سوريا المستباحة.. محطة اغتيالات!!
إب نيوز ١٥ جماد الآخر
عبدالملك سام –
ترى متى سيغضب الإيرانيون؟! ومتى سيتحرك السوريون؟! متى سيتحقق الرد الذي دائما يقولون بأنهم يحتفظون بالحق به بعد كل عملية إغتيال لقادتهم وعلمائهم وخبرائهم؟! القائمة تستطيل، وعلى ما يبدو أن إيران لن تستطيع أن تقتص لكل هؤلاء في ظل تردد ساستها وعدم أتخاذ أي تدابير فاعلة لتمنع تكرار عمليات الأغتيال، بل الأكتفاء بأغتيالات لا تعبر عن أخذ ثأر حقيقي، أو كما سمعنا – للأسف – بالحكم على النظام الأمريكي ببضع ملايين الدولارات كدية على رأس قائد كبير كسليماني!!!
لماذا هذا التردد المذل؟! نحن نتحدث عن سنوات لم يتحقق خلالها ثأر لواحد من القادة أو العلماء الإيرانيين الذين يقتلون منذ عشرات السنين؟! كان بأمكانهم أن يستخدموا بعض تلك الصواريخ التي لا نشاهدها سوى في المناورات ليبيدوا التواجد الأمريكي والإسرائيلي في الجولان السوري أو جنوب لبنان مثلا، ومن كان سيلومهم على ذلك؟!! ولكنهم فوتوا الفرصة تلو الفرصة بترددهم، وهل هناك أنسب من هذه الفرصة ليجعلوا الصهاينة يدفعون الثمن؟!
ثم لماذا يذهب هؤلاء القادة إلى سوريا دوما والتي تحولت إلى ما يشبه ميدان لتجارب الصهاينة؟!! كنت أعتقد أن أغتيال القائد (عماد مغنية) كان درسا قاسيا ليجعل المقاومة أكثر حذرا، ولكن على ما يبدو أنهم ينسون سريعا الدروس كالعرب! على الأقل كان بالأمكان القبض على الجواسيس الذين يعملون في سوريا بأريحية منقطعة النظير!! والسؤال هنا: هل هم فعلا يريدون أن يثأروا لقادة المقاومة، أم أنهم عاجزون عن تحقيق ذلك وسيكتفون بهذه التصريحات والبيانات التي ما عادت تخيف أحد؟!! ويالخوفنا على السيد حسن نصر الله؟!!!!!
علامات التعجب والاستفهام في هذا المقال وحده – كثيرة جدا – تشير إلى أن هنالك خلل!! وهنالك قصور!! بل نستطيع أن نقول – وللأسف الشديد – هنالك فشل!! سوريا يحتل جزء منها مليء بالنفط، وتضرب بشكل دائم وفيها قواعد روسية وخبراء إيرانيون ومنظومات دفاع جوي قيل أنها الأقوى في العالم، ودون أن تتمكن دمشق من الرد على هذه الإعتداءات!! فما الداعي لوجود الروس والإيرانيين هناك؟! ولماذا لم تتحسن الأوضاع رغم مساعي دمشق للتقارب مع صهاينة العرب؟! لماذا هي مكبلة ولا تطيق الفكاك؟!
ما قيمة السلاح إذا لم تستطيع أستخدامه؟! وما قيمة الوعيد إذا لم يستطيع إخافة أحد؟! ألم يروا ماذا فعل اليمن المنكوب المحاصر؟! فلماذا؟! وكيف؟! ومتى؟! أم أن علينا أن نسكت ونتفرج وننتظر حتى تنتهي غزة ويهجر من بقي حيا إلى سيناء، بل ونحن نردد دون انقطاع: أين أنت يا مهدي؟!!! عظم الله أجورنا جميعا في عشرات الآف الشهداء والقادة، ودعونا نبكيهم كالثكالى على فقدان أعزائنا الطيبين الذين قتلهم المجرمون غيلة، ثم ننام وننسى!!