حوار بين الروح والجسد وبين العقل والقلب.. وماهية الغاية..

 

إب نيوز ٤ جمادي الأولى

هشام عبد القادر..

إن الإنسان يعتبر كون مصغر للوجود.. ويعتبر افضل ما في الوجود إذا عرف نفسه وتخلق باسماء الله الحسنى.. واراد الدخول ساحة الدائرة التوحيدية التي تبدأ بعين البصيرة لتدور حول نفسها كامواج صوتية لا نهاية لها…بتردد كلمة التوحيد التي لا نهاية لها التي تعتبر افضل الذكر…لا إله إلا الله بشروطها…وتعتبر الروح هي أم الكتاب وهي اصل الوجود والبداية التي لا اولية لها…وتعتبر الروح هي سر الوجود الإنساني ..وهي اصل الحياة ..التي لا نهاية لها…وغاية الغايات أن تكون كل روح بالوجود متعلقة بالروح الاولى المحمدية التي هي كإسم الله لا تزول …
مثلا اسم الله ..بدون الالف يبقى لله وبدون اللام يبقى له وبدون اللام يبقى هو…
وكذالك اسم محمد بدون الميم يبقى حمد وبدون الحاء يبقى مد اي مدد ..
وبدون الميم يبقى دال إلى الله…

وكذالك إسم الوصي الإمام علي ..
بدون العين يبقى لي اي الرجعة ..
وبدون اللام يبقى حرف النداء يا ..
التي هي مفتاح كل الرجاء…

المهم ندخل بصلب الحوار بين الروح والجسد اولا ثم ما بين العقل والقلب..

لنعرف ولو جزء قليل عن أنفسنا اننا لا نكون افضل من الحيوانات والمخلوقات إلا بالمعرفة ..لإن هناك حيوانات تعرف ايضا خالقها ولها مفاهيم بالحياة تعتبرمدرسة …يستفيد من حركاتها وحياتها الإنسان….

الروح تبدأ وتقول للجسد …أنا سر وجودك وحركتك ولولا انا فأنت جامد لا تتحرك…وانا المحرك الكلي وبي تحيى.. وانت بي عرفت الحياة ..ولولاي إنك عدم….
اذا انا سر معرفتك لنفسك.. ايها الجسد …وانا بي تعبد الخالق ..وبي الفضل العظيم لكل وجودك وحركتك..
ومحياك…

أجاب الجسد للروح انا الجسد انا القالب الذي به استترتي ايتها الروح العظيمة ولولاي ما ظهر عظمتك ..لكنتي خفية ولم تظهر قدراتك بالوجود لكنتي خفية عن الخلق وانا بي ظهرتي ..لإنني المصدر الظاهر ..بي كنتي فأنا المظهر للخير الذي بك….

أجاب الروح … انت ايها الجسد بي متعلق فحين موتك تعلقت بي ..وانا كنت خفي بك بحياتك …ولكن الفضل لي ..انا من ستلحق بي ..بالنعيم الذي ينتظرك لن تحصل عليه إلا إذا عرفتني من انا…

اجاب الجسد…
نعم ..سألتحق بكي أيتها الروح..

ولكن …جسدي انا من عانى الحياة ..فالفضل لصبري ..بالحياة وكدي…وقد تحملت العناء ..لأجل يكون لك حضور بالوجدان..ولم اقف بالحياة تحركت ..اطلب المعرفة.. لزادي بالدنيا واريد زاد الاخرة…

قالت الروح زادك بالدنيا انا سببها في حركتك..

وزادك بالاخرة انا سببها بتعلقك بالسماء وما فيها رزقك فيها. وانا سبب البحث عن طلبك للمعرفة فالمعرفة بي اذا عرفتني من انا…

قال الجسد نعم…صدقتي لم نيأس من الروح.. ولكنك لم تدليني سريعا من انتي فبالله خبريني..

قالت الروح انا اصل الوجود انا ام الكتاب انا الفاتحة وانا الخاتمة…

فإبحث عني بالفاتحة تجدني هويتك الهادية…
وانا بي جرت سفينة وجودك…

فسكت الجسد يتأمل وفني الجسدـ من صمته بالتأمل وفاضت الروح من الجسد لتقول للجسد ابحث عني في سدرة المنتهى غايتك التي تبحث عنها هي فوق عرش وجودك اعلى رأسك. فتعلق البصر نحو السماء شاخصا ..إلى الروح…يقول خذيني خذيني..

وتم الحوار بالفناء.. والمحبة بالوصول لسدرة المنتهى..

أما حوار العقل مع القلب.. فهو شيق ايضا….

العقل يقول انا كنز وانا عالي كاالعرش في الجسد.. وانا ذاكرة ..للتفكر والتدبر…وأنا خلاصة الحياة لتعيش بسلام …وتكون في محطة الأمان…وانا صاحب التدبير ..والتخطيط …وانا العقل الذي يدير كل شئ ..اين تذهب وكيف تعمل وماذا تعمل.. وانا سماء وشمس ..لا يعلوا عليا لإني شامخ على الجسد والكيان الإنساني …وانا الذي يصول ويجول بكل مفردات الحياة…وليس لديا أي نقص ..لإني العاقل…

فقال القلب….

انا الذي عليا قفص صدري انا المخزون انا المكنون ..انا مسجد الإله انا التوحيد انا الإيمان انا أم الجسد انا بي الحياة انا الذي لا انام …انا الذي لا انسى…انا الذاكر انا المسبح انا العابد ..انا سر الاسرار…داخلي الجنة ..إذا اتصل كل وجود الإنسان بي وتعلق بي وانشرح ذاتي عندما تسمع وتخضع كل اعضاء الوجود الإنساني لي …

انا حروفي قل تقول كلمة التوحيد وانا نهاية حروفي لب. اي لب الإنسان…انا عقله وسمعه وبصره ونوره ولولاي ..ما كانت الحركة لكنت ايها العقل بدوني لا شئ ماذا ستأمر وماذا ستدبر …
فقال العقل..

انا حروفي ايضا عين البصيرة ..وقل ايضا لكل الوجود كلمة التوحيد…

انا الشمس المشرقة عليك ايها. القلب. انا القلم والحبر وانت الورق سامضي بك ما اريد..
سأريد لك ما أريد…

فقال القلب…
انا الكتاب وانا الورقة البيضاء.. لن تمضي بي شئ إلا اذا كان مكنون ذاتي.. راضي ..انا الرضا ..وباب الرضا والسماح…رضاي هو مفتاح كل شئ ..

فقال العقل…انا الرئيس ..المدبر ..
فقال القلب انا الوزير المستشار والمشير..

فقال العقل انا رسول لاقول لكل الوجود حقيقة الروح..
فقال القلب انا الوصي على الوجود..
ساخبر الوجود من هي الروح.
فقال العقل ..انا كنز الروح…الناطق.
والمشرع. والشريعة
فقال القلب انا الضمير المستتر الباطن وانا السلوك.. والمنهج والطريقة..

فقال العقل انا اول الطريق

فقال القلب انا اوسطه.. الطريقة المثلى والوسطى..

فختم الحوار ..
قال العقل هيا نتفق لنعرف الحقيقة بالعلم المكتسب ..
فقال القلب هيا بنا لنشاهد الحقيقة بعين البصيرة في ذاتي ووحي الإلهام

فتمسك العقل والقلب واتفقا.
على مشاهدة الحقيقة وهي الروح..
ام الكتاب والوجود التي هي نور ليس كمثله نور.. لم يستحمل العقل والقلب ..لرؤية الحقيقة من شدة النور..
الذي لا يستطيع الإنسان أن يراه..

يرونه بعيدا ونراه قريبا..

والحمد لله رب العالمين

You might also like