نحن وعد الآخرة
إب نيوز ٩ جمادي الآخر
عبدالملك حمود سام
هذا هو شعبنا المدهش، وأعترف بأنني كنت لا اتوقع ردة الفعل القوية هذه على أخبار إنشاء تحالف جديد للعدوان على بلدنا، لكن بالتفكير في الأمر فالشعب اليمني كان يتمنى أن يكون في فلسطين، وفي غزة تحديدا، في هذه الأيام، ولذلك من الطبيعي ألا يعير شعبنا أي أهتمام بتهديدات الأمريكيين الجوفاء التي أظهرت كم هم خائفين من الشعب اليمني.
هناك حالة من الغضب الجامح في داخل كل يمني على ما يفعله الصهاينة بأهلنا في فلسطين منذ شهور وعقود، وغضب أكبر مما يفعله النظام الأمريكي المتغطرس المجرم.. الجرائم الصهيونية مستمرة في ظل محاولات لعينة لتمرير الأكاذيب، وتبرير الوحشية، ودعم وقح للمجرمين، وإدانة الضحية، وأستمرار المجازر، وبعد هذا كله يريدون منا أن نصمت، وأن نتفرج على كل هذا الظلم والحقد المجنون، ودون أن نفعل شيئ!
هناك مثل يمني يقول: “ليست كل البرم لسيس”، وهو مثل يهزأ من كل من يظن أن الجميع على نفس الشاكلة؛ وقد ظن المجرمون أن شعبنا مثل بعض الشعوب التي أستطاعوا ترويضها لتتفرج وتسكت، فشغلوها بحفلات المجون والخلاعة، بل حتى بمسابقات الكلاب! فبررت لنفسها هذا السكوت الذليل بأن حكوماتها العميلة صاحبة الأمر، ونسيت أن مسئوليتها أمام الله جسيمة وأكثر خطرا عليها! ونسيت أن من أعظم الجهاد هي كلمة حق عند سلطان جائر.. ولكن شعبنا مختلف.
شعبنا مختلف بحكم أنه شعب أنساني مسلم عروبي كريم عزيز، ولأنه لم ينسى من هو ومن عدوه، ولأن لديه قيادة تليق بما يحمله من أخلاق وقيم.. بعد هذا كله ماذا يعتقد هؤلاء أن تكون ردة فعلنا على أمريكا ومن يقف خلفها ونحن نحمل هذا الأيمان المطلق بأننا بمعية الله، وبحسب مشيئته؟! بمنطق القوة نحن مع جبار السموات والأرض، فلماذا سنخاف؟! نحن بلسان واحد سنجيب بما قاله أعلامنا العظماء، ونقول: أبالموت تهددونا يا أبناء الطلقاء، أما علمتم بأن الموت لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة؟!
المعركة محسومة بأذن الله قبل أن تبدأ، ولو كان لهؤلاء عقل لعرفوا أنهم لن يستطيعوا أن يغيروا نتائجها؛ فمن صارع الحق صرعه، ودروس التاريخ – خاصة في بلدنا – تؤكد أن لكل ظالم نهاية، فما أعظم أن يصطفي الله شعبنا لتنفيذ حكمه ومشيئته..
كلنا كنا نتمنى أن نجد طريقا إلى فلسطين لرفع الظلم عن أهلنا وتطهير مقدساتنا وأرضنا، وشاء الله أن يهيء لنا ذلك على أيدي عدونا المجرم؛ فتحالف الشر هذا يعطينا الشرعية الكاملة لننهي هذا الظلم، ونحن ذوو البأس الذين سيقهرون ويذلون المعتدين، والله معنا.
يقول الله سبحانه في سورة الإسراء: {وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ○ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا ○ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ○ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}.