رسالتي إلى جمهور محور المقاومة.

 

 

إب نيوز ٢١ ربيع الثاني

 

محمد البخيتي

‏رسالتي إلى جمهور محور المقاومة.
هناك معركة قادمة وشاملة تلوح في الافق ستحدد مصير المنطقة والعالم ولا سبيل لتجنبها، وأي محاولة لتجنبها او تأخير موعدها الافتراضي طلبا للسلامة إنما يمكن العدو من التحكم بمجرياتها بطريقة تخدم مصالحة.

إلى جانب الحرب المحدودة التي تدور رحاها الان هناك صراع إرادات يسبق الحرب الشاملة، ومن أجل تمكين قيادات محور المقاومة من اتخاذ القرار المناسب لفرض إرادة الامة ولتحقيق النصر الكبير والسريع باقل كلفة في حال توسعها لا بد من إستعداد جمهور محور المقاومة لهذا الخيار من الناحية الايمانية والعسكرية والاخلاقية والنفسية والمعنوية، ولهذا قررت إيصال هذه الرسالة وما سيليها من رسائل في الأيام والاسابيع القادمة.

أهم نقاط قوة العدو التي يصعب علينا حاليا منافسته فيها هي إمكانياته العسكرية والمالية الهائلة، وأهم نقاط قوتنا التي لا يمكنه منافستنا فيها هو العامل الإيماني الكفيل بقلب موازين القوى لصالحنا من خلال التحرك وفق التوجيهات الإلهية أولا ومن ثم الحسابات المادية والعسكرية الدقيقة ثانيا، وبقدر قوة ايماننا سيتحدد حجم انتصارنا وزمنه وكلفته وفق ميزان رباني دقيق (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ.الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)

تلك الحشود الكبيرة للعدو وتهديداته بإرتكاب المجازر هدفها الأول هزيمتنا نفسيا لكسب جولة صراع الإرادات بفرض إرادته دون الحاجة لتوسيع رقعة الصراع إن امكنه ذلك، ولكن عندما ننظر لها من زاوية إيمانية بحتة فإن كثرة حشوده ما هي إلا بشائر نصر وتمكين ووسيلة لإستحقاقنا فضل الله ونعمته (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)، ويشهد الله أن حشده لاساطيله حول اليمن أثلج صدورنا وطمئن نفوسنا وزادنا إيمانا وشوقا لوعد الاخرة.

ولا نخفيكم أن السيد دائما ما يفاجئنا بقوة ايمانه وثباته، فبعد تهديده للكيان الغاصب بالتدخل العسكري كنا على ثقه بوفائه بوعده، ولكننا لم نكن نتوقع انه سيوجه القوات الصاروخية والجوية اليمنية بضرب عمق الكيان فور وصول تحذيرات امريكية عبر الوسيط العماني تهدد بقصف اليمن في حال تدخله عسكريا لصالح غزة، ليصل الامريكي الجواب خلال ساعات عبر الصواريخ لا عبر الوسيط وبالافعال لا بالاقوال.

إلتزام جمهور محور المقاومة بتوجيهات قياداته أمر ضروري لأن هذا امتداد لولاية الله وولاية رسوله وشرط اساسي لتحقق النصر، ولكن هذا لا يعفينا من مسؤلياتنا الفردية من خلال التحرك لرفع الجاهزية القتالية والنفسية والمعنوية للمجتمع ليكون مهيأ لتحمل كلفة الحرب في إطار المنهج القرآني والتوجيهات العامة للقيادة.

وبالإضافة إلى ما سبق أود لفت انتباه جمهور المحور إلى النقاط التالية:

١_ علينا أن ندرك أن كلفة التفريط في نصرة اخواننا الفلسطينيين لا تقارن بكلفة نجدتهم مهما بلغت، لان التفريط طلبا للسلامة يضعفنا امام العدو ويجعلنا عرضه لعقاب الله في الدنيا قبل الاخرة ليس فقط بتمكين العدو من رقابنا وإنما بالكوارث والفتن والحوادث مما لا طاقة لنا به (إلا تنفروا يعذبكم عذابا اليماً)، كما أن المسارعة إلى نصرتهم بفتح الجبهة مع العدو فيه السلامة من الضرر وفيه استحقاق النصر على العدو (لن يضروكم إلا اذا وإن يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون).

٢_ ان التضحيات التي يقدمها اخواننا في غزة اليوم هي في سبيل الدفاع عن الأمة وإذا ما سمحنا لامريكا بالإنفراد بهم فإن الهدف التالي لها هو سوريا ثم العراق ثم بقية دول المحور.

٣_ ان حجم خسائرنا الناتجة عن الحروب الداخلية التي اشعلتها أمريكا لصالح اسرائيل أكبر من الخسائر المتوقعة لأي معركة قادمة مع العدو نفسه، وهذه فرصتنا لنقل المعركة من داخل الأمة إلى الساحة التي تتوحد فيها الأمة لمواجهة عدوها، وإذا ضيعنا هذه الفرصة فسيعيدنا العدو لمربع الصراع الطائفي والمناطقي والعرقي.

٤_هذا هو التوقيت المناسب لخوض المعركة الفاصلة، لان خوضها اليوم من أجل فلسطين كفيل بتوحيد الأمة، كما يتزامن مع انشغال الغرب بقيادة امريكا بتورطه في الحرب مع روسيا وفي الصدام مع الصين.
‏٥_ان المبادرة بالذهاب لعقر دار العدو هو مفتاح النصر السريع قليل الكلفة وهذا ما يؤكده واقع صراعنا مع العدو وينسجم مع ما امرنا الله به في محكم كتابه (قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ).

٦_ تحديات المعركة التي نخوضها كبيرة جدا بسبب فارق القوة العسكرية لذلك لابد وأن يكون ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى وثيقا وقويا ودائما، وعلينا البعد عن المعاصي والإكثار من الاستغفار والتسبيح، والحذر الحذر من التحرك الذي يشوبه الخيلاء والفخر والرياء وحب الظهور وحب الذات أو الذي يثير الفتنة ويفرق الصف لأن هذا يجعلنا عرضة لتلقي لضربات الإلهية.

٧_ سوريا هي الجبهة الاقوى في حال تفعيلها لانها الوحيدة القادرة على استيعاب طاقة الأمة لحسم المعركة والإضعف في حال عدم تفعيلها، وهنا يأتي دور العراق وايران واليمن ثم بقية الدول الإسلامية.

٨_ ساحة العراق هي ساحة الاسناد السريع والكبير لدول المواجهة في أول مراحل الحرب حتى يتسنى لبقية الشعوب الإلتحاق بارض المعركة، وهذا ما ينبغي على الشعب العراقي ادراكة.

ملاحظة مهمة: إلى جانب النزعة الدموية التي كان يحملها المجتمع الاسرائيلي في السابق كان يمتلك ايضا عقيدة قتالية عالية وحس استراتيجي بعيد المدى يضبط دمويته، إلا انه اليوم فقد كل ذلك عدى احتفاظه بنزعته الدموية التي أصبحت تتحكم بعمليته السياسية وتنتج قيادات متهورة، وبالتالي فإن الكيان الغاصب يعيش اليوم أضعف حالاته النفسية والمعنوية.

You might also like