ليس كل شئ عدوا الإنسان ولكن قد يكن الإنسان عدوا كل شئ…
إب نيوز ٢٥ ربيع الثاني
هشام عبد القادر….
هذه النظرية الفلسفية نابعة من القرآن الكريم …
قال تعالى: “مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً..”
وهذه التجربة نعيشها عندما يقتل شخص عزيز عندك من قبل عصابة مجرمة بالغدر وعمدا عندما يقتل مسموم او مقتول بأي طريقة كانت خاصة عندما يكون الشخص بريئ لا يستحق القتل…الإنسان هو يحمل القرءان من قتله كإنما قتل كل شئ كذالك الإنسان نفسه عندما يقتل عمدا اي شئ كإنما قتل كل شئ والعكس بالحياة عندما يحيي نفس إنسان كإنما أحياء كل شئ.. وعندما الإنسان نفسه يحيي أي نفس حيوانية كإنما أحياء كل شئ.. حركة كل الاشياء تدور بالإنسان…كل شئ مركب بالإنسان ..الكون كله مركب بالإنسان…
قد يحيي كل شئ وقد يميت كل شئ..
لذالك عندما نقول بكت السموات والأرض على الإمام الحسين عليه السلام ..لإنه إنسان داخله كل شئ ويحمل القرءان في صدره الذي احصاء الله به كل شئ..
إننا نمر بتجارب في حياتنا نفقد الأعزاء نتيجة حروب متعمدة …فهذا القتل العمد يقتل كل شئ. لإنه خارج عن رضا الله …
فعلى الإنسان أن يمحوا محور الشر من داخله ويبقي محور الخير…
لإن محور الشر يسعى جاهدا لقتل كل شئ جميل عمدا.
بينما محور الخير يسعى ليحيي كل شئ جميل…بالوجود.. او يحيي الوجود بأكمله…بينما محور الشر يحارب الوجود بأكمله.. لا يحب الجمال. .
إنني أسرد قصة قصيرة حصلت لي مختصرة…
لولدي العزيزين كلب إسمه ماكس تربى وهو صغير بعمر يومين بكنف ولديا..يشبع عندما يشبعوا ويجوع عندما يجوعوا…ويجلس بالبيت وما حوله…يستتقبل آهل البيت بمجيئهم من العمل بفرحة يقفز إلى صدورهم ويلعب بين ارجلهم يعبر عن فرحته بهم.. ويودعهم ايضا عند سرحتهم ويستجيب ندائهم وايضا يشعر بخروجهم او دخولهم من المنزل حتى وإن لم ينادوه يهرول سريع إليهم يشتمهم بإنفه.. إن قعدوا قعد معهم يلاعب بيديه أجسادهم يعبر عن حبه وفرحته بهم.. ويعرف الإنسان ويشعر به إذا كان الإنسان سعيدا ويبادره باللعب يلعب معه ويقفز بين يديه ..وإن كان الإنسان مشغول.. بذهنه يبادره بالبداية بالسعي بين رجليه ويفهم إذا لم يبادره الإنسان باللعب ينصرف الكلب لحاله يجلس بعيدا عنه بقليل كإنه فهم..
فهذا الكلب الأليف لم يؤذي أحد بل عندما يحصل على سيارة مارة يسعى وينبح من باب واجبه إنه يحرس البيت ويحب أهله. ويعبر عن وفائه. ويسعى من باب الواجب ..وداخله نظيف لا يؤذي أحد…كان أهله الذين ربوه يسموه بالكلمة العابرة شباج.. ينبح ويدافع ..ويرجع مهرول إلى البيت يلعب مع كل أطفال الحارة الذين هم اصحاب للولدين…بالخاتمة تمت حملة على الكلاب المسعورة والتي تربت تربية بالشوارع وعم التعمد بقتل الكلب الوفي الذي هو تربية بيت تربى بالعز. هربوه اصحابه إلى بيت والكلب خايف كإنه شعر بالحيلة لقتله والمتابعة لإزهاق روحه ..ثم قاده الابناء من البيت للحوش الذي هناك غرفة واغلقوا عليه الباب ..ونسيوا او جعلوا النافذة مفتوحة فأدخلوا أعداء كل شئ جميل السم من النافذة عبر رأس دجاج مسمومة.. فأكله الكلب يحسب إنه طعام من الذين ربوه ولا يعرف إن الطعام من اعداء البشر والحجر والشجر والحيوان…وحسبوا عندما يقتل الكلب إنهم قتلوا كلب ..
فقد قتلوا أهله الذين ربوه وحزنوا عليه حزن شديد بهذا الحزن ..فقد قتلوا الإنسانية…وقتلوا البراءة ..
فالكلب مذكور بالقرءان الكريم وحسن الصحبة عاش مع المؤمنين وبعث معهم وكان شهيدا معهم بالكهف…في سبيل الله..
وهكذا كثير من القصص عندما يقتل الإنسان أي نفس كإنما قتل كل شئ.
والعكس من أحياها كإنما أحياء كل شئ..
وبالختام ..
الله يرى كل ما يحصل بالكون…وسمي الشهيد بالشهيد لإنه يشاهد اعظم معاني حياة كل شئ او موت كل شئ عندما يستشهد مسموم او مغدور او مقتولا ..بالعمد.. لذالك هو شهيد ..حي ..يشاهد هذا المعنى الذي تحدثنا عليه من احياء نفس كإنما أحياء كل شئ.. ومن قتلها كإنما قتل كل شئ ..فعلينا أن لا نتعمد ولا نكون من آهل محور الشر بل من محور الخير.. ونتعمد بالخير.. لا بالشر…
وإننا نشاهد اليوم مقتل الآلاف من ابناء فلسطين. إن كان لنا إنسانية تحيي لا تميت علينا أن نحييهم. برفض الظلم عليهم…وتسخير كل شئ للدفاع عنهم..وصرف عنهم القتل العمد..
وبالختام يرونه بعيدا ونراه قريبا..
نسأل الله نكون من دولة الخير وأركانها..
والحمد لله رب العالمين