من اليمن هنا فلسطين
من اليمن هنا فلسطين
إب نيوز ٢٥ جمادي الآخر
عبدالملك سام
لعلكم تتذكرون كيف كنا نشعر بالسعادة والإمتنان عندما كنا نجد أشخاصا يعلنون وقوفهم معنا خلال سنوات العدوان، ومن ضمن هؤلاء – لمن لا يتذكر – مسيرات الدعم التي خرجت في فلسطين وخاصة في غزة. يومها أنتشر وسم #من_فلسطين_هنا_اليمن حتى تحول إلى “ترند” عبر فيه أهل فلسطين عن وقوفهم مع اليمن وإدانتهم للعدوان الغاشم، ولو عدنا لمطالعة المواقف ومقاطع الفيديو لأقشعرت أبداننا من هذه المشاعر الفياضة.
“هات لي واحد فلسطيني بيكره اليمن” ، “فلسطين واليمن.. همهم واحد، وقضيتهم واحدة” ، “غزة الأبية مع اليمن الحبيب” ، “اللي راح يرش اليمن بالمي راح نرشو بالدم” ، “إذا لم تقدر على دعم اليمن فقاطع المنتجات السعودية” ، “نحن كفلسطينيين نعجز عن شكر أخوتنا وأهلنا في اليمن” ، “هم كانوا شعلة الأمل اللي طلعت، وأحنا برد قلبنا عليها، وانشاء الله يكون ربنا معهم ومعنا ونحرر القدس”.
[بعض تعليقات الفلسطينيين عن اليمن وأغلبها قبل العدوان الأخير على غزة]
ما أود قوله هو أننا عندما نخرج في مسيرات التأييد مع فلسطين، فنحن نخرج مع أخوة لنا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولكن بفضل الله وسواعد جيشنا تمكنا من تحويل هذا التعاطف إلى مشاركة حقيقية وفعلية مع جزء عزيز من أمتنا الواحدة، وتخلصنا أيضا من كل العوائق والتقسيمات التي حاول فرضها علينا الأعداء ومرتزقتهم، وكلنا نعرف ويعلم الله أن بودنا أن نفعل المزيد، وهذا التعاطف ووحدة الموقف أغاض الأعداء وأذنابهم، فكان ما رأينا من أصوات نشاز هنا وهناك والتي تدعوا لأن ننسى فلسطين وأن نترك موقف التأييد بدعوى أن لدينا من المشاكل ما يكفينا!
هو العهر يا سادة يتجلى في أقبح صوره، وهو موقف تشابهت فيه قلوب هؤلاء الأنذال مع سادتهم الأمريكيين والذين ظنوا أننا سنغير موقفنا يوم عرضوا علينا فك الحصار ودفع المرتبات مقابل ترك فلسطين وحيدة! كيف يريدون أن نهنأ بعيش ونحن نشاهد أفضع الجرائم وهي ترتكب بحق أهلنا هناك؟! ثم كيف سنثق بسلامهم ونحن نعرف ما هم عليه من خسة ولؤم؟! بل كيف لا نخاف من عقوبة الله وهو يرانا نتخلى عن أهل فلسطين المستضعفين دون أن نتخذ موقفا مشرفا يخرجنا من دائرة الخيانة والصمت المذل؟!
موقف الخائن لا جديد فيه، فهو نفس الموقف المتفرج والمؤيد لمن يقتلون شعبهم منذ تسع سنوات، وهو ذات الموقف القذر الذي أتخذه أراذل الناس عبر التاريخ، ولن نندهش أيضا عندما ينزل الله عليهم عقوبته كما حدث مع من سبقهم في الخيانة.. الحق نقول لهم بأن يتوبوا قبل أن يأتي يوم القصاص، وما يفعلونه هو جهد ضائع بائس، فلا يمكن لأي يمني حر أن يقبل بأن يكون على شاكلتهم، خائنا، حقيرا، وضيعا، تافها، مجرما لعين.. فأريحونا من كلامكم النتن، ففلسطين كانت ومازالت وستظل جزء منا، هي بلدنا، وفيها اهلنا، وستظل قضيتنا حتى يأذن الله بالفتح.