محطات مشرقة لعظماء الشهادة

إب نيوز ١ جمادي الآخر

الكاتبة /خلود خالد الحوثي

فتاً وُلِد في اليمن تحديداً بأمانة العاصمة بمديرية التحرير في حي القاع تربى في جو أسري مفعم بالعادات اليمنية المشرفة ونشأ مع أسرته في جو أسري مفعم بالمحطات والذكريات درس وتخرج من الثانوية العامة ولكن هناك محطات جليله بالذكر بدأ جهادة من بداية أحداث الـ ١١ من فبراير وشارك في المسيرات الحاشدة والمنددة لجرائم النظام السابق في إجهاض حقوق الإنسان وكان أحد أعضاء حركة شباب الصمود في الساحات المشرفة لإسقاط النظام السابقة حتى أعلن نجاح الثورة في عام ٢٠١٤ .

ثم انطلق مجاهداً لإسقاط بقية الظالمين والمستبدين مع الشهيد أبو حيدر الحمزي في دماج وعمران وصولاً إلى تحرير الفرقة الأولى مدرع بإخراج العملاء ونجاح الثور الـ ٢١ من سبتمبر.

ثم استمر مجاهداً في العدوان الغاشم الذي شن على اليمن في عام ٢٠١٥ منطلقاً من شبوة إلى مأرب وشارك مع أبو حيدر الحمزي في تطهير معسكر (كوفل).

وفي مأرب حدثت قصص وحكايات لمجاهدي دعونا نسردها لكم لتروا عظيم الصمود والصبر:
١-في أحد المرات بكل عزيمة كان المجاهد رشاد ورفاقه يتسلقون الجبال إلى أن التعب أنهك جسده فوصل إلى جرف وقرر الجلوس فيه لبعض اللحظات ليستمد من خلالها القوة للمواصلة إلى أن النعاس اجتاحه فجأةً وأخذ منه النوم بعض اللحظات ثم استيقظ المجاهد رشاد مفزوع لأنه لم يتبقى أي أحد من أصدقائه فاجتاحه شعور الطمأنينة والثقة المطلقة أنه في رعاية الله وحمايته فتوكل وشمر ساعديه للمواصلة والبحث عن أصدقائه فكان يمشي بكل عزيمة وإصرار إلى أن وصل إلى مفرق لأحد الجبال ثم هاوية ثم مفرق الجبل الآخر فقرر المجاهد القفز ليصل إلى الجبل الآخر فقام بقذف حقيبته وحذائه إلى مفرق الجبل الآخر وتوكل على الله ثم قفز هو بجسده إلى أن قدمه انزلقت إلى الهاوية ولم يوقي جسده من السقوط في ذاك الوقت إلى ترديد شفاه التسبيح والاستغفار فوقف على طرف الهاوية بأطراف أصابع قدمه فكان المجاهد رشاد ينادي رفاقه لعلهم يرشدون مكانه ويجدون مكانه إلا أن الجبال كانت صماء كما كان هناك هدوء عارم لعدم وجود أي أحد وكان صدى صوته المتردد في أرجاء المكان يخبره أنه لا يوجد أي أحد وعندما جاء بصيص الأمل الموعود من الله سمع المجاهد رشاد حركة في الأعلى وقام بتحرك بكل حرص شديد لأخذ بندقيته وإطلاق بعض طلقات ناريه ليستطيع إخوانه المجاهدين العثور عليه وعثر المجاهدين عليه ولكن كان لا يسمح بالنزول إليه إلى شخص واحد فقط ولطف الله على جسد المجاهد رشاد بإصابات خفيفة في القدم واقتلاع أضافر قدمه لأن هناك مازال بعض المحطات الجهادية التي ما زال عليه القيام بها.

٢-ومرةً أخرى كان المجاهد رشاد مع رفاقه يرددون آيات الله من خلال ملازم الهدى فأجتاح الهاون حلقت الذكر فأصيب فيها الكثير منهم وكان المجاهد أحد المجاهدين جرحاً إلى أنه كان أكثر المجاهدين صموداً فقام بإسعاف جميع رفاقه و تضميد جراح جميع أصدقائه الواحد تلو الآخر إلى أن وصل الإسعاف إليهم وكان المجاهد رشاد ما زال بوعيه رغم فداحة إصابته إلى أنه استمر بالصمود إلى أن وصل اولاً إلى مستشفى ٤٨ ليتلقى بعض قرب الدم لأن النزيف قد استغرق ما استغرق من دمه ثم مضى بنفس الصمود إلى أن وصل مستشفى الجمهوري وقبل دخوله لغرفة العمليات أعطى الدكتور المشرف على حالته بياناته واسمه مما جعل هذا المشهد حالة الذهول الكبيرة لدى الطبيب الذي أبلغ والده عندما وصل على مدى صموده وقوت صبره على المه حيث كانت إصابته شظية اجتاحت أمعائه ومجموعة من أعضاء جهازه الهضمي واستقرت في المعدة مما أدى إلى استئصال لجميع الأعضاء التي تضررت وبرغم إصابته البالغة إلى أنه من أول ما غادر المستشفى أخبر أسرته أنه لا يريد البقاء في المنزل بل يريد العودة مجدداً إلى الجبهة إلا أن رفاقه أخبروه بأن صحته ما زلت تحتاج إلى الراحة فعاد مجاهداً مع شقيقته في أمانة العاصمة حتى تعافى جسده.

ثم انطلق مجاهدي رشاد إلى جبهة الجوف وخاض فيها معارك جهادية مشرفه وأصيب فيها أيضاً بعض الإصابات ولكن هذا لم يعيق جهاده مطلقاً بل زاده ثبات وعزيمة واصرار.

وهنا انطلق مجاهدي مرة أخرى إلى جبهة مأرب مع رفاقه ليخوض معركة العروج والمعجزة الإلهية في تباب رغوان وفي يوم الأربعاء بتاريخ ١٦ من شهر ديسمبر من العام ٢٠١٥م الموافق ٥ من ربيع أول من عام ١٤٣٤هـ خاض مجاهدي مع مجموعة من المجاهدين معركة العروج والمعجزة الإلهية وفي صباح مُشرق أعلن للبعض عن أماكن خلودهم وبقائهم والحصول على ثمار جهادهم كان شقيقي أحد الأسود الكرارة الباذلة للمستحيل حماية لأرضها التي مكنهم الله لتعميرها وتطويرها والنهوض بها بتلك الدماء الزكية الطاهرة وقف شقيقي ومجموعة من الأصدقاء والمجاهدين والمضحين في سبيل تخليد قصصهم في تاريخ الإسلام والاستبسال والتضحية وفي تاريخ يمن الإيمان والحكمة وفي تاريخ ذكريات كل مواطن حر مؤمن بالجهاد والتضحية والاستبسال والفداء كان هناك زحف عليهم زحف مُعد بجميع التقنيات والمعدات العسكرية من موارده المالية والمادية والبشرية والمعدات العسكرية من أسلحة وطائرات ومدرعات في وجه فئة قليلة في العدد والعتاد ولكن هناك عامل رئيس لديهم وهو وجود الله وجنود الله في السماوات والأرض، أخذ شقيقي هاتفه ليجري اتصال لطلب العون من أسرته بسداد الرصيد لكي يسمح له بالاتصال وطلب المدد من إخوانه المجاهدين المستبسلين في المناطق المجاورة تلقينا الإتصال وإذا بأصوات القذائف والرصاص تسبق صوت شقيقي إلى مسامع شقيقته وكان هذا في الساعة السابعة صباحاً طلب المدد طلب منا نحن طلب يعجز الوصف فيه طلب المسامحة من شقيقته الكبرى وبدأ يعتذر عن أي تقصير تجاهنا بدأت نبرات صوته وكأنها تعزف المقطوعة التي ستخلد في أذهاننا وأنهى الإتصال بكلمة “المسامحة” أي مسامحة تطلب وأنت من يجب أن يطلبها منك الجميع لحسن جهادك وتضحيتك واستبسالك لتعمير هذا الكون وإرادتك النصر على نياب من الأقوام المتنجسة من أعلى أجسادهم إلى أخس أعمالهم وبعد إنهاء هذه المكالمة بساعات امّ لحظات لا أحد يدري ارتطم جسد شقيقي وحلقت روحه وفارق الحياة لكن روحه حلقت وجسده زال ثابت في مترسه من عام ٢٠١٥ إلى عام ٢٠٢٢ عثر جسد شهيدي في مترسه في منطقة تباب رغوان في تحرير المجاهدين له في معركة البنيان المرصوص وتم تبليغنا بعثور جثمانه مع جثمان رفاقه في ٢٠٢٢/١٢/١٦ وتم تشييع جثمانه تشييع مهيب حضر فيه الأهل والأحبة وعاد مجاهدي بعد أن ثبت جثمانه لسبعة أعوام إلى الحي الذي عاش فيه واستقبل أهله واحبائه وذويه بزفاف مشرف بالألعاب النارية حيث ألقى والده كلمة معلن فيها عن القسم الذي عاهد نجله به أنه لن يكف عن الجهاد والنظام وإنما عاد جريحاً بعد هذه السبعة أعوام واستقبلت أم الشهيد وأخواته وأهله جثمان الشهيد المأسور والمحاصر لسبعة أعوام بكل شموخ وعزة وختاماً شُيّع المجاهد العظيم تشييع رسمي مع رفاقه إلى روضة الصماد حي الخمسين ليصبح من خلالها الجندي الشهيد المعلوم بعد أن كان لسبعة أعوام الجندي الشهيد المفقود.

#كاتبات_واعلاميات_المسيرة

You might also like