العدوان على فلسطين والانحطاط العربي العوامل والاسباب .
إب نيوز ١٠ ربيع الثاني
صادق احمد جابر الرشاء
هل آن للامة العربية انظمة وشعوب تقييم الماضي والحاضر والاستفادة لتصحيح الواقع الراهن ?
لا شك ان ما يحصل اليوم في غزة من قتل للاطفال والنساء و تدمير لكل مقومات الحياة من قبل العدو الصهيوني المدعوم امريكيا واوروبيا ومن انظمة عربية عديدة مع ثبات منقطع النظير للمجاهدين الفلسطينيين بدعم من محور المقاومة مع تاييد الشعوب العربية المغلوبة على امرها ياتي في اطار احداث لم تكن وليدة اليوم وان كان لها حجم ذو عيار ثقيل بددت كل ما تبقى من امل في نخوة وحمية الانظمة العربية التي ما تبقى لها شيء من ذلك الا ما احيته قوى المقاومة من امل لاستعادة عزة الامة وكرامتها . هذه احداث تكشف حقائق كثيرة و تعطي براهين جلية لا تحتاج الى اثبات وليس فيها اي غموض وتشهد على ان سيطرة التشوه الفكري والسياسي والعقائدي والثقافة المغلوطة والتخبط العشوائي والصيرورة العكسية لهذه الانظمة مع شعوبها المغلوبة والمضلل عليها , والتبلد المتنامي بضخامة وعدم الاستفادة من الاحداث لتقييم الواقع واخذ العبرة منه واختيار المسار الصحيح للحفاظ على ما تبقى من مقومات البقاء لهذه الامة , ساعد من ترسيخ ذلك وشرعنته هي المؤسسات الدينية والفكرية وعلماء السوء والضلال من ذوي العقلية المتعصبة والمتطرفة والتي وظفت كل ذلك الارث الثقافي المغلوط والتاريخ الدموي والسياسي للانظمة القمعية والطاغوتية في العصر الاسلامي للامويين والعباسيين و الانظمة المتعاقبة بعد ذلك والتي صبغت بطابع القداسة والتمجيد وصور استبدادها على انها انجازات كبرى لتلك الامبراطوريات التي حكمت بالحديد والنار واخذت اسم الاسلام فقط لتتسلط على رقاب المسلمين , كما ان الشخصيات والرموز في تلك الانظمة حظيت بالترميز والتقديس المادي الاجوف الذي يؤله الحاكم وبشرعنة دينية زائفة دون ان يقيم اداءه و واهتمامه بالرعية مما سبب في ازهاق الارواح وتبديد مقومات القوة للامة وتعطيل التفكير الصحيح وترسيخ الجمود وتعطيل مبدأ الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فترسخت حالة من الوهن الفكري والسياسي في جسد الامة استمر لقرون دون تقييم للواقع والاستفادة من القرآن الكريم في تصحيح الوضع بداية من الاحداث ما قبل بكربلاء و مرورا بفاجعة كربلاء التي كانت مفصلا تاريخيا و نقطة مهمة كان من المفروض اخذ العظة والعبرة وتقييم واقع الامة لمعرف رموز الضلال ورموز العدل والحق , وما تلى ذلك هو تأصيل لما حدث وتبرير ذلك لتبرئة المجرمين والانظمة الطاغوتية عبر اضفاء شرعية دينية زائفة حصلوا عليها من ثقافات يهودية و ودوافع الطمع والسلطة , مما اسهم في ترسيخ حالة من الانصياع والاستسلام للشعوب العربية لاي حاكم يحكمها و بدون شروط او قيود اهم شيء الا يكون من انصار ومحبي البيت النبوي الذين قوتلوا و وحوربوا واقصوا في واقع هذه الامة لان ما لديهم من فكر قرآني يتعارض مع الثقافة الاموية العباسية المملوكية التركية , وهو ما سبب تسلط انظمة غير عربية صبت جام غضبها على الشعوب العربية وغيرت من عاداتها وتقاليدها التي هي اقرب لروح الاسلام وبطابع العروبة في قيمها الحميدة ,
اليوم ولاسباب متعددة تتعلق بما ذكرناه وصل حال الامة الى مستوى غريب من الانحطاط والذلة والتبعية والعقل العربي الذي يفكر بنفس العقل الاموي اليزيدي العلماني التعصبي في تعاطيه مع الاحداث بمزيد من الحيادية في صف الاعداء وبكل الوسائل بل واكثر من العدو الصهيوني والامريكي نفسه في اصطفافهم كمحور معتدل سني في الوقوف ضد محور المقاومة بكل دوله و شعوبه وفصائله بل ومن المفارقات العجيبة عندما يتم المعاداة والتعصب لاسباب مذهبية و فكرية نجد ان هذا المحور محور التطبيع والاعتدال لم تكن انظمته لتقف مع دول وشعوب هي محسوبة في التوجه الفكري والمذهبي مثل سوريا و ليبيا والصومال و العراق وكشمير وفلسطين في المقدمة بل لو كان الامر كذلك قد يكون هناك نوع من الايجابية والاحترام للذات لكن وجدنا ان هذه الانظمة وقفت مع الكيان الصهيوني والامريكي واليهود اكثر من اليهود انفسهم اي بنفس التوجه واكثر مع ان مصادر قوتهم وسيادتهم تنتقص بالتدريج اكثر واكثر , وهذا يعيدنا الى القرآن الكريم عندما يقول ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) حيث يعطي القرآن معايير ثابتة وحاسمة في فضح المنافقين والتعريف بهم , ومع ادعاء حفاظهم على العروبة من تدخل الفرس والايرانين الا انهم اصبحوا يهودا اكثر من العرب مع ان الفرس هم شركاء في الدين والملة والتوجه والواقع , من يدافع عن فلسطين ويتبنى قضية فلسطين هم محور المقاومة شيعة و سنة في الوقت الذي يتبنى الدعم الاكبر ايران القومية المقابلة للعرب و تدعم الشعوب العربية وفلسطين اكثر من العرب ضد اليهود وامريكا ! فمن الاحق ان يكون عربيا مسلما ابيا وهل يحق للعرب التنكر لكل قيم الاخوة والدين الاسلامي , وهل حان الوقت للعرب ان يعرفوا عظمة الحديث الشريف الذي هو من اصل السنة النبوية للرسول صلى الله عليه وآله ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ) وهو حديث اكيد قطعي لدى الجميع وانا لا اتحدث بنفس مذهبي وانما اذكر حقائق يجب ان نقيم الواقع وننظر بعين الانصاف حتى نستطيع معالجة الازمات التي نقع فيها من منظور تصحيح الفكر الثقافة لان الاخطاء الفكرية والعقائدية هي قاتلة و مدمرة وتجريب المجرب الغير مجدي هو الفشل المتكرر والهزائم المتكررة و يكفي ان العرب هزموا عام ١٩٤٨ وعام ١٩٦٧ بنكسة ونكبة وتوالت الهزائم والنكبات , لكن عندما برز الايمان كله للكفر كله بسيف ذي الفقار في هذا العصر في لبنان و سوريا واليمن انزهق الباطل وتزعزع حلف النفاق وهو مقدمة لما وعد الله به من النصر باذن الله تعالى