الشرف أيضا يمني..
الشرف أيضا يمني..
إب نيوز ٩ جمادي الأولى
لم يكن ذلك المشهد في عرض البحر لسفينة يجرها رجال من قبيلة ما في اليمن التعيس إلا استعراضا يشبه استعراضات المار ينز والقوات البحرية الأمريكية أثناء تدريباتها على طائرات الأسطول السادس أو أثناء قيامها بطلعات جوية لقصف داعش في مناطق من ارض سوريا والعراق لكنه يعبر وفي كل الأحوال عن كرامة يراد لها أن تدفن حية مثلها مثل الآلاف في غزة كي لا تذكر امة اسمها امة العرب وحين يقال لنا في الجزائر على سبيل المزحة أو من بعض المتعصبين أحيانا لقد جئتم من اليمن فعودوا إليها كانت تأخذنا الغيرة تمسكا بوطننا القطري فإذا بنا اليوم نفتخر بذلك بل ونعلم علم اليقين أن جيناتنا أصيلة فعلا .
ولقد جثمت فرنسا ومن ورائها كل الغرب على صدورنا على مدى قرن ونصف فما استكنا لها يوما وساومت على استقلالنا بمنح الحرية لشعوب أخرى فقط من اجل أن نركع لها وقيل حينذاك أن السياسة والكفاح السلمي هو السبيل الوحيد لاسترجاع السيادة فما انطلت علينا فالمفاوضات والمطالبات السلمية التي لا تدعمها القوة المتمثلة في بندقية أو عبوة أو حتى حجارة هي من يدفع بالعدو إلى النظر إليك أقول هذا وأنا على الجانب الآخر من الضفة الغربية للعالم العربي متنعما بالسلم والآمان الوهمي الذي صدرناه لأنفسنا على مدى خمس وسبعين عاما من احتلال فلسطين وهناك في المشرق يدك الصهاينة إخوانا لنا بالحديد والدمار الشامل وقتل الأنفس ونقص الثمرات نعم لقد هزمنا كجيوش على مدى أربع حروب ويخطئ من يعتقد أننا فقدنا معها كرامتنا لأننا اعتبرناها معارك وجولات مع عدو يصر على محونا من الوجود ويعتقد جازما وبنبوءة ربانية انه سيسود الأرض على خلفية مسح العرب بعيدهم وقريبهم من هذه الأرض ومادام الأمر كذلك فما بال الطابور الخامس عندنا يهلع لأي تهديد يمس بالصهاينة ويعتبر كل رشقه أو انتفاضة أو مظاهرة قد تؤدي بالعدو إلى قتلنا جميعا فلم تكن الكرامة العربية محل مساومة إلا عندما ذهبنا إليهم في القدس نستجديهم منحنا السلام المذل ولم تكن مدريد ثم أوسلو إلا سلسلة مهانات أدت إلى استكانة ظرفية لشعوب مغلوب على أمرها فهي لم تفوض أحدا ليحكمها حتى تعطيه تفويضا ليقارع إسرائيل في محافل المفاوضات ومؤتمرات السلام وبالأمس فقط اجتمعت البر يكس فرأينا من جنوب إفريقيا مالم نرى من العرب جميعا سواء الحاضرين منهم في الاجتماع أو في قمتهم المخزية بالرياض وهنا عليا أن أقارن بين أولئك الذين يعرفون معنى الكرامة والذين جيء بهم على ظهر دبابة أو توارثوا حكما لا يعرفون معناه وهم من جعلوا من اليمن دولة فاشلة في مفهوم الغرب وهم من ادخلوا العدو ديارنا وهم من يشكل الذل عندهم نمطا في الحياة يساعدهم في ذلك نخبة من الوصوليين واللصوص وعبدة الحكام والمرتوين بفكر داعش الأصيل في قتل الأخ ومصاحبة العدو يزينون لهم الأمر على هواهم ولا يخافون لومة لائم بل ويختصرون صراعنا في قيسيه ويمانية لتتطور الفكرة إلى صراع شيعي سني كل ذلك من اجل المداراة.
وكل ذلك خدمة للصهاينة في توسعهم وعربدتهم وعلى استحياء يدينونهم بإذنهم فأغرب ما تسمع هذه الأيام أن تأتي إدانة خجولة من دول الخليج للفتك الإسرائيلي بالمدنيين وان تحذر مصر العالم من تهجير قسري بدون مقابل إلى سيناء وان يخرج ستة عشر نائبا من مجلس السيسي ليقدموا لرئيس الوزراء طلبات إحاطة عن هذا الأمر وكأن مصر بعيدة عن فلسطين أو كأن الخليج يقع في الأراضي الاسكتلندية وفي المقابل يستشيط نتانياهو غضبا من عدم إدانة ابومازن لحماس بعد أربعين يوما عن غزوة السابع من أكتوبر فماذا في يد نتانياهو من دلائل وحجج على هؤلاء حتى يتجرأ عليهم بذلك الشكل الفظيع ولن نلوم نواب أوروبا جميعا عن صدمتهم من الصور المعروضة عليهم في مقراتهم البرلمانية عن فظائع حماس وبالمقابل نستقبل ببلادة منقطعة النظير تلك الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة ولم تسقط دمعة تمثيل مصطنعة عن حاكم عربي ليقابل بها العالم تأثرا بما يجري لقومه وقمة الانحطاط والتدني والمهانة والذل والخنوع وكل المصطلحات التي لم تفي بالغرض أن يدعو حاكم شعبه في هذه الظروف بالذات إلى مواصلة العيش والالتفات إلى ممارسة حياتهم الطبيعية جدا جدا أمام تصفيق الحاشية وكأنه قد أمرهم للفور بالجهاد .
إن الذي جرى في سواحل اليمن لا يعبر إلا عن يأس من دول مهددة في وجودها وتعتقد أنها في آمان مع هذا العدو والذي أوصل اليمن إلى هذه الحال هم أولئك الذين يحملون هذا الاعتقاد فالمفارقة أن الدول المصنفة بنعت الفشل هي من تقاوم لأنها لا تملك ما تخسر وعندما تخون نجلاء المنقوش على طريقة ابن العلقمي يكون الحوثي هو شرف الأمة أما عن الذين مازالوا يأملون في سلام مع الصهاينة بالتطبيع فهم يركعون ويدرون أنهم يركعون لكن غريزة البقاء بأي ثمن أحياء فهم أموات ولكن لا يعلمون
بقلم / *النوي قحدون