعب الفلسطيني ضد العدو الإسرائيلي المشترك.
واليمن موقفها اليوم هو موقفها من أول يومٍ لاحتلال فلسطين، موقف واضح وهو يخرج في يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، واليمن تشهد في ذلك اليوم حشوداً غفيرةً رجالاً ونساءً في المحافظات والمديريات المحررة، وهذا ليس غريباً على شعبٍ يأبى الضيم والظلم ويناصر المظلوم أينما كان ويواجه الظلم كيفما كان، تحت قيادة آل البيت عليهم السلام.
الشعب مع القائد يداً بيدٍ، القائد الذي تكلَّم بلسان حال شعبه :أنَّ مشكلتنا مشكلةً جغرافية ولو كان الوضع يسمح لتوَّج الشعب أفواجاً لتقاتل في فلسطين.
ونحن نتشوَّق ونتمنى أن يكون لنا شرف الجهاد والمواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي دفاعاً عن المقدسات الإسلامية.
نحن مع شعبنا الفلسطيني قلباً وقالباً ، دماؤنا وأرواحنا دونهم فداءً للأقصى ولكل فلسطين، ونحن نشدُّ على أيدي المقاومين بتوجيه المزيد من الضربات المنهكة للعدو حتى يشاء الله بالنصر المؤزر القريب بإذنه تعالى.
#لستم_وحدكم
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة