أرد على التصعيد والاعتداء الأمريكي اليوم بالمقال الذي كتبته قبل ما يقارب التسع سنوات؛
أرد على التصعيد والاعتداء الأمريكي اليوم بالمقال الذي كتبته قبل ما يقارب التسع سنوات؛
إب نيوز ١٩ جمادي الآخر
د: أسماء الشهاري
هذا ما كتبته في الأيام الأولى من العدوان، وهذا ما أثبتته جميع الوقائع والحقائق إلى الآن، وهو السبب الرئيسي لعدوانهم، وما لم ولن يستطيعوا دفعه مهما بذلوا في سبيل ذلك من أثمان.
ولأجل هذا فليصرخ اليمانيون اليوم بصوتٍ واحد يسمعه العالم ويعيه الأعراب ويدرك ألّا مفر منه الصهاينة والأمريكان.
نحنُ قدركُم.. فعجِّلوا به
د. أسماء عبدالوهاب الشهاري
من حق أمريكا أن تخاف.. ومن حق إسرائيل أن ترتعب.. نعم من حقهم أن يتآمروا.. وأن يحشدوا.. وأن يتحالف معهم من يخافونهم ويعبدونهم من دون الله.
نحن اليمانيون نمثل خطراً حقيقياً وتهديداً وشيكاً للعدو الغاصب.. وللأنظمة الديكتاتورية…
اليمن الدولة الفقيرة والمنكوبة والمستضعفة كما يراها كل العالم تقريباً هي التهديد الأقوى إن لم يكن الأوحد على الكيان الصهيوني الغاصب.
صحيح أن اليمن تمثل مطمعاً لدول الاستعمار والاستكبار بكل ما تمتلك من مميزات جغرافية وثروات هائلة متعددة. وصحيح أن هناك مخططا لشرق أوسط جديد.. لكن هذه ليست هي الأسباب فقط لتكالب الأعداء عليها وسعيهم لغزوها واحتلالها، بل قد يكون السبب الأهم هو أن اليمن هي الخطر الحقيقي على هذه الدول.
لا تستغربوا من هذا الكلام. نعم. فإن ذلك الأشعث الأغبر حافي القدمين والذي لا يمتلك سوى سلاحه الشخصي غالباً هو أشد خطراً على إسرائيل من القنابل النووية و الأسلحة الأكثر فتكاً وتدميراً، وإسرائيل وأمريكا تعرف ذلك جيداً. وهي بكل ما تفعله إنما تسعى لتستبق الأحداث. وأن تنال منه قبل أن يصل إليها. فهو يهدد وجودها وهو من قد يحول بينها وبين تحقيق أهدافها في كل المنطقة.
فرجال اليمن معروفون ومشهورون بشراستهم في القتال ومعروفون ببأسهم وبقوتهم منذ الأزل. هم أيضاً أهل الإيمان والحكمة. وهم الناصر الأول للإسلام وهم الأكثر حمية وغيرة على كل المقدسات الإسلامية، و الأكثر انتماءًا لأمتهم فهم أصل العرب و وطن العروبة الأول وقد وضعوا القدس وفلسطين أمام أعينهم بقوة، وهم الأكثر تمسكاً بتعاليم دينهم وقرآنهم والذي رجعوا إلى تعاليمه ونهجه بشكل قوي وملفت لكل العالم. وأعداء الإسلام يعرفون جيداً ما معنى أن ترجع أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى القرآن وتمشي على نهجه.
لكن ما لا يعرفونه هو أن كل ما يقومون به بقصد كسر شوكة هذا الخطر المحدق بهم والذي يؤرق مناهم ويقضّ مضاجعهم إنما يزيد من قوتهم ويزيد من سرعة وصولهم إلى مرماهم. وأنه ستكون له نتائجه السلبية عليهم ومنها أنهم سيكونون السبب الأقوى في تلاحم اليمنيين وتوحدهم وذوبان كل الخلافات الثانوية بينهم شمالاً وجنوباً، وسيكون اليمن هو المنارة لكل الدول العربية والإسلامية والذي منه ستنطلق شرارة التغيير الأولى في كل المنطقة.
إنَّ السيناريو المتوقع بعد فشل الأيادي الأمريكية في كسر شوكة اليمنيين وإخضاعهم هو أن تتدخل أمريكا نفسها بشكل مباشر وتستخدم العنف والقوة المفرطة بأسلحتها الفتاكّة هي وحلفائها لتحقق ما عجز عملائها عن تحقيقه. لكنها لا تعرف أنه مهما فعلت لتغير أفكار هذا الشعب وتحرفه عن اهتماماته فهي إنما تزيد من قناعاته تلك، فمهما فعلت وستفعل فإن ذاك اليمني عين له على اليمن وعين على فلسطين، قلبه في اليمن و روحه ترفرف حول القدس.
ما لا يعرفونه حتى وإن كانوا يتوقعون الهزيمة أو أعماهم عنها غرورهم وكبرهم أنها ستكون هزيمة نكراء وأنهم لن يلبثوا طويلاً، وأنهم مهما أمعنوا في القتل و الإجرام فإنما هم يعجلون على أنفسهم ما يخشون حدوثه. لأن اليمني لا ينسى ثاره ولأنه يحارب حتى بأنيابه وأظفاره. حتى وإن دفن تحت تراب أرضه الطاهره تظل روحه تقاتل ودمائه تتفجّر براكين من تحت الأرض لتزلزل عروش المستكبرين وتجتثهم و تحيلهم وأحلامهم إلى سراب.
إنَّ سقوط هيبة أمريكا في اليمن لن يكون كما حدث في غيرها من الدول، وسيلاحقها الذل والعار وستندم ندماً شديداً على تجرأها لغزو أرضه المقدسه، وستتمنى لو أنها فكرت ألف مرة قبل أن تصنع من اليمن البلد الفقير المحاصر المنكوب أسطورة وقبل أن تصنع من نفسها مسخرة وأضحوكة للعالم ككل. وإنَّ غداً لناظره قريب؛؛؛