رصاصة الرحمة!
رصاصة الرحمة!
إب نيوز ٢٣ جمادي الآخر
عبدالملك سام – اليمن
على المستوى النفسي، العمليات المؤثرة التي يقوم بها الجيش اليمني ضد المصالح الإسرائيلية جعلتنا نشعر بشيء من الطمأنينة؛ فالأمة العربية بل والعالم أجمع يشعرون بتأنيب الضمير والحسرة وهم يشاهدون ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق الشعب الفلسطيني المظلوم منذ مدة دون أن يستطيع أحد أن يوقف شلال الدم الفلسطيني المسفوك غيلة! وبرغم ما يحققه الجيش اليمني الباسل من ردع، إلا أن كل واحد منا ما يزال متحفزا ليمد يد العون لأخوانه في فلسطين بأي وسيلة كانت، وفي أي وقت.
هناك من لامني على المقال الذي كتبته في الأيام الأولى لعملية (طوفان الأقصى)، وقد كنت حذرت يومها من رد إسرائيلي غير مسبوق على العملية كونها عملية نوعية لا يمكن للعدو المتغطرس أن يجعلها تمر مرور الكرام دون رد قوي.. البعض شطح برأيه وقال بأن الآوان قد حان لتحرير كامل التراب الفلسطيني، وانتقد لهجة المقال التحذيرية باعتباره مقال تثبيطي! ولكن بالنظر للأحداث اللاحقة، ولطريقة تعامل (حزب الله) في الجبهة الشمالية يمكننا أن نفهم أن الأمور ستتجه نحو تصعيد غير مسبوق، وهذا لأن حزب الله يفهم جيدا طريقة تفكير العدو الإسرائيلي أكثر من غيره بحكم تجارب الصراع السابقة الذي خاضها مع اليهود لعقود.
ما يهمنا الآن هو ما قلته حينها عن ضرورة مراقبة كيف يدير العدو معاركه على جميع الجبهات العسكرية والسياسية والأقتصادية، وحتى الحرب الإعلامية! وأهمية هذا الأمر أننا ندرك بأن الأمور لم تحسم بعد، ولكن هذه المراقبة الواعية والدقيقة ستمكنا من معرفة كيف سيتصرف العدو في المعارك القادمة بعيدا عن التهويل أو التخمين غير المدروس، خاصة وقد أدى التحرك اليمني لكشف المزيد من نقاط الضعف التي لا يستطيع العدو أن يتجنب تبعاتها، وهذا الأمر سيؤدي مستقبلا لمضاعفة خسائر الصهاينة واضعافهم أكثر فأكثر تمهيدا للحظة الخلاص نهائيا من شرهم.
الوضع العسكري يتأثر بالكثير من العوامل، ونحن وإن كنا ندفع ثمنا باهضا في هذه الفترة، إلا أن هناك مكاسب لا يستطيع أحد أن ينكرها سواء كانت ميدانية أو معرفية، بل أننا نستطيع أن نؤكد أن أكبر إنجاز تمثل في القضاء المبرم على فكرة “التطبيع” وأنكشاف عمالة وخيانة الأنظمة المنبطحة التي باتت محرجة من التمادي في هذا المشروع الخبيث. كما أننا أكتشفنا عدة أساليب للحرب النفسية والمقاطعة الأقتصادية وأهمية العمل الجماعي للرد على العدوان بعيدا عن المواقف الرسمية الواهنة التي كانت تخدر الشعب العربي وتمنع تحركه مع قضاياه المركزية.
يبقى أمامنا ((نقطة)) هامة لابد أن تحظى بأهتمام أكبر ألا وهي عمليات الأغتيال التي يقوم بها العدو الإسرائيلي، وهذا الأمر يرتبط بالعمل الأستخباري الخطير الذي ما يزال الصهاينة يتفوقون علينا فيه! نحن بحاجة لتطوير العمل الأستخباري بشدة، وأن نعمل على أكتشاف أساليب جديدة لاختراق العدو وكشف مؤامراته، وتنفيذ أعمال تؤدي لتوجيه صفعات مؤثرة تؤدي لفقدان العدو لاتزانه تمهيدا للخلاص من شره نهائيا في الميدان.. هذا الأمر مهم وجوهري، وإذا ما أردنا مستقبلا أن نضاعف من تأثير أي تحرك نقوم به فلابد أن ينال هذا الجانب ما يستحقه من أهتمام، أي جانب المعلومات وأساليب تنفيذ العمليات الخاصة المرتبطة به، والله معنا.